8 أسباب رئيسية ساعدت على جعلنا أمة لا تقرأ !

8 أسباب رئيسية ساعدت على جعلنا أمة لا تقرأ

ربما تكون هناك عوامل وبواعث كثيرة ،ولكن سأشير في هذه الدراسة إلى أهم الأسباب باختصار :

1- ابتعادنا عن القرآن الكريم

القرآن الكريم

ابتعادنا عن القراءة نتيجة لابتعادنا عن القرآن الكريم و تعاليمه ،ولتركنا العمل بتعاليم السنة المطهرة ،ولذلك خيم الجهل على العالم الإسلامي بعد عصر الانطلاق و التقدم والريادة للحضارات الأخرى ،فالقرآن الكريم يشتمل على الكثير من الآيات التي تحث الإنسان على القراءة ، وطلب العلم والمعرفة ،منها – على سبيل المثال لا الحصر – قوله تعالى "اقرأ" العلق 1 ،وقوله عزوجل فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) سورة التوبة وقوله تعالى : قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ? إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ?9? سورة الزمر إلى غيرها من الآيات الكثيرة التي أهملنا العمل بها.

وقد تضمنت السنة الشريفة أيضاَ الكثير من النصوص الصريحة بهذا الشأن ،منها قول الرسول الأكرم صلى الله ليه وسلم في الحديث المشهور:" طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " وقوله " اقرأ وارق" وقوله أيضا صلى الله عليه و سلم : "قيدوا العلم بالكتاب " وقوله " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ".

2- الاعتماد على عملية التلقين

قصور وضعف مناهج التعليم والتربية في الوطن العربي و الإسلامي،واعتمادها على عملية التلقين و الحفظ في الأغلب ،مما جعل الكثير من الطلبة يبتعدون عن القراءة و الكتاب بعد أن غرست في نفوسهم صورة من العداء التقليدي للكتاب المدرسي المقرر عليهم.

" فالملاحظ أن التلقين كأسلوب تعليمي مازال هو السائد في مدارسنا ،رغم ما لهذا الأسلوب من أثر سلبي على نمو شخصية الفرد ،حيث يساعد على خلق شخصية انطوائية مستسلمة لكل أنماط السلطة في المجتمع.

3- غياب مفهوم التعليم الذاتي


غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند الكثير من الطلبة و هذا الأمر جاء كنتيجة طبيعية للعامل الثاني ،فأين المجال للتعليم الذاتي إذا كانت أكثر مناهجنا تعتمد على أسلوب الحفظ الآني، و ربما الحرفي للكتاب ،ومما يؤسف له أن هناك فئة من المدرسين لا يروق لهم إلا الإجابة الحرفية أو النصية في الامتحانات ،وهذا الأمر قد يكون سببا في ابتعاد الطالب عن التفكير أو الإثارة الفكرية و العقلية – وبالتالي عن الإبداع.

4- وسائل الإعلام


منافسة الوسائل الإعلامية للكتاب و خاصة الإذاعة و الفضائيات لما تحتويانه من برامج ترفيهية ، و إثارة و جذب – بل مغازلة – للمشاهد ،و التوظيف السيئ للنوادي و الوسائل الترفيهية على اختلاف أشكالها و أنماطها.

5- العقلية (الكروية)


العقلية (الكروية) لدى الشباب بدلاَ من العقلية القرائية ،والتي ربما تكونت بسبب التركيز المكثف عليها في وسائل الإعلام في بلداننا ،فالكثير من أبناء مجتمعاتنا همهم الوحيد وتطلعهم الأمثل يكون منصبا باتجاه الرياضة و نجومها !! و إن قرأوا فإنهم يقرأون في مجال الرياضة (البدنية) فقط .. وفقط !! و أما الرياضة (الفكرية والعقلية) فلا محل لها من الإعراب في معجم حياتهم اليومية.

6- الإحباط و اليأس


حالة الإحباط و اليأس التي يعيشها الإنسان في المجتمع العربي و الإسلامي بشكل عام ،فالبعض من الشباب يتسائل :
ماذا سنجني من القراءة ؟
هل ستصنع لنا صاروخا نغزو به الفضاء ؟
هل ستمنع عنا اعتداءات الصهاينة المغتصبين لأرضنا و حقوقنا ؟
هل ستحل لنا مشكلة البطالة ؟
إلى غير ذلك من التساؤلات التي تكاد أ، لا تقف عند حد.

7- انخفاض المستوى المعيشي

انخفاض المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي للكثير من الأسر و العوائل ،والاغتراب عن الذات و التفاوت الطبقي والارتفاع المطرد في أسعار الكتب و المطبوعات و الإصدارات الصقافية على اختلاف أشكالها و أنواعها. مع ملاحظة أن البعض قد يتذرع بارتفاع أسعار الكتب ،في الوقت الذي يبحث لنفسه عن أجود السلع و أغلاها فيما يرتبط بالجوانب المادية في حياته.

8- الغزو الثقافي الغربي 


 ترويج ثقافة الميوعة و اللامبالاة ، و الأنانية و خطط الاستعمار للإجهاز على الأمة فكريا و حضارياَ ،وغياب الروح التشجيعية ،وسيطرة النزعة الغربية الطاغية في الاهتمام بالجوانب المادية على حساب النظرة المعنوية للإنسان و الحياة.

هذه الأسباب و غيرها تكون من العوامل التي ساعدت على جعلنا أمة لا تقرأ ،وبالتالي أمة تعيش في أمواج و بحار من التخلف الحضاري الرهيب.

المصدر من كتاب : كيف نصنع مجتمعا قارئا ؟ حسن آل حمادة