حكاية الإسلام مع المرأة .. مصطفى محمود يرد بقوة على القائلين بظلم المرأة ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. كثيرا ما نسمع ممن يتهكم على الإسلام ويتهمه بنظرته الرجعية نحو المرأة و أنه ظلمها .. ولكن وأنا أقرأ في كتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور مصطفى محمود .. أعجبني رده حول هذه الاتهامات وبقوة .. فأردت أن أشاركه معكم .. تابعوا معي ..

حكاية الإسلام مع المرأة

يقول السائل : ألا توافقني أن موقف الإسلام من المرأة كان رجعيا ؟
و بدأ يعد على أصابعه :
• حكاية تعدد الزوجات و بقاء المرأة في البيت .. و الحجاب و الطلاق في يد الرجل .. و الضرب و الهجر في المضاجع .. و حكاية ما ملكت أيمانكم .. و حكاية الرجال قوامون على النساء . و نصيب الرجل المضاعف في الميراث.

• قلت له و أنا أستجمع نفسي :

التهم هذه المرة كثيرة .. و الكلام فيها يطول .. و لنبدأ من البداية .. من قبل الإسلام .. و أظنك تعرف تماما أن الإسلام جاء على جاهلية ، و البنت التي تولد نصيبها الوأد و الدفن في الرمل ، و الرجل يتزوج العشرة و العشرين و يكره جواريه على البغاء و يقبض الثمن .. فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا و ليس تعديدا ...
وكان إنقاذ للمرأة من العار و الموت و الاستعباد و المذلة.

قضية تعدد الزوجات :

وهل المرأة الآن في أوروبا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك و تعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات أليس أكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب .. لها حقوق الزوجة و احترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس المتعة من وراء الجدران.

ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة و ذلك بأن شرط شرطا صعب التحقيق و هو العدل بين النساء .
"و إن خفتم إلا تعدلوا فواحدة " .." و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم "
فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص فلم يبق إلا من هو أكثر من حريص كالأنبياء و الأولياء و من في دربهم.
أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا أعلى.... " و قرن في بيوتكن " 
وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما وربة بيت تتفرغ لبيتها و لأولادها.
و يمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع و المكاتب و أطفالها في دور الحضانة و الملاجئ ...
أتكون أحسن حالا أو أمة النساء فيها أمهات و ربات بيوت و الأطفال فيها يتربون في حصانة أمهاتهم و الأسرة فيها متكاملة الخدمات.

ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة و عملها .. و قد كانت في الإسلام فقيهات و شاعرات .. و كانت النساء يخرجن في الحروب .. و يخرجن للعلم.

إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا ، و بين المثال و الممكن و الواقع درجات متعددة ، و قد خرجت نساء النبي مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزواته.
و ينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو أمر لا غبار عليه .. أما الحجاب فهو لصالح المرأة .

و قد أباح الإسلام كشف الوجه و اليدين و أمر بستر ما عدا ذلك.
 ومعلوم أن الممنوع مرغوب و أن ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية .. و بين القبائل البدائية و بسبب العري الكامل يفتر الشوق تماما و ينتهي الفضول و نرى الرجل لا يخالط زوجته إلا مرة في الشهر و إذا حملت قاطعها سنتين.

و على الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح للعيون يفقد الجسم العريان جاذبيته و طرافته و فتنته و يصبح أمرا عاديا لا يثير الفضول .. و لا شك أنه من صالح المرأة أن تكون مرغوبة أكثر و ألا تتحول إلى شيئ عادي لا يثير.

حكاية الإسلام مع المرأة

قضية الطلاق :

أما حق الرجل في الطلاق قيقابله حق المرأة أيضا على الطرف الآخر فيمكن للمرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة و تحصل عليه إذا أبدت المبررات الكافية.
و يمكن للمرأة أن تشترط الاحتفاظ بعصمتها عند العقد .. و بذلك يكون لها حق الرجل في الطلاق.

و الإسلام يعطي الزوجة حقوقا لا تحصل عليها الزوجة في أوروبا – فالزوجة عندما تأخذ مهرا .. و عندهم تدفع دوطة .. و الزوجة عندنا لها حق التصرف في أملاكها .. وعندهم تفقد هذا الحق بمجرد الزواج و يصبح الزوج هو القيم على أملاكها.

قضية الضرب و الهجر في المضاجع :

أما الضرب و الهجر في المضاجع فهو معاملة المرأة الناشز فقط ..
أما المرأة السوية فلها عند الرجل المودة و الرحمة.
و الضرب و الهجر في المضاجع من معجزات القرآن في فهم النشوز .. وهو يتفق مع أحدث ما وصل إليه علم النفس العصري في فهم المسلك المرضي للمرأة.

و كما تعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي إلى نوعين :
" المسلك الخضوعي" و هو ما يسمى في الاصطلاح العلمي " ماسوشيزم masochism" و هو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تضربو تعذب و تكون الطرف الخاضع.

