نظرة يابانية للعرب .. مقتطفات من كتاب العرب وجهة نظر يابانية للكاتب نوبوأكي نوتوهارا

يتحدث الكاتب نوبواكي نوتوهارا عن العرب واختلاف الثقافة العربية عن الثقافة اليابانية من خلال دراستة الجامعية للغة العربية في اليابان ثم رحلاته لبادية الشام ومصر ومخالطته للعرب.

نوبواكي نوتوهارا

يقول : "عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، كنت في عامي الخامس، ولقد رأيت اليابان مهزومة وعشت مع أسرتي نواجه مصيرنا بلا أي عون.

كنا لا نملك شيئاً أمام الجوع والحرمان وظروف الطقس وغيرها. ولقد رافقت عملية إعادة البناء، كنت أعيش مع عائلتي في طوكيو وطوكيو هدمت بالكامل حياً حياً شارعاً شارعاً.
في الأيام الأخيرة من الحرب،. عرفت هذا كله وعرفت أيضاً نتائج مسيرة تصحيح الأخطاء وأنا نفسي استمتعت بثمار النهوض للاقتصادي الياباني. بعدئذ سافرت إلى البلدان العربية وكنت قد تجاوزت الثلاثين من عمري ورأيت وقرأت وتحدثت إلى الناس في كل مكان نزلت فيه.

 لقد عانيت بنفسي غياب العدالة الاجتماعية وتهميش المواطن وإذلاله وانتشار القمع بشكل لا يليق بالإنسان وغياب أنواع الحرية كحرية الرأي والمعتقد والسلوك وغيرها.

 كما عرفت عن قرب كيف تضحي المجتمع بالأفراد الموهوبين والأفراد المخلصين، ورأيت كيف يغلب على سلوك الناس عدم الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه الوطن ولذلك كانت ترافقني أسئلة بسيطة وصعبة: لماذا لا يستفيد العرب من تجاربهم؟ لماذا لا ينتقد العرب أخطاءهم؟ لماذا يكرر العرب الأخطاء نفسها؟ نحن نعرف أن تصحيح الأخطاء يحتاج إلى وقت قصير أو طويل. فلكل شيء وقت ولكن السؤال هو: كم يحتاج العرب من الوقت لكي يستفيدوا من تجاربهم ويصححوا أخطاءهم، ويضعوا أنفسهم على الطريق السليم؟!

باختصار أريد أن أقول للقارئ العربي رأياً في بعض مسائله كما أراها من الخارج كأي أجنبي عاش في البلدان العربية وقرأ الأدب العربي وأهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية."

و هذه مقتطفات من كتاب العرب وجهة نظر يابانية للكاتب نوبوأكي نوتوهارا

 كتاب العرب وجهة نظر يابانية للكاتب نوبوأكي نوتوهارا

1- في الدول العربية التوتر يغطي الشارع .. توتر شديد تتوقع ان ينقطع في اي لحظة .. هذا التوتر يجعل الناس يتبادلون نظرات عدوانية ويزيد توتر المدينة نفسها اكثر فاكثر.

2- لقد رأيت الباصات المكتظة تجري بينما يتعلق الركاب بالشبابيك والابواب . .يريد ان الناس ان يركبوا بأي ثمن وفي هذا الازدحام المحموم ينسى الكثير من الرجال والنساء السلوك المحتشم الذي يوجبه عليه الاسلام كمسلمين.

3- اول ما اكتشفت في المجتمع العربي هو غياب العدالة الاجتماعية وهذا يعني غياب المبدأ الاساسي الذي يعتمد عليه الناس .. مما يؤدي الى الفوضى .

4- تحت ظروف غياب العدالة الاجتماعية تتعرض حقوق الانسان للخطر ولذلك يصبح الفرد هشاً ومؤقتاً وساكناً بلا فعالية لانه يعامل دائما بلا تقدير لقيمته كانسان .. وهذا يفرض استغرابي عن كونهم يستعملون كلمة الديموقراطية كثيراً.

5- المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد والقيمة الواحدة وهكذا .. ولذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم .. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين.

6- إن الناس في الوطن العربي يتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها ! إن ذلك من أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية.

7- في مجتمع كمجتمعنا - المجتمع الياباني - نضيف حقائق جديدة بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي قد اكتشفها في الماضي البعيد.

8- انني ارى ان الحرية هي باب الانتاج والتواصل والحياة النبيلة ولذلك أرى القمع داء عضال مقيم في الوطن العربي وما لم نتخلص منه فستفقد حياتنا كبشر الكثير من معانيها.

9- عندما تلعب الصحافة والشرطة دوراً فعالا في متابعة كافة أشكال مخالفة القانون .. من الصعب أن ينجوا أحداً إذا ارتكب جريمة مهما كان .. إذ لا شيء يحميه من القانون إن كان مذنباً.

10- المجتمع العربي عامة ليس عنده استعداد ليربي المواهب ويقويها.

11- الرجل العربي له قيمتان واحدة في البيت وأخرى في الحياة العامة .. الرجل العربي في البيت يلح على ثناء قيمته ورفعها الى السيطرة والزعامة .. اما في الحياة العامة فهو يتصرف وفق قدراته وميزاته ونوع عمله وهذان الوجهان المتناقضان غالباً ينتج عنهما أشكال لا حصر لها من الرياء والخداع و القمع.

12- لا تعتبر المأساة التي تحدث لك شيئاً استثنائيا غير عادي يخصك وحدك .. من الضروري ان تفكر بمأساتك في ارتباطها مع مآسي الآخرين .. فاذا قمت بالمقارنة فانك ستعرف أن مأساتك ليست مطلقة وليست استثنائية .. عندئذ تستطيع أن تراها في نسبيتها وتستطيع ان تواجهها بهدوء.

تحميل الكتــاب مجاناَ : هنــــــا