أوهام .. من شأنها أن تحول بينك و بين النجاح المنشود !

لا تيأس من النجاح..
هل تؤمن بأن فقر الوالد و انحطاط مركزه الاجتماعي مما يحول بين أولاده و بين النجاح المنشود ؟ 
هل ترى أنه لا مجال لتقدمك في منصبك ، و أنك سيء الحظ و أن الظروف تعاكسك و القدر يقسو عليك؟

أوهام .. من شأنها أن تحول بينك و بين النجاح المنشود !

إنك لعلى خطأ كبير إذا اعتقدت شيئا من ذلك أو سمحت لهذه الأوهام أن تتسلل إلى نفسك ، و تتحكم في حياتك .

هناك ألوف من العظماء و كبار رجال الأعمال عرضت لهم ظروف كظروفك أو أسوء منها ، و لكنهم رغم ذلك لم ييأسوا بل واصلوا سعيهم في ثبات و إيمان حتى بلغوا أهدافهم و أدركوا النجاح المطلوب ..

إن " شكسبير " - شاعر الإنجليز الكبير - كان أبوه جزارا ، و كانت أمه في عداد الأميات لا تقرأ و لا تكتب إلا بصعوبة .

و " فرانزشوبرت " - الذي ما زال العالم مسحورا بموسيقاه - لم يكن إلا ابن مدرس فقير و طاهية تعمل بالأجر في بيوت الأغنياء .

و " ميشيل فراداي " - العالم الإنجليزي الذي تدين حضارة اليوم لبحوثه في الكهرباء - كان أبوه حدادا .

و قد نشأ " بنجامين وست " الذي يعد في طليعة كبار الرسامين المعاصرين في بيئة فقيرة ، و كان و هو في الثامنة من عمره يمسك بالقطط و يلتقط شعر ذيلها ، لكي يحصل منه على فرشة يرسم بها .

و هذا هو " اركريت " المليونير الأمريكي الذي يرجع إليه الفضل الأكبر في تقدم صناعة حلج القطن ، بدأ حياته حلاقا متواضعا لا يجيد قص شعر الرأس ، و يعيش من حلق ذقون الفقراء لقاء ما يوازي ثلاثة سنتات يمنحها إياه كل زبون ..

و قد كان " بن جونسون " الكاتب الإنجليزي المعروف في مستهل حياته يعمل بناءا لقاء أجر ضئيل .

و لم يكن " نيوتن " ذلك العبقري الذي اكتشف قانون الجاذبية إلا ابن فلاح فقير. 

و كان والد " جورج ستيفنسون " مخترع أول قاطرة ، حدادا .

و والد " اندرو جونسون " الذي كان رئيسا للولايات المتحدة خياطا .

لماذا تيأس من النجاح في عملك ، مهما تكن الأسباب ؟
ألأنك فقير ؟.. لقد ظل " برنارد بليس " ستة عشر عاما يكافح و يواصل البحث رغم فقره المدقع ، فكانت النتيجة أن تكلل سعيه بالنجاح و وفق إلى ابتكار نوع من اللدائن الكيميائية كان له شأن عظيم في الصناعة الحديثة .

أم لأنك جاوزت سن الدراسة و التعليم ؟ .. إن أحد العمال الإنجليز ظل ثلاث عشرة سنة ، و هو يواصل العمل بضع ساعات كل يوم في مصنع الغزل ، و كان يضع إلى جوار مغزله كتابا يختلس النظر إلى صفحاته من لحظة لأخرى و هو يدير المغزل ، فتلتقط عيناه جملة من هنا و جملة من هناك . و بعد انتهاء ساعات العمل ، كان يذهب إلى مدرسة مسائية يقضي فيها نحوا من ساعتين . فإذا ما عاد إلى البيت و استراح قليلا ، استأنف القراءة و المطالعة حتى تخطف أمه المصباح الذي يقرأ عليه ، و حينئذ يأوي إلى فراشه مضطرا .

و قد ظل كذلك منذ كان في العاشرة من عمره حتى بلغ الثالثة و العشرين ، ثم لم تمض بعد ذلك سنتان حتى كان قد تمكن من اللغة الإنجليزية و نال شهادة في الجيولوجيا و أخرى في الطب ، ثم أصبح من مشاهير العالم .

هل عرفت من هو هذا العالم ؟ إنه " دافيد لفيغنستون " العالم الطبيب الرحالة الذي اكتشف منابع النيل .

المصدر : كتاب - كيف تكسب الثروة و النجاح و القيادة -.