نظريات جديدة حول توسع الكون يمكن أن تدحض نظرية أينشتاين للنسبية العامة!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... فكرة هذا الكون المتسارع في التمدد، يثير احتمالية أن النظرية النسبية العامة لأينشتاين، والتي هي بمثابة الأسس الرياضية لحساب الكيفية التي تتفاعل بها اللبنات الأساسية للمادة، قد تكون على قدر قليل من الخطأ، أو على الأقل فهي غير مكتملة..

الكون المتسارع في التمدد

مثل هذه الدراسة الأخيرة، لديها تاريخ طويل من المراجعة والتحديثات. فحسابات أينشتاين الأصلية للنظرية النسبية العامة كان يبدو أنها تتوقع أن الكون آخذ في الاتساع، وهو الأمر الذي وصفه لاحقًا بأنه أعظم خطأ ارتكبه، ليقوم أينشتاين بعلاج هذا الخطأ عبر فبركة ثابت الكوني لتصحيح ما اعتقد أنه كان خطأ.

وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ووكالة الفضاء الأوروبية، أعلنتا أن الكون يتوسع بشكل أسرع بنسبة 5% إلى 9% مما كان متوقعًا من قبل، هذا الاكتشاف وصل إليه العلماء باستخدام تليسكوب هابل الفضائي عبر قياس المسافة بين النجوم في 19 مجرة من المجرات الموجودة خارج حدود مجرة درب التبانة.
المذهل أن معدل التوسع هذا لا يتطابق مع التوقعات التي استند فيها العلماء إلى قياسات الإشعاع التي خلفها الانفجار الكبير، وهو الانفجار الذي أدى إلى نشأة الكون المعروف منذ حوالي 13.8 مليار سنة.

وقد قال الفيزيائي والباحث الرئيسي وراء هذه الدراسة غير المتوقعة، آدم ريس: "أنت تبدأ مع نهايتين معينيتن، وتتوقع أن الالتقاء سيحدث في منتصف الطريق، وذلك إذا ما كان جميع الرسومات الخاصة بك صحيحة، والقياسات الخاصة بك على حق. ولكن الآن فهذه النهايات لا تجتمع تمامًا في الوسط، ونريد أن نعرف لماذا"، وذلك في محاولة منه لتقريب الفكرة للأذهان.

الكون المتسارع في التمدد

وقد توصل الباحثون إلى أن معدل توسع الكون الجديد أصبح الآن 73.2 كيلومتر لكل ثانية لكل ميغابارسيك. والميغابارسيك هي وحدة قياس تساوي 3.26 مليون سنة ضوئية. ونتيجة لهذا التعديل، الذي يصل إلى سرعة لا يمكن تخيلها خلال مسافات غير قابلة للاستيعاب، هي أن المسافة الحالية بين الأجسام الكونية ستتضاعف بعد 9.8 مليار سنة أخرى.

وتكمن المشكلة في أن مثل هذه السرعات لا تطابق التوقعات السابقة لمعدل التوسع، خلال النتائج السابقة التي أعلنتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عبر النتائج التي لاحظهتها مركبة الفضاء (ويلكنسون)، أو تلك التي لاحظها القمر الصناعي (بلانك) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

كلا هاتين المركبتين الفضائيتين تم إطلاقهما إلى مداراتهما لدراسة منطقة الشفق الناجمة عن الانفجار الكبير، وهي تلك المنطقة التي نشأ فيها كل من الزمان والمكان والمادة. وكانت كلا المركبتين قد أعطت أرقامًا مختلفة عن الرقم الجديد الخاص بالتمدد الكوني، فالمركبة الأولى أعطت رقمًا أقل بنسبة 5%، والثانية بنسبة 9% أقل.

وقد أثار هذا الاكتشاف ضجةً كبيرةً فيما يتعلق بنظريات تتحدث عما يملأ 95% من الكون، والذي يتميز بأنه لا يشع ضوءًا أو أي إشعاع، طبقًا لما ذكره الباحثون. نحن نتحدث هنا عن المادة المظلمة التي تشكل غالبية الكون، وعما تحتويه من طاقة تسمى الطاقة المظلمة.

لماذا هذا التضارب؟

إحدى الاحتمالات التي قد تفسر السبب وراء هذا التضارب فيما يتعلق بمعدل التمدد الكوني، هو أن الكون يحتوي على جسيمات أصغر من الذرة، أقرب إلى النيوترونات، هذه الجسيمات تسافر بسرعات تقارب سرعة الضوء، أي بمقدار حوالي 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة.

كما أن هناك فكرة أخرى يمكن أن تشرح الأمر، وهي ما يعرف باسم الطاقة المظلمة، وهي طاقة غامضة مضادة للجاذبية، تم اكتشافها عام 1998، وهي المسؤولة عن عملية ابتعاد المجرات عن بعضها البعض أكثر مما هو متوقع. وبالعودة لآدم ريس، الباحث في معهد علوم تليسكوب الفضاء في بالتيمور، بالولايات المتحدة، فقد ذكر أن هذا قد يكون مفتاحًا مهمًّا لفهم تلك الأجزاء من الكون، التي تشكل 95% من كل شيء، والتي لا ينبعث منها ضوء، مثل الطاقة المظلمة، والمادة المظلمة والإشعاع الظلامي. وكان ريس قد تشارك في الفوز بجائزة نوبل للفيزياء بعد اكتشافه تسارع تمدد الكون عام 2011.