السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... إذا كان للحدس والأفكار والقناعات المسبقة هذا التأثير الكبير في تشكيل وعي الناس ورفضهم للحقائق، فربما يكون من المهم أن نتطرق إلى الطرق التي يتم من خلالها تشكيل هذا الحدس وتنمية هذه الأفكار القوية التي غالبا ما تصبح منيعة للتغيير مع مرور الزمان، وقد تمت الإشارة إلى العديد من هذه الطرق في العديد من المراجع العلمية، ومنها على سبيل المثال كتاب أشهر 50 خرافة في علم النفس...
أغلب الناس يكتفون بالنظام السريع ويتم تعطيل نظام التمحيص، وخاصة في حالات الصراع الشديد ووجود أفكار مسبقة قوية. الأدهى من ذلك أن هذا النظام وبمرور الوقت تتغير طبيعته، فبدلا من أن يكون ناجحًا في تمحيص الأحكام السريعة وفق الحقائق والبراهين المنطقية، فإن وظيفته تتحول إلى ما يشبه التبرير (Justification) للأحكام المتعجلة التي تم اتخاذها وفق النظام السريع.
ببساطة فهو يقوم بعقلنة ومنطقة القرارات والأفكار الخاطئة وحشد المبررات التي تجعل منه قرارا مقبولا من الناحية المنطقية عبر انتقاء المعلومات المتوافقة واستبعاد المعلومات غير المتوافقة. النتيجة أنه في الوقت الذي يعتقد فيه معظم البشر أنهم يمارسون تفكيرا علميا ويسوقون أدلة برهانية، فإن أحكامهم وقراراتهم غالبا ما تكون انفعالية وحدسية بشكل كبير.
أولا: التكرار وتناقل الأحاديث
تتشكل قناعات معظم البشر من خلال تلك المعلومات والأفكار التي يتم تلقيها عبر التناقل الشفهي سواء من خلال الأسرة (الأب والأم) أو الزملاء والأصدقاء أو البيئة المحيطة. وغالبا ما يميل البشر إلى تصديق أن المعلومات أو الأفكار التي تتكرر بانتظام أو التي يعتنقها عدد أكبر من البشر غالبا ما تكون صحيحة، إلا أن ذلك ليس صحيحًا على كل حال.
بل إن الأدهى من ذلك أن العقل البشري كثيرا ما يتعامل مع سماع عبارة واحدة 10 مرات من شخص واحد على أوقات متباعدة بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع سماع ذات العبارة 10 مرات من أشخاص مختلفين.
ربما عليك أن تطلق العنان لذهنك الآن ليستكشف مثلا مدى تأثير الإعلانات التلفزيونية على قناعات البشر وسلوكياتهم..!
ثانيا: الميل إلى تغييرات سريعة وغير مكلفة
يقولون دوما أن الطبيعة تأبى الفراغ، وغالبا ما يعجز البشر عن التكيف مع تلك الأمور أو الظواهر التي تكون غير مفهومة إليهم، لذلك فإنهم يميلون إلى البحث غالبا عن أبسط التفسيرات وقبول أكثر الأجوبة سهولة. لذا فإن البشر غالبا ما يتمسكون بتلك الوسائل التي تعدهم بتغييرات سريعة وغير مكلفة.
مثل خطط إنقاص الوزن بدون تنظيم غذائي وبدون رياضة أيضًا، وبرامج التدريب على النجاح في الحياة وجني المال خلال ساعات أو أيام، وغالبا ما تسهل هذه الحقيقة ظهور الكثير من العلوم الزائفة والتجارية غير المستندة إلى قواعد علمية متينة بقدر ما تستند على رغبة في استغلال رغبة البشر في الحصول على إنجازات كبرى دون دفع تكلفة مناظرة.
ثالثا: الواقعية الساذجة
إن البشر غالبا ما يميلون إلى فهم العالم وفق معتقداتهم الموجودة سلفًا، وهو ما يطلق عليه عالم النفس لي روز مصطلح "الواقعية الساذجة".
تخبرنا هذه الحقيقة أن البشر غالبا ما يميلون إلى إدراك وقائع وأحداث بعينها من أجل البرهنة على صحة قناعات أو منظومات معرفية بعينها، في مقابل إسقاط الوقائع الأخرى التي تتصادم مع هذه المنظومة على الرغم من أنها يمكن أن تكون أكثر وفرة.
