بين ضربات الحظ التي تحكم و التوفيق الإلهي !

الحظ

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته متابعي مدونة عالم تعلم .. ما أكثر المخدوعين الذين يرددون أن ضربات الحظ هي التي تحكم دنيا الناس .. 

الحظ

يشيرون لك بأصابع واثقة إلى هذا و ذاك ممن أنعم الله عليهم من فضله ، و يقسمون بأغلظ الأيمان أنه لولا الحظ " الأعمى " ما كان لهؤلاء أن يكونوا شيئا مذكورا !!. 
بل ربما يسيؤون الأدب مع الله ، و هو الرازق و الميسر لأمورنا بأن عطاءه ليس دائما في الإتجاه الصحيح .. ! 
و حاشاه جل اسمه عما يقال - و لو تلميحا - فتدبيره سبحانه هو العدل ، بيد أن العدل للكسالى ليس بالأمر المحبب !.
هذا غير شيء في غاية الأهمية ، و هو أن التوفيق ، أو الحظ كما يحلو للبعض أن يسميه لا يأتي إلا لأشخاص لهم سمات معينة .. و لك المثال .. 
- لاعب الكرة الذي يحرز هدفا لابد و أن يركض سريعا .. لكن ليس كل من يركض سريعا سيحرز هدفا !.  
- مندوب المبيعات الذي باع كل ما يحمله من منتجات طرق الكثير من الأبواب .. و ليس كل من طرق الأبواب باع كل ما لديه !. 
- و الطالب الذي نال المركز الأول على دفعته ذاكر كثيرا .. و ليس كل من ذاكر أصبح في المركز الأول !. 
ما الذي أعنيه من تلك الأمثلة ..؟ 
أعني أننا يجب أن نفعل كل ما لدينا و نبذل الجهد كاملا ، ثم ننتظر توفيق الله ، الذي ربما يدفعنا للأمام خطوات إضافية .
بذل الجهد
في المثل الصيني " إن الله يعطي لكل طائر نصيبه من ( القمح ) لكنه لا يلقيه له في العش " .
يجب أن يطير الطائر إلى أبعد مسافة ممكنة ، كما يجب أن يذهب الطامح منا إلى آخر الحدود التي يمكن أن يجد عندها حلمه و هدفه .
بعدها يتوقف تماما راضيا عما كتبه الله له ، ممتنا لفضل الله عليه ، طامحا في المزيد من فضله و جوده ، لكن قبل أن يبذل جهده ، فلا يجب أبدا أن يتجرأ و يطلب شيئا .. 
التوفيق دائما ما يأتي لأصحاب الصفوف الأمامية ، نادرا ما يخالف طبيعته و يسقط في كف خامل أو كسول ..
و التوفيق يأتينا كثيرا و يطرق الأبواب ، لكن معظمنا لا يكون مستعدا لفتح الباب، و ذلك لأننا في الغالب لا نكون منتبهين أو متيقظين  فيستقبله من يستحقه ، و حينها نرقبه جميعا بغيرة ظانين أن الحظ قد ألقى عليه بالفضل كله !! .




و ليس في الأمر ثمة حظ ، أو محاباة .. 
إنه التوفيق و الفضل الإلهي ، يعطي الله لمن يستحق .. و يحرمه ما دون ذلك .

                              إذا أعجبك الموضوع شاركه