تعرف على اليتم الحقيقي.. قصة حزينة

أثرت في نفسي عبرة للاعب الكرة كريستيانو رولاندو عندما كان يطلب من والده بيت كبير وأجابه والده أنه ليس باستطاعته أن يحضر له منزلا كهذا وعندما مات والده كان لديه اجمل منزل ولكن ابوه ليس فيه مسكين من حرم السند ولكن اليتم لا يكون بموت الأب في بعض الأحيان ولكن إن تخلى عنك أبوك وهو على قيد الحياة فذلك قمة اليتم .

اليتم الحقيقي

كنا أسرة جميلة ينعم أفرادها بالسعادة والهناء أحاطتنا نعم الله نقطن في منزل واسع ولكن في بيئة ليست بالجيدة كان والدي يعمل بالصباغة وكانت والدتي أيضا تساعده في أوقات كثيرة حتى جدي والد أمي كان يمد لوالدي يد العون وكان حالنا لابأس به .وكنا نسارع إلى ورشة والدنا لنعمل عنده في أيام العطلة كنا نحب العمال المتواجدين ونعتبرهم من العائلة وكانت الأمور بسيطة ،ولكن لايخلو.الأمر من عاملة تريد التسلق على أكتاف هذه الأسرة وفعلا صادفتنا عاملةفي البداية ظنناها ملاك منزلا من السماء إلى أن كشرت على أنيابها واستغلت وجودها طيلة الوقت برفقة والدي وبدأت بينهما علاقة وبدأت أمي بالشك إلى أن تأكدت من إحساسها، وتطورت العلاقة وأصبحت زواجا إلا أن أمي لم تشأ أن تهدم البيت وظلت متكتمة على هذه الامور وبما أننا كنا نعمل لدى والدي اخذت تلك الأفعى بالدفع بنا خارجا كي لا نكشف سمها. لم نكن ندري لماذا يستشيط غضبا والدي كلما جئنا إلى ورشته إلى أن علمنا من احد أصدقائنا الذي أتانا قائلا :رأيت والدك ممسكا بيد امرأة أخرى غير والدتك ،ذهلت وأسرعت إلى أمي وأخبرتنا وهنا قررت أمي الانفصال عن والدي الذي أخذ بدوره التخلي عن مسؤولياته ولم يعد ينفق على المنزل وعلينا كنت لا أزال صغيرا في الرابعة عشر من عمري وأختي في الثانية عشر واخي في السادسةعشر وتركنا والدي .وحتى لم يكن يبعث لنا بالنفقة التي حكم بها القاضي واضطررت أن أعمل انا وأخي بعد المدرسة حتى أمي عملت لتعيل هذه الأسرة التي حطمها هذا الأب باستهتاره .وتعاونا جميعا وكنت أنا ووالدتي سندا لأخي في جيشه وذات يوم تشاجرت أنا ووالدتي على سبب حتى لم اعد اذكره لماذا وقع ذلك.الشجار بيننا وتركت المنزل بعد هذا الشجار ، ولم ادر إلى أين أذهب ولكن زوج أختي فتح لي منزله واستقبلني واقمت عنده اربع سنوات وعملت لديه،واثناء هذه المدة كان لابد ان اذهب لخدمة العلم وفعلا ذهبت وكنت في كل إجازة استغل الوقت للعمل فلا والد لي ليساعدني وكانت اوضاع زوج أختي لا تسمح بمساعدته لي .ولم أجد سوى أمي التي تخليت عنها ولم تتخل عني ولم يتخل عني الله بفضل دعواتها لي وكلما احاول أن أزور والدي كانت زوجته تخلق اسبابا لمشكلات لم نفتعلها ولكن ليصرف والدي النظر عن مساعدته لي .وانتهت السنتين والله وحده اعلم ماقاسيت فيهما .واتت هنا احداث العراق وتهجرت اختي من منزلها واضطرت للعيش في منزل اهل زوجها وانا جلست عند أختي الثانية وقررت السفر إلى لبنان فأخي يقيم هنال لانه لم يجد ايضا من والدي مساعدة .

وفعلا سافرت وعملت وابتعدت عن امي وأختاي وحتى عن حبيبتي التي تعلقت بها أثناء عملي عند زوج أختي وكنت أنوي خطبتها ولكن الظروف لم تسمح . ومرت على علاقتي بها خمس سنين ونحن كل يوم نتحدث عبر الهاتف شاهدت فتيات كثيرات وجميلات لكن قلبي لم يتعلق إلا بها وفعلا تحديت واقعي وظروفي السيئة وعملت ليلا نهارا كي استطيع تأمين تكاليف الزواج وذهبت أمي وأخوتي لخطبتها ولأنني ندمت أشد الندم على ترك منزل والدتي واللحظات التي قضيتها بعيدا عنها كان الله ينظر إلى قلبي الذي كان في غايةالأسف على فراقها في أيام الغربة واحست أمي بالندم الذي تملكني وقررت أن تذهب لتخطب هذه الفتاة لي ووافق اهلها على طلبي لها للزواج فكانوا نعم الأهل والعون وقرروا مساعدتنا وباركت والدتي هذا الزواج إلا ان إحساسي باليتم يقطعني كل يوم من الداخل أين أبي من كل هذا وكيف حرم نفسه من متعة تزويج أبنائه ،حاولت كثيرا أن أتواصل معه غير أن سلبيته و رضوخه لزوجته كان أقوى أدعو الله في كل يوم أن يديم صحة والدتي فوق رؤوسنا وان يهدي والدي إلى رشده ويعود في يوم من الأيام إلينا..