رابعا: معضلة المتغير الثالث
لا يعني حدوث أحداث ما في توقيتات متزامنة أن هناك علاقة سببية تجمع بينها، وإن كان البشر يميلون بسهولة إلى تصديق ذلك الأمر. إذا كان لدينا حدثان 1 و2 يقعان في وقت واحد أو في توقيتات متقاربة وبشكل مستمر، فإن أحدهما قد يكون سببا للآخر أو أن هناك حدثًا ثالثًا "3" يؤثر على كل منهما.
يطلق على هذه الظاهرة "معضلة المتغير الثالث". على سبيل المثال فإن إصابة شخصين من أسرة واحدة بمرض ما لا يعني بالضرورة أنه انتقل من أحدهما للآخر، بل قد يعني أن كلا منهما تعرض لأمر تسبب في إصابته بالمرض. كذلك لا يعني حدوث كوارث متتابعة في منطقة ما أن لها دائما نفس الأسباب.
خامسا: التعرض لعينة منحازة
يميل الكثير من البشر لاعتبار ردود الأفعال والاستجابات التي تحدث في محيطهم معبرة عن ردود أفعال واستجابات معظم البشر، وفي حقيقة الأمر فإن ذلك لا يبدو حقيقيا. فالوسط المحيط بكل إنسان هو عينة منحازة وراثيا واجتماعيا وأيديولوجيا وسياسيا بشكل كبير. على سبيل المثال، فإن الشخص قد يعتقد أن معظم الناس يحملون توجها سياسيا بعينه (تأييد أو رفض حزب أو موقف سياسي ما) نتيجة لكون هذا الموقف ساد في دائرته القريبة اجتماعيا أو عمريا، ومن الطبيعي أن ذلك لن يكون صحيحًا بشكل كبير.
سادسا: ظاهرة التنميط!
غالبا ما يميل الإعلام، والسينما على وجه الأخص، إلى إظهار مجموعات معينة من البشر بخصائص معينة قد لا تكون دقيقة بشكل ما. قد يتم هذا الأمر بشكل غير واع وقد يتم بشكل واع بهدف تحسين صورة مجموعة ما أو وصمها. المثال على الحالة الأولى، حيث يتم التنميط بشكل غير واع، هو تصوير شخصية البشر المصابين بالتوحد في السينما على أساس كونهم دوما يتمتعون بقدرات عقلية خارقة مثل فيلم "رجل المطر" لداستن هوفمان، أو "اسمي خان" لشاروخان، أو حتى "عقل جميل" الذي يحكي قصة العبقري الاقتصادي جون ناش. والحقيقة تخبرنا أنه إذا كان هناك بالفعل من المصابين بالتوحد من يتمتعون بقدرات عقلية خارقة، فإن نسبتهم لا تتخطى بحال 10 في المائة من إجمالي نسبة المصابين بالتوحد.
يتم التنميط أحيانا بشكل واع أو متعمد، مثل تصوير العربي في السينما دومًا على أنه شخص شرير باستثناءات نادرة، وهو ما رصده البروفيسور جاك شاهين في كتابه "العرب الأشرار" الذي تناول فيه صورة العربي في السينما الأمريكية. ومثله الصورة النمطية التي ترسمها السينما العربية، والمصرية بوجه خاص، للأشخاص ذوي التوجه السياسي الإسلامي مثلا.
سابعا: قناعات مغلوطة!
الكثير من القناعات الخاطئة الراسخة في الذهن غالبا ما يكون مَنشؤها قناعات صحيحة تعرضت إلى التحريف والتهويل. مثل مبدأ أن وجود اختلافات بين البشر هو أمر فطري وضروري للتعايش الآمن في الحياة، وهو ما تطور إلى قناعة "مغلوطة" مفادها أن الأضداد تتجاذب وأن البشر المختلفين ينجذبون إلى بعضهم البعض، في حين أن التجربة أثبتت أن البشر كثيرا ما يكونون أكثر انسجامًا مع أولئك الذين يحملون أكبر قدر من الصفات المشتركة معهم.
ثامنا: الاستخدام المتباين والخاطئ للمصطلحات
يعد سوء توظيف المصطلحات واستخدامها في حقول دلالية مختلفة من أشهر الأخطاء في النمط المعرفي البشري. مثل اعتياد غير المختصين اعتبار أن المصابين بالفصام هم أناس يحملون شخصيتين مختلفتين تتبادلان في ما بينهما، في حين أن الفصام يشير، بشكل اختزالي، إلى أولئك الأشخاص الذين يعانون اضطرابا بين أفكارهم ومشاعرهم، وهو نوع من الاضطراب النفسي غير المتعلق بالهوية أو الشخصية.
