تفاءل فأنت قوي .. أقوى من الموت

في ليلة باردة ، انخفضت فيها درجت حرارة الجو في شيكاغو إحدى عشرة درجة تحت الصفر ، سقطت سيدة في الثالثة و العشرين مغمى عليها في الطريق أثناء عودتها إلى البيت ، و ظلت في مكانها طوال الليل . 

تفاءل فأنت قوي .. أقوى من الموت


و لما نقلت إلى المستشفى في الصباح ، لم يصلح الترمومتر العادي لقياس دراجة حرارتها ، فقيست بترمومتر خاص ، فوجد أنها في 18 درجة مئوية - أي أقل من 19  درجة من درجة الحرارة العادية - و رغم ذلك كانت تنبض بالحياة ، و لما أسعفت بالعلاج و المنعشات استعادت وعيها ، و اضطر الأطباء لبتر ساقيها و أصابعها بسبب تجمدها ، و لكنها عاشت و لم تمت .

و ذكر طبيب ألماني أنه رأى شخصا انخفضت درجة حرارته إلى 20 درجة مئوية و بقيت كذلك ثلاثين دقيقة ، و مع ذلك لم يمت .
و حينما كانت الجياد وسيلة للتنقل ، فاجأت عاصفة ثلجية سيدة كانت مسافرة على جوادها في انكلترا ، فترجلت عنه لتحتمي بجسمه من العاصفة ، و لكنه جمع و انطلق يعدو ، و بقيت هي في مكانها بالعراء ثمانية أيام . و رغم ذلك استعادت عند إسعافها حيويتها و نشاطها ، و كل ما حدث أنها فقدت عددا من أصابع قدميها ..

و قد حدث غير مرة أن بعض الأشخاص لم يموتوا رغم أن حرارة أجسامهم ارتفعت إلى درجة تحدث الوفاة – عادة – فيما دونها بكثير . فقد انكسر الترمومتر العادي عندما أراد طبيب في مستشفى " دبلن " أن يقيس به درجة حرارة إحدى المريضات ، فلما قاسها بترمومتر من نوع خاص ظهر أنها بلغت 53 درجة مئوية و نصف درجة . و مع ذلك لم تمت ، و شفيت بعد حين .

و أصيب شاب بنيويورك في حادث ، فارتفعت درجة حرارته إلى 64 درجة مئوية ، و مع ذلك فهو أيضا لم يمت .

و منذ عشرين عاما ، أجرى بعض العلماء في معهد للتغذية تجربة صام فيها أحدهم 31 يوما لم يتناول خلالها سوى الماء المقطر ، و كان ما يزال في سعه – بعد هذه المدة – أن يصعد نحو خمسين درجة من درجات سلم من غير أن يساعده أحد .

و في عام 1950 ، حبس عالم ألماني نفسه في قفص زجاجي بحديقة الحيوان في فرانكفورت ، و لبث فيه 58 يوما لم يتناول فيها غير ماء الصودا و السكاكر ، فنقص وزنه 30 كيلو غراما  و لكنه لم يمت .

و أصر أحد زعماء الحركة الاستقلالية في ايرلندا على الإضراب عن الطعام حتى يطلق سراحه ، لكنه لم يمت إلا بعد أن بلغ عدد أيام إضرابه 73 يوما .

حالات مرضية لا أمل في النجاة منها ، فمنذ عشر سنوات ، نقلت سيدة مصابة بالسرطان في نيويورك إلى المستشفى ، و قرر الأطباء أن حالتها خطيرة و لا فائدة من إزالة الورم الخبيث في جسمها بالجراحة . و إذا بها في العام التالي تعود المستشفى نفسه لإجراء جراحة أخرى ، و دهش الأطباء عندما فحصوها فوجدوها قد شفيت من الأورام الخبيثة الأولى من غير علاج .

أقوى من الموت 

و أراد شاب انكليزي أن ينتحر بعد أن يئس من شفائه من مرضه العصبي ،فأطلق مسدسه على رأسه ، و كانت النتيجة أن الرصاصة شفته من مرضه .

و القلب من الأعضاء الحيوية الكثيرة الاحتمال ، و ثمة جنود كثيرون يعيشون عيشة عادية و هم يحملون في جدر قلوبهم رصاصا لم يتمكن الجراحون من إخراجه .

و حينما غرقت السفينة البريطانية " انجلوسكسون " في الحرب العالمية الماضية ، بقي سبعة من بحارتها 50 يوما في العراء ، نفدت بعدها مؤونتهم ، ثم نفذ الماء العذب بعد ستة أيام أخرى ، فمات خمسة و بقي اثنان حتى أنقذوا بعد ذلك بأسبوعين ، فأسعفا بالعلاج ، و لم يلبثا أن عادا لعملهما .

و انفجر لغم فأصابت شظية منه عاملا فاخترقت خده الأيسر تحت العين مباشرة ، و نفذت في الجمجمة . فلما نقل إلى المستشفى ، نزل بنفسه من السيارة و صعد السلالم إلى غرفة الطبيب دون مساعدة أحد و ظل حتى الساعة العاشرة مساء تلك الليلة و هو في تمام وعيه ، ثم أغمي عليه فترة ، استعاد بعدها قوته من غير أن تجرى له جراحة . و قد استعاد صحته كاملة ، فيما عدا فقده نور عينه .

و سقط رجل من الطابق الخامس عشر من إحدى ناطحات السحاب ، فوقع على شجرة صغيرة فحطمها و لم يصب هو إلا بكسر في إحدى ساقيه و بعض خدوش و رضوض ..
إن الجسم البشري آلة عجيبة ، هي بحق أكثر الآلات احتمالا على وجه الأرض . فكن متفائلا دائما و لا تجعل القلق و الخوف يستحوذان عليك فيعطلان القوة الكامنة التي زود الله بها جسمك لصيانة هذه الآلة و الدفاع عنها .

المصدر : كتاب - كيف تكسب الثروة و النجاح و القيادة -