نظرة جديدة في مصطلح "التفكير خارج الصندوق"

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... "فكر خارج الصندوق" مقولة مشهورة في أعمال التسويق والإدارة، وهي تشير إلى التفكير الإبداعي... كثيراً ما نستخدمها للإشارة إلى من يريد أن يأتي بشيء جديد بعيد عن النمطية لينجح فيه ويثبت أن الروتين ما هو إلا قفصٌ قد تُحبَس فيه أعظم الأفكار، وهي مقولة تُعتَبر علامةً للمُجددين. لكن ما هو الصندوق؟ ماذا سيحدث إن بقي تفكيري داخله؟ ماذا يوجد بخارجه؟ وما الذي سيحدث عندما أفكر خارجه؟

التفكير خارج الصندوق

أما الصندوق فهو روتينية التفكير وتقليدية الأسلوب في معظم التفاصيل، واستغراب كل ما هو مستحدث وإن كان سيعود بالفائدة والنفع الكبيرين.

في دستور الصندوق تتم مهاجمة المتمردين على الروتين، ويُقابل كل جديدٍ بالاستهجان والاستغراب، واتباعه ناجحون في الرفض لكل جديد ومتعصبون لكل ما هو قديم.
وأنوّه إلى أنني أتحدث عن كل جديدٍ يمكن أن يفيد الصندوق لا أن يضره.

سأل المِسْوَرُ بن مخرمة خاله أبا جهل قال: يا خال، ما لكم لا تَتَّبِعُون محمداً صلى الله عليه وسلم؟ قال: يابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا، وسَقَوْا وسَقَيْنَا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا إلى الرُّكَبِ كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ، قالوا: مِنَّا نبي. فمتى نُدْرِكُ مثل هذه؟!

الفرنسيون ثاروا ضد النظام البرجوازي عندما اكتشفوا أنهم قادرون على التفكير خارج "صندوق قبول الاستبداد والصمت حياله".

صلاح الدين الأيوبي

صلاح الدين الأيوبي رأى ما رآه من حوله، قرر أن يكون غير اعتيادي وأن يخرج عن المألوف فأصبح الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي تم تخليد اسمه بماء الذهب في صفحات التاريخ.

د. مارتن لوثر كينج

د. مارتن لوثر كينج ناضل في سبيل الحرية وحقوق الإنسان وكرّس نفسه وحياته في مقاومة قيود وحواجز التعصب المنغلق، نجح كينج ووصل إلى مبتغاه بالرغم من أنه راح ضحية قضيته.

عباس بن فرناس

وهناك عباس بن فرناس، فكّر وتفكّر وجاء بفكرة اختراعٍ يُعتبر من أعظم الاختراعات في العالم، غطى نفسه بالريش وطار لمسافة بعيدة واعتُبِر أول طيّار في العالم.

لويس بريل

أما لويس بريل فقد أُصيبَ بالعمى منذ طفولته، لم يعقهُ العمى من العيش ولم تكن نهاية العالم بالنسبة له، بل على العكس تماماً، نهض الفتى وطوّر للمكفوفين لغة سُمّيت باسمه، وهي تُعتبرُ من الاختراعات التي أحدثت ثورةً في مجال المكفوفين. في قصص هؤلاء نقف لنتأمل، ماذا ينقصنا لنكون مثلهم! لماذا نستسلم للواقع ونستمع للمرجفين؟!

قد يكون الصندوق منفتحاً مستعداً لقبول ما يُقبَل، ولكن في بعض الأحيان قد تُفاجِئك ردود فعلٍ تستنكر مقاومتك لتقليدية الصندوق، لذلك دعني أنصحك، إذا رأيت نفسك تسير على صراط مستقيم فأكمل المسير لإحداث التغيير، لا تكن كمن أراد أن يمشي مع التيار خوفاً من تعب المقاومة فعاش ومات ذليلاً، بل امضِ على بركةِ الله وعِش كريماً، فما مات كريم! لا تُجاري الصندوق في خطئه ونمطيته، كن مختلفاً فقط..!