ويشيع هذا الخطأ المعرفي بشكل كبير في حقول السياسة والاجتماع.
أغلب الناس يكتفون بالنظام السريع ويتم تعطيل نظام التمحيص، وخاصة في حالات الصراع الشديد ووجود أفكار مسبقة قوية. الأدهى من ذلك أن هذا النظام وبمرور الوقت تتغير طبيعته، فبدلا من أن يكون ناجحًا في تمحيص الأحكام السريعة وفق الحقائق والبراهين المنطقية، فإن وظيفته تتحول إلى ما يشبه التبرير (Justification) للأحكام المتعجلة التي تم اتخاذها وفق النظام السريع.
ببساطة فهو يقوم بعقلنة ومنطقة القرارات والأفكار الخاطئة وحشد المبررات التي تجعل منه قرارا مقبولا من الناحية المنطقية عبر انتقاء المعلومات المتوافقة واستبعاد المعلومات غير المتوافقة. النتيجة أنه في الوقت الذي يعتقد فيه معظم البشر أنهم يمارسون تفكيرا علميا ويسوقون أدلة برهانية، فإن أحكامهم وقراراتهم غالبا ما تكون انفعالية وحدسية بشكل كبير.
أولا: التكرار وتناقل الأحاديث
تتشكل قناعات معظم البشر من خلال تلك المعلومات والأفكار التي يتم تلقيها عبر التناقل الشفهي سواء من خلال الأسرة (الأب والأم) أو الزملاء والأصدقاء أو البيئة المحيطة. وغالبا ما يميل البشر إلى تصديق أن المعلومات أو الأفكار التي تتكرر بانتظام أو التي يعتنقها عدد أكبر من البشر غالبا ما تكون صحيحة، إلا أن ذلك ليس صحيحًا على كل حال.
بل إن الأدهى من ذلك أن العقل البشري كثيرا ما يتعامل مع سماع عبارة واحدة 10 مرات من شخص واحد على أوقات متباعدة بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع سماع ذات العبارة 10 مرات من أشخاص مختلفين.
ربما عليك أن تطلق العنان لذهنك الآن ليستكشف مثلا مدى تأثير الإعلانات التلفزيونية على قناعات البشر وسلوكياتهم..!
ثانيا: الميل إلى تغييرات سريعة وغير مكلفة
يقولون دوما أن الطبيعة تأبى الفراغ، وغالبا ما يعجز البشر عن التكيف مع تلك الأمور أو الظواهر التي تكون غير مفهومة إليهم، لذلك فإنهم يميلون إلى البحث غالبا عن أبسط التفسيرات وقبول أكثر الأجوبة سهولة. لذا فإن البشر غالبا ما يتمسكون بتلك الوسائل التي تعدهم بتغييرات سريعة وغير مكلفة.
مثل خطط إنقاص الوزن بدون تنظيم غذائي وبدون رياضة أيضًا، وبرامج التدريب على النجاح في الحياة وجني المال خلال ساعات أو أيام، وغالبا ما تسهل هذه الحقيقة ظهور الكثير من العلوم الزائفة والتجارية غير المستندة إلى قواعد علمية متينة بقدر ما تستند على رغبة في استغلال رغبة البشر في الحصول على إنجازات كبرى دون دفع تكلفة مناظرة.
ثالثا: الواقعية الساذجة
إن البشر غالبا ما يميلون إلى فهم العالم وفق معتقداتهم الموجودة سلفًا، وهو ما يطلق عليه عالم النفس لي روز مصطلح "الواقعية الساذجة".
تخبرنا هذه الحقيقة أن البشر غالبا ما يميلون إلى إدراك وقائع وأحداث بعينها من أجل البرهنة على صحة قناعات أو منظومات معرفية بعينها، في مقابل إسقاط الوقائع الأخرى التي تتصادم مع هذه المنظومة على الرغم من أنها يمكن أن تكون أكثر وفرة.
رابعا: معضلة المتغير الثالث
لا يعني حدوث أحداث ما في توقيتات متزامنة أن هناك علاقة سببية تجمع بينها، وإن كان البشر يميلون بسهولة إلى تصديق ذلك الأمر. إذا كان لدينا حدثان 1 و2 يقعان في وقت واحد أو في توقيتات متقاربة وبشكل مستمر، فإن أحدهما قد يكون سببا للآخر أو أن هناك حدثًا ثالثًا "3" يؤثر على كل منهما.
