رغم أنها قوة اقتصادية .. تعرف على ظواهر التخلف في الصين !!

تضاعف الاقتصاد الصيني حوالي ثلاثين مرة مقارنة ببداية النهضة الاقتصادية الصينية في الثمانينيات، ما أدى إلى خلق أكبر طبقة متوسطة في العالم، لكن هذا النمو الاقتصادي السريع لم يمنع من استمرار ظواهر اجتماعية لا تتواجد إلا في العالم الثالث..!
 
 ظواهر التخلف في الصين

الاقتصاد الصيني 

مع تضخم الاقتصاد الصيني، ازداد تفاوت الدخل بين المواطنين الصينيين، إذ تحتكر ثلث الثروة في يد %1 من المواطنين الصينيين، وذلك بسبب الفجوة الواسعة بين التنمية في الأرياف والمدن، ومن جهة أخرى بين مستوى التنمية في المناطق الداخلية والمناطق الساحلية. وتسعى الصين جاهدة لتقليص الهوة الشاسعة بين الدخول الفردية لدى مواطنيها.

وعلى الرغم من ارتفاع الدخل الفردي الصيني بشكل واضح، إلا أن الفقر لا يزال يضرب أطنابه بالبلاد، إذ هناك حوالي 82 مليون مواطن صيني مصنف تحت خط الفقر، يعيش بأقل من دولار واحد في اليوم، وإذا ما اعتمدنا المعايير الدولية لتعريف الفقر (1,25 دولار يوميًا) فإن هناك مائتي مليون فقير صيني، مع العلم أن العديد من المناطق الريفية في الصين لا تزال تعاني من ضعف البنية التحتية، وعدم توفر الماء الصالح للشرب والكهرباء.

المجتمع الصيني 

المجتمع الصيني

بالإضافة إلى ذلك، تتفشى ظواهر العبودية المعاصرة بشكل واسع في الصين، بداية من الاتّجار في البشر، واستغلال النساء في الدعارة، مرورًا بالعمالة الجبرية والقوانين التعسفية، وطول ساعات العمل مع ضعف المرتب، وانتهاءً باستغلال القاصرين في العمل. وتسجل منظمة "وولك فري" في تقرير حديث لها 3,24 مليون مواطن صيني يرزحون تحت براثن العبودية المعاصرة.

هذا ويعرف المجتمع المدني الصيني ضعفًا في الفعالية السياسية والاجتماعية، كما تنتشر العديد من الظواهر الاجتماعية الحاطّة بكرامة الإنسان، والتمييز ضد النساء.

الصين والبيئة

الصين والبيئة

تسبب النمو الاقتصادي للصين في تحسين الحياة الاقتصادية للبلاد، إلا أنه أدى إلى معدلات عالية في التلوث، وتشهد العاصمة بكين تكون الضباب بين الفينة والأخرى من شدة التلوث.

وتنخفض جودة الهواء في الصين بشكل حاد، حتى يعد ارتداء المواطنين الصينيين كمامات وأقنعة تصفية الهواء مشهدًا معتادًا.

في الإطار نفسه، تقدر دراسة أمريكية أن تلوث الهواء في الصين يتسبب في وفاة أكثر من 1,6 مليون، بمعدل 440، محذرة من أن التعرض للهواء الملوث في الصين من شأنه تقليل عمرك بعشرين دقيقة.

وتضطر السلطات الصينية إلى مجابهة هذا الخطر البيئي بإجراءات محدودة، مثل رش المواد الكيماوية، ووقف جزء من حركة السيارات ونشاط المصانع بالعاصمة، غير أن المشاريع الاقتصادية المدرة للربح تبقى لها الأولوية على البيئة، مما قاد في الأخير إلى تشكل مناطق غير قابلة للعيش البشري من شدة التلوث.

لماذا لا تصنف الصين ضمن البلدان المتقدمة؟


ليس من الغريب عدم تصنيف المنظمات الدولية الصين ضمن البلدان المتقدمة بالرغم من قوتها الاقتصادية الهائلة، إلا أنها تعاني من قصور حاد في جوانب أخرى، على مستوى الحياة السياسية والبيئية والثقافية.

يصنف تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لسنة 2015 الصين في المرتبة التسعين، وهو تقرير يعتمد على مؤشرات الصحة والتعليم والدخل الفردي والمساواة أمام القانون، وتحتل الصين مراتب متأخرة في التقارير الدولية المتعلقة بمؤشرات التقدم الاجتماعي، والعيش والأمان.

ووفق محللين، تحاول الصين إثبات قدرتها على خلق ازدهار دون الاستعانة بما تسميه "المنظومة القيمية الغربية"، وبالفعل استطاعت خلق نموذج اقتصادي قوي وفريد من نوعه، حيث تمكنت من الاندماج في الأسواق الحرة دون تخليها عن أيديولوجيتها الشيوعية، إلا أن هذا التحرر الاقتصادي لم يصاحبه تقدم في الحقوق السياسية والاجتماعية وحرية التعبير، ما يؤدي في الأخير إلى اقتصاد أجوف، لا يقود إلى حياة الرفاه، التي يعد فيها الاهتمام بالإنسان الركيزة الأساسية لخلق بيئة مواتية للعيش الرغيد.