النجاح بعد الفشل .. قصة نجاح فرانكلين روزفلت

كتبت " جون بول جونس " تقول : " في 1 عام 1923 ، كنت أعمل محررة في قسم مراجعة القصص ، بشركة " بارامونت " السينمائية . و ذات يوم دعاني " أدولف زوكر " – رئيس القسم – إلى مكتبه ، و قدّم لي ظرفا قال أنّه مرسل من أحد أفراد عائلة روزفلت المعروفة ، و أنّه يحتوي قصة يريد أن يبيعها للشركة .
فرانكلين روزفلت

و نظرت إلى الظرف ، فقرأت في ركن منه : " فرنكلين. د. روزفلت ، بشركة الاستيراد بماريلاند " .
فسألت الرئيس " هل أعجبتك القصة ؟ " 
فهز كتفه قائلاً : " لا .. إن موضوعها لا يصلح لفيلم ناجح " .
فقلت له : " إذن ماذا تريد أن أفعل ؟ " .
فقال " زوكر " : إن عائلة روزفلت من العائلات التي يهمني أمرها .. و لذا ينبغي أن يكون رفضنا للقص بلباقة " .
و بذلك المساء اتصلت بروزفلت تلفونيا ، و بعد أن عرّفته بشخصيتي قلت : 
" أحب أن أتحدث إليك عن قصتك .. جون بول جونس " .
فأجاب بحماس : " حسنا .. و لكن ليس بالتلفون . هل يمكنك أن تحضري لتناول الشاي معنا غدا ". و أعطاني عنوان البيت .

و بعد ظهر اليوم التالي ، ذهبت إلى منزل روزفلت .. فسحرني الجو العائلي الجميل الذي شهده فيه . و دار بيننا حديث استنتجت منه أن روزفلت يعلق على القصة أهمية كبيرة و أنه يطمع في أن يتخذ الكتابة حرفة يكتسب منها ، و بعد أن شربنا الشاي ، سألني : " و مار أي زوكر في قصتي ؟ " .
و اتجهت أنظار جميع أفراد العائلة نحوي .. و رأيت في عيونهم شعور الثقة و الإعتداد بعائلتهم ، فأحجمت عن التصريح بالحقيقة ، و قلت : " أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا .. إنّ عند إلى الشركة قصصا كثيرة نعمل على إعدادها .. و لسنا ندري متى نستطيع أن نضمن برنامجنا قصتك " .

و في الأشهر الثلاث التالية ، دعتني العائلة مرارا و كانت أواصر الصداقة قد توثقت بيننا . و ازددت إدراكا لعزم روزفلت على رغبته في اتخاذ الأدب حرفة ، حتى أصبحت أشعر بحرج و ألم شديدين في التصريح له بأن محاولته الأولى كان نصيبها الفشل .
و لكنني اضطررت أخيرا – بعد أن فرغت جعبتي من الأكاذيب و الاختلافات – أن أقول إنّ قصّته قد رفضت و صدمه الخبر صدمة قوية ، و لم تفلح أعذاري و دبلوماسيتي في تخفيف وقع الصدمة .. و انقطعت بعدها علاقتي بالعائلة .

و مضت خمس عشرة سنة .. و أثناء تولي روزفلت رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية ، دعي زوجي الكابتن " دنكان ولتر " و أنا – بصفتي زوجته – إلى احتفال في البيت الأبيض كان قد أقيم لضباط الجيش و البحرية و زوجاتهم . و حينما قدمنا للرئيس .. نظر إليّ روزفلت فاحصا ثم قال : أنت جان وست .
فقلت نعم .. يا سيدي الرئيس .

و افتر ثغره عن ابتسامة عريضة ، و قال : " هل تذكرين قصتي التي قدمتها لشركة بارامونت .. لقد كانت أظلم لحظة في حياتي تلك التي أخبرتني فيها بأن الشركة رفضتها " .
فقلت : " أني واثقة من أن الشركة نادمة الآن على رفضها " .
قال : " ربما .. و لكن هذا الرفض علمني شيئا هاما .. علمني أن الإخفاق مهما جعل المستقبل – في عين المرء – أسود حالكا فإنه لا يعني قط نهاية الرجل ، و إن خير وسيلة للتغلب على الفشل هي أن ننساه و ننسى ملابساته . و كل ما يذكرنا به .. و نستأنف الجهاد ، مصرين على النجاح بثقة و عزم " .
فقلت : " و نجاحك السياسي برهان على صحة هذه النظرية .. "
فابتسم الرئيس مرة أخرى و قال : " أتظنين ذلك .. و لكن الذي لاشك فيه أنه لو قبلت شركة بارامونت قصتي .. لما كنت أنا و أنت نتحدث الآن في البيت الأبيض " .