يطلق على هذه الظاهرة "معضلة المتغير الثالث". على سبيل المثال فإن إصابة شخصين من أسرة واحدة بمرض ما لا يعني بالضرورة أنه انتقل من أحدهما للآخر، بل قد يعني أن كلا منهما تعرض لأمر تسبب في إصابته بالمرض. كذلك لا يعني حدوث كوارث متتابعة في منطقة ما أن لها دائما نفس الأسباب.
خامسا: التعرض لعينة منحازة
يميل الكثير من البشر لاعتبار ردود الأفعال والاستجابات التي تحدث في محيطهم معبرة عن ردود أفعال واستجابات معظم البشر، وفي حقيقة الأمر فإن ذلك لا يبدو حقيقيا. فالوسط المحيط بكل إنسان هو عينة منحازة وراثيا واجتماعيا وأيديولوجيا وسياسيا بشكل كبير. على سبيل المثال، فإن الشخص قد يعتقد أن معظم الناس يحملون توجها سياسيا بعينه (تأييد أو رفض حزب أو موقف سياسي ما) نتيجة لكون هذا الموقف ساد في دائرته القريبة اجتماعيا أو عمريا، ومن الطبيعي أن ذلك لن يكون صحيحًا بشكل كبير.
سادسا: ظاهرة التنميط!
غالبا ما يميل الإعلام، والسينما على وجه الأخص، إلى إظهار مجموعات معينة من البشر بخصائص معينة قد لا تكون دقيقة بشكل ما. قد يتم هذا الأمر بشكل غير واع وقد يتم بشكل واع بهدف تحسين صورة مجموعة ما أو وصمها. المثال على الحالة الأولى، حيث يتم التنميط بشكل غير واع، هو تصوير شخصية البشر المصابين بالتوحد في السينما على أساس كونهم دوما يتمتعون بقدرات عقلية خارقة مثل فيلم "رجل المطر" لداستن هوفمان، أو "اسمي خان" لشاروخان، أو حتى "عقل جميل" الذي يحكي قصة العبقري الاقتصادي جون ناش. والحقيقة تخبرنا أنه إذا كان هناك بالفعل من المصابين بالتوحد من يتمتعون بقدرات عقلية خارقة، فإن نسبتهم لا تتخطى بحال 10 في المائة من إجمالي نسبة المصابين بالتوحد.
يتم التنميط أحيانا بشكل واع أو متعمد، مثل تصوير العربي في السينما دومًا على أنه شخص شرير باستثناءات نادرة، وهو ما رصده البروفيسور جاك شاهين في كتابه "العرب الأشرار" الذي تناول فيه صورة العربي في السينما الأمريكية. ومثله الصورة النمطية التي ترسمها السينما العربية، والمصرية بوجه خاص، للأشخاص ذوي التوجه السياسي الإسلامي مثلا.
سابعا: قناعات مغلوطة!
الكثير من القناعات الخاطئة الراسخة في الذهن غالبا ما يكون مَنشؤها قناعات صحيحة تعرضت إلى التحريف والتهويل. مثل مبدأ أن وجود اختلافات بين البشر هو أمر فطري وضروري للتعايش الآمن في الحياة، وهو ما تطور إلى قناعة "مغلوطة" مفادها أن الأضداد تتجاذب وأن البشر المختلفين ينجذبون إلى بعضهم البعض، في حين أن التجربة أثبتت أن البشر كثيرا ما يكونون أكثر انسجامًا مع أولئك الذين يحملون أكبر قدر من الصفات المشتركة معهم.
ثامنا: الاستخدام المتباين والخاطئ للمصطلحات
يعد سوء توظيف المصطلحات واستخدامها في حقول دلالية مختلفة من أشهر الأخطاء في النمط المعرفي البشري. مثل اعتياد غير المختصين اعتبار أن المصابين بالفصام هم أناس يحملون شخصيتين مختلفتين تتبادلان في ما بينهما، في حين أن الفصام يشير، بشكل اختزالي، إلى أولئك الأشخاص الذين يعانون اضطرابا بين أفكارهم ومشاعرهم، وهو نوع من الاضطراب النفسي غير المتعلق بالهوية أو الشخصية.
ويشيع هذا الخطأ المعرفي بشكل كبير في حقول السياسة والاجتماع.
إذا أعجبك الموضوع شاركه مع اصدقائك
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات