هل يجب أن تكون الجامعة هي الخيار الوحيد للنجاح ؟!

يقضي معظم الطلاب ما يقارب أربع سنوات كاملة بين الجامعة وأنشطتها المختلفة، يُستهلك معظم الوقت في قراءة المواد التعليمية وحضور الدروس والاستعداد للامتحانات، هل الحصول على شهادة جامعية الآن يستحق حقًا بذل كل هذا الوقت والجهد والمال؟


هل الحصول على شهادة جامعية تستحق فعلا مانبذله من أجلها؟

وفقًا لاستطلاع رأي قامت به مؤسسة بولستر جالوب وجامعة بيورديو الأمريكية فإن أكثر من 60% من الطلاب يجدون أن التعليم الجامعي ما زال يستحق الوقت والجهد والمال، الملاحظ كذلك أن عدد الطلاب الذي يعتقدون بأن التعليم الجامعي يستحق الوقت والمال يقل بشكل تدريجي مع مرور الوقت، استطلاع جالوب بين خريجي الجامعة عام 2006 يختلف بشكل كبير عن الاستطلاع الأخير عام 2015.

الجدير بالذكر أن هذا الاستطلاع تم إجراؤه في أمريكا التي تتمتع بنظام تعليمي يُعد واحدًا من أفضل 10 أنظمة تعليمية في العالم، رغم هذا فإن نسبة الطلاب الموافقين على أهمية التعليم الجامعي وأنه يستحق الاستثمار كمشروع كبير يستمر لأربع سنوات تنخفض بشكل ملحوظ مع الوقت.

هل يجب أن تكون الجامعة هي الخيار الوحيد ؟

الدراسة ما قبل الجامعية كذلك لا تُعِد الطلاب بشكل جيد ولا تؤهلهم لامتلاك المهارات الكافية للنجاح في الجامعة، من المفترض أن يحصل الطلاب على تدريب كافٍ على مهارات البحث والكتابة وتنظيم المعلومات قبل الذهاب إلى الجامعة التي تعتمد الدراسة فيها على البحث كأداة أساسية لتحصيل المعلومة، أحد الأساتذة صرح للمؤسسة الوطنية للمعلمين في أمريكا أنه وبعد خبرة عمل كمدرس جامعي لمدة تجاوزت 35 عامًا يعتقد أن معظم الطلاب لا ينتمون للجامعة وعليهم البحث عن بديل آخر في حياتهم، يشير الأستاذ إلى أن مهارات التحصيل الدراسي والبحث العلمي ليست بالضرورة متوفرة لدى كل الطلاب وبالتالي لا يجب أن يكون الذهاب إلى الجامعة خيارًا وحيدًا وإنما يجب أن يبتكر سوق العمل خيارات بديلة عن الدراسة الجامعية.

ماذا لو تركت الجامعة في منتصف الطريق ؟

ماذا لو قررت بعد الانتهاء من 3 سنوات دراسية ترك الجامعة والتوجه لسوق العمل، الوقت والجهد الذي بذلته خلال فتره دراستك لا يمكنك إثباته بأي شكل من الأشكال حيث ترفض معظم الجامعات إعطاء شهادات مجتزئة ولا يحصل الطلاب على شهاداتهم الجامعية إلا بعد التخرج من الجامعة والانتهاء من الدراسة بشكل كامل.

الأرقام تشير إلى أن ما يقارب نصف الطلاب الجامعيين يضطرون إلى ترك الجامعة خلال الثلاثة أعوام الأولى دون الانتهاء من المسار التعليمي والحصول على شهادة جامعية، عدم المرونة في السماح للطلاب بتصميم خبرتهم الجامعية وفق حاجاتهم ورغباتهم الخاصة يدفع عدد كبير من الطلاب مؤخرًا للبحث عن بديل أسرع وأكثر مرونه كمحطة انتقالية لسوق العمل.

الجامعة مفتاحٌ للوظيفة!

رغم التطور الأخير في الوسائل التعليمية ووجود الإنترنت كمنصة بديلة للطرق التقليدية في التعليم إلا أن كثيرًا من الشركات مازالت تربط التدرج الوظيفي بالحصول على شهادة جامعية، الأرقام تشير إلى أن الشهادة تمنح الطلاب فرصة الحصول على راتب يزيد بمقدار الضعف عن الأشخاص الذين لا يمتلكون شهادة جامعية، وهكذا كلما زاد تدرج الإنسان في الحصول على شهادات علمية كلما كانت الزيادة طردية في حصوله على راتب أكبر من أقرانه.
التزاوج بين الشهادات العلمية والتدرج الوظيفي بعيدًا عن الخبرة والمهارات الشخصية مازال سمة غالبة في النسبة الأكبر من الشركات خاصة في العالم العربي.

و أخيرا: قد تكون الجامعة مفيدة بالنسبة لك وقد لا تكون، يعتمد هذا بشكل كبير على خياراتك الشخصية والمسار المهني الذي تنوي التوجه إليه لكن وفقًا للدراسة التي أعدتها بولستر جالوب لم يعد التعليم الجامعي هو الوسيلة الوحيدة للنجاح بل أنه من الأفضل في بعض التخصصات الجامعية التوجه إلى التعليم الذاتي كبديل للتحصيل العلمي التقليدي.

مصدر: ساسة بوست