اخترق جيشا مكون من 40 ألف .. قصة أشجع جاسوس في تاريخ العالم !

تعرف على الجاسوس جيمس بوند العميل 007 الذي هزم حكومات العالم و اخترق أنظمتها بعمليات شبه مستحيلة و رغم كل هذا الكلام فإن كل هذا مجرد خيال و قصص خرافية تم الترويج لها في الأفلام .. و لكن هل تعرف قصة أشجع جاسوس في تاريخ العالم الذي اخترق جيشا مكون من 40 ألف مقاتل و وصل إلى خيمة قائد الجيش... ؟

أشجع جاسوس

ربما لا تعرف و هذه قصة : 

أرسل الصحابي قائد جيوش المسلمين سعد بن أبي وقاص سبعة رجال لاكتشاف أخبار الفرس و أمرهم أن يأسروا رجلا من الفرس إن استطاعوا فبمجرد خروج السبعة رجال تفاجئوا بجيش الفرس أمامهم.. و كانوا يظنون أنه بعيد عنهم .. فقالوا نعود إلا رجل منهم رفض العودة إلا بعد أن يتم المهمة التي كلفه بها سعد و بالفعل عاد الستة رجال إلى جيش المسلمين ..

 و اتجه بطلنا ليقتحم جيش الفرس وحده ، التف بطلنا حول الجيش و تخير الأماكن التي فيها مستنقعات مياه و بدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسي المكونة من 40 ألف مقاتل ثم تجاوز قلب الجيش حتى وصل إلى خيمة بيضاء كبيرة أمامها خيل من أفضل الخيول فعلم أن هذه خيمة رستم قائد الفرس !! 

فانتظر مكانه حتى الليل ، و عندما جن الليل ذهب إلى الخيمة ، و ضرب بسيفه حبال الخيمة ، فوقعت على رستم و من معه بداخلها ، ثم قطع رباط الخيل معه و جرى. و كان يقصد من ذلك أن يهين الفرس ، و يلقي الرعب في قلوبهم و عندما هرب بالخيل تبعه الفرسان .. فكان كلما اقتربوا منه أسرع .. و كلما ابتعد عنهم تباطئ حتى يلحقوا به لأنه يريد أن يستدرج أحدهم و يذهب به إلى سعد كما أمره فلم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان .. فقتل اثنان منهم و أسر الثالث !!

كل هذا فعله وحده ، فأمسك بالأسير و وضع الرمح في ظهره و جعله يجري أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين .. و أدخله على سعد بن أبي وقاص .. فقال الفارسي : أمّني على دمي و أصدقك القول .. فقال له سعد : الأمان لك و نحن قوم صدق و لكن بشرط ألا تكذب علينا .. ثم قال سعد أخبرنا عن جيشك .. فقال الفارسي في ذهول قبل أن أخبركم عن جيشي أخبركم عن رجلكم !!!!

( فقال : إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط ، لقد دخلت حروبا منذ نعومة أظافري ، رجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش ، ثم قطع خيمة القائد و أخذ فرسه ، و تبعه الفرسان منهم ثلاثة : قتل الأول و نعدله عندنا بألف فارس ، و قتل الثاني و نعدله بألف ، و الاثنان أبناء عمي ، فتابعته و أنا في صدري الثأر للاثنين اللذين قتلا ، و لا أعلم أحدا في فارس في قوتي ، فرأيت الموت فاستأسرت ( أي طلبت الأسر )، فإن كان من عندكم مثله فلا هزيمة لكم !!)

ثم أسلم ذلك الفارسي بعد ذلك ... أتعلمون من البطل الذي أذهل الفرس و اخترق جيوشهم و أهان قائدهم إنه : 
فارس بألف فارس لشجاعته و شدته..
البطل : طليحة بن خويلد الأسدي .. رحمه الله ..


المصدر : البداية و النهاية . و الطبري