و النوع الثاني هو :
" المسلك التحكمي" و هو ما يسمى في الاصطلاح العلمي" ساديزم sadism " وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة بأن تتحكم و تسيطر و تتجبر و تتسلط و توقع الأذى للغير.

و مثل هذه المرأة لا حل لها سوى انتزاع شوكتها و كسر سلاحها التي تتحكم به ، و سلاح المرأة أنوثتها و ذلك بهجرها في المضجع فلا يعود لها سلاح تتحكم به.
أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع و الضرب فإن الضرب لها علاج .. ومن هنا كانت كلمة القرآن: "و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن " إعجازا علميا و تلخيصا في كلمتين لكل ما أتى به علم النفس في مجلدات عن المرأة الناشز و علاجها.

قضية الرق في الإسلام 

أما حكاية " ما ملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل فإنها تجرنا إلى قضية الرق في الإسلام .. و اتهام المستشرقين للإسلام بأنه دعا إلى الرق .. و الحقيقة أن الإسلام لم يدع إلى الرق .. بل كان الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق.

فقد كان الاسترقاق حقيقة ثابتة قبل مجئ الإسلام و كانت الأديان السابقة توصي بولاء العبد لسيده.

فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب و عتق الرقاب.
و لم يحرم القرآن الرق بالنص الصريح .. و لم يأمر بتسريح الرقيق .. لأن تسريحهم فجأة و بأمر قرآني في ذلك الوقت وهم مئات الآلاف بدون صناعة و بدون عمل اجتماعي و بدون توظيف يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية و كان معناه خروج مئات الألوف من الشحاذين في الطرقات يستجدون الناس و يمارسون السرقة و الدعارة ليجدوا لقمة العيش.. وهو أمر أسوأ من الرق  ، فكان الحل القرآني هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه ..

وكان مصدر الرق في ذلك العصر هو استرقاق الأسرى في الحروب فأمر القرآن بأن يطلق الأسير أو تؤخذ فيه فدية و بأن لا يؤخذ الأسرى أرقاء.." فإما مناَ بعد .. وإما فداء"
فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله .. وإما أن تأخذ فيه فدية.

أما الرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج و ذلك بجعل فك الرقاب و عتقها كفارة الذنوب صغيرها و كبيرها و بهذا ينتهي الرق بالتدريج.
و إلى أن تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت يمينه .. أباح له الإسلام أن يعاشرها كزوجته.

و هذه حكاية " ما ملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل و لا شك أن معاشرة المرأة الرقيق كالزوجة كان في تلك الأيام تكريما لا إهانة.
 و ينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق و كيف جعل منه أخا بعد أن كان عبدا يداس بالقدم.

الرجال قوامون على النساء 

أما أن الرجال قوامون على النساء فهي حقيقة في كل مكان في البلاد الإسلامية و في البلاد المسيحية و في البلاد التي لا تعرف إلها و لا ديناَ.
في موسكو الحكام رجال من أيام لينين و ستالين و خروتشوف و بولجانين إلى اليوم ، و في فرنسا الحكام رجال و في لندن الحكام رجال ، و في كل مكان من الأرض الرجال هم الذين يحكمون و يشرعون و يخترعون ، و جميع الأنبياء كانوا رجالا ، و جميع الفلاسفة كانوا رجالا ، حتى الملحنين " مع أن التلحين صنعة خيال لا يحتاج إلى .....

وكما يقول العقاد ساخرا : " حتى صناعة الطهي و الحياكة و الموضة و هي تخصصات نسائية تفوق فيها الرجال ثم انفردوا بها".
و هي ظواهر لا دخل للشريعة الإسلامية فيها .. فهي ظواهر عامة في كل بقاع الدنيا حيث لا تحكم شريعة إسلامية و لا يحكم قرآن.
إنما هي حقائق أن الرجل قوام على المرأة بحكم الطبيعة و اللياقة و الحاكمية التي خصه بها الخالق.

و الإسلام لم يفعل أكثر من أنه سجل هذه القاعدة و هذا يفسر لنا بعد ذلك لماذا أعطى القرآن الرجل ضعف النصيب في الميراث ..لانه هو الذي ينفق و يعول .. و لأنه ه الذي يعمل.
كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل.
و كانت سيرة النبي صلى الله عليه و سلم مع نسائه هي المحبة و الحدب و الحنان .. الذي يؤثر عنه قوله :
"حبب إلي من دنياكم النساء و الطيب و جعلت قرة عيني في الصلاة "
فذكر النساء مع الطيب و العطر و الصلاة و هذا غاية في الإعزاز ، وكان آخر ما قاله في آخر خطبة له قبل موته هو التوصية بالنساء .

و إذا كان الله قد اختار المرأة للبيت و الرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل أمانة التعمير و البناء و الإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة أكبر و أعظم هي تنشئة الإنسان نفسه .
و إنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة .
فهل ظلم الإسلام النسااااء ؟؟؟ !!

من كتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور - مصطفى محمود -