من يتحكم في الاقتصاد العالمي ؟ وكيف ظهرت الأوراق النقدية ؟

بقلم محمود بقاسم عمروش..أنت معك ذهب وأنا معي ذهب، بدلا من التعامل بهذا الذهب نضعه في خزنة عندي حتي لا يضيع ونستبدله بأوراق تعادل قيمة هذه الذهب!!! ويمكنك استرداد الذهب متى اردت إذا أعطيتني 35 دولار للأوقية..!!هكذا بدأت قصة الأوراق النقدية..

 من يتحكم في الاقتصاد العالمي؟

وأمتلأ العالم بالدولارات، بعد فترة ليس لك عندي ذهب، نحن الآن نتعامل بقيمة هذه العملة (حبر على ورق) .. ولن أعطي أحدا ذهبي، فأصبح معهم الذهب النادر صاحب القيمة الحقيقية.
وأصبحت عملتهم ذات قيمة (وهمية) عالية وهي مجرد حبر علي ورق ونحن ملزمون بالتعامل بها.... هذه ماحدث بطريقة مبسطة جدا.. 

مؤتمر النقد الدولي بريتون وودز عام 1944 تم فيه سحب الذهب من التعامل المباشر من أيدي الناس وجعلهم يتعاملون بورق وتعهدت الولايات المتحدة الأمريكية في اتفاقية بريتون وودز أمام دول العالم بأن من يسلمها خمسة وثلاثين دولارا تسلمه تغطية الدولار من الذهب وهي أوقية ( أونصة ) من الذهب!! الدولار بعد هذه الاتفاقية (المكيدة) صار يسمى عملة صعبة!!

 من يتحكم في الاقتصاد العالمي؟

وصار العالم كله أفرادا ودولاً يثق بالدولار باعتباره عملة للتداول لأنه مطمئن أن الولايات المتحدة ستسلمه ما يقابل ورق الدولار من الذهب !!! واستمر الوضع على هذا حتى خرج الرئيس نيكسون فجأة على العالم وقال: 

إن الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب وأن الدولار سيُعوَّمُ أي ينزل في السوق تحت المضاربة وسعر صرفه يحدده العرض والطلب!!! وحينها قالوا تم إغلاق نافذة مبادلة أمريكا دولاراتها بما يقابلها من ذهب كان ذلك في قرار من الرئيس نيكسون.. وسميت هذه الحادثة الكبيرة عالميا بصدمة نيكسون Nixon shock وبهذا فقدت الأوراق المالية قيمتها من الذهب و بقى اليهود الذين يملكون الذهب هم الأغنى و المتحكمين في الاقتصاد العالمي، بينما يستعبدون الأفراد والشعوب بأوراق يتحكمون في قيمتها المالية..!!!

وخرج نيكسون يعد الشعب الأمريكي بالرفاهية بدون تعب وبدون حروب وصار يطبع الدولارات بلا حساب وصارت الولايات المتحدة تشتري عرق الشعوب الكادحة وثرواتهم بلا أدني خسارة، تطبع دولارات ثم تشتري بها ما تشتهي من سلع العالم كله دون حسيب يحاسب أو رقيب يراقب "يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها ويجب أن يلعبوها كما وضعناها" -نيكسون

 من يتحكم في الاقتصاد العالمي؟

فمن هنا ..الفصل الأول من المسرحية فإذا فهمناه جيدا وفهمنا آلياته سيكون من اليسير فهم ما يجرى الآن فى الولايات المتحدة ، بل نحن أمام طبقة حاكمة واحدة تقريبا حتى الآن ولكن انتقل مركزها الرئيسى من لندن إلى واشنطن ونيويورك .

وتحولت الامبراطورية البريطانية إلى الامبراطورية الأمريكية بنفس الأبعاد الجغرافية تقريبا وبنفس الأبعاد الفكرية والايديولوجية بل والدينية إن أردت . إنها مرحلة سيادة الأنجلوسكسون البروتستانت المتهودين والمتحالفين عضويا مع اليهود ، وإن كان اليهود المتحكمون فعليا فى هذا التحالف أو بالأحرى لهم اليد العليا فيه .

ولذلك قصة سيطرة اليهود على بريطانيا جزء أساسي من القصة لأنها مستمرة حتى الآن على ضفتى المحيط الأطلنطى . والعجيب أن روتشيلد وأسرته التى تحكمت فى اقتصادات العالم بدءا من القرن التاسع عشر لا تزال لها سيطرة مخيفة على اقتصادات العالم الغربى حتى الآن فى بدايات القرن الواحد والعشرين .

ونحن لا نبسط ولا نلخص القضية فى هذه الأسرة ولكن لا شك أنها عصب مالى أساسى فى قصة الهيمنة المالية على العالم الغربى والأمريكى خاصة ، وهى بالمناسب أسرة ولادة لا تحدد النسل !! ومعها مجموعة أخرى من الأسر الشهيرة أهمها روكفلر ، وهم جزء لا يتجزأ من مجلس إدارة يهودى للعالم ، وهى إدارة شاملة اقتصادية – اجتماعية سياسية ، ولا نقصد ما يروجه البعض عن أن اليهود وراء كل أحداث العالم أو أنهم يتحكمون فى مصائر العالم كما يريدون ، وأنهم يقولون للشىء كن فيكون .

فهذا النوع من الكتابات وإن استهدف بحسن نية مهاجمة اليهود فإنه يقدم لهم أكبر خدمة وهى إثارة الفزع والرعب منهم ، مما يؤدى إلى إرتفاع هيبتهم ومكانتهم ، مما يسهل الخضوع لهم.

ملاحظة : هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب و لا يعبر بالضرورة على رأي المدونة

لا تنسى مشاركة الموضوع مع أصدقائك