لا تجعل الشهادة عائقا أمامك لتحقيق أحلامك..فهؤلاء عظماء بلا مدارس !

في هذا المقال .. ليس هدفنا الحث على ترك المدارس والجامعات بقدر ما نريد التأكيد على أن عملية التعلم بحد ذاتها ليست مرتبطة بمكان أو زمان معين، وأن الشهادات الأكاديمية لم ولن تكون عائقا أمام الناس لتحقيق أحلامهم... تابعوا معي ...

1- أجاثا كريستي

أجاثا كريستي

وفقاً لليونسكو فإنَّ أجاثا كريستي هي أكثر كاتب بريطاني يُقرأ له ويليها وليم شكسبير، وقد بيع من كتبها ما يقارب ملياري نسخة، ومع ذلك فهي لم تلتحق بأي مدرسة قط، وتلقت تعليمها في المنزل على يد والدتها، وقد كان الفضل لهذه الوالدة في توجه أجاثا نحو الكتابة والتأليف وهي في سن صغيرة، إذ قالت لها وهي طريحة الفراش لنوبة برد أصابتها: "خير لك أن تقطعي الوقت بكتابة قصة قصيرة وأنت مستلقية في فراشك".

فأجابت أجاثا على الفور: "ولكني لا أظن أني قادرة على ذلك".

قالت أمها: "بلى تقدرين، حاولي فقط وسترين".

ومن هنا كانت البداية لأحد أعظم الأدباء على مر العصور، من المنزل بعيدا عن أي سلك أكاديمي!

2- بيل جيتس

بيل جيتس

في العام الماضي عاد بيل جيتس لتصدر قائمة أثرياء العالم بثروة بلغت 79.2 مليار دولار وهو نفس  العرش الذي تربع عليه في السابق لاثنتي عشرة عاما على التوالي، وعام 1999 تخطت ثروته حاجز 100 مليار، وحتى عام 2011 كان قد تبرع بنحو 28 مليار دولار للأعمال الخيرية، أسس ثانِ أغلى علامة تجارية، ويعمل بها عدد موظفين يعادل سكان دولة صغيرة، ودخلها السنوي يساوي دخل عدة دول مجتمعة، لها 10000 براءة اختراع ومسؤولة عن نظام تشغيل تعمل به 90% من الحواسيب على مستوى العالم  وغير ذلك من المنجزات الباهرة التي يصعب حصرها.

ورغم ذلك فإنه لم يحصل على شهادته الجامعية فقد التحق بهارفارد عام 1973 ورغم تميزه إلا أنه لم يكن الأفضل بالجامعة فكانت قناعته "إن لم أكن الأفضل فلماذا أتابع في هذا المجال" نتيجة لذلك فقد انغمس في عالم الحواسيب والبرمجيات، وفي عام 1975 أسس مع رفيق طفولته بول آلن شركة مايكروسوفت وعملا على ترويج البرمجيات للحواسيب المحمولة وحققت الشركة إيرادات تقدر بـ 1600 دولار في عامها الأول، ومع انغماسه التام في شركته الناشئة عرف أن هذا هو مكانه الطبيعي فاتخذ قراره المصيري بترك الجامعة، فلم تستهوه إحدى أعرق الجامعات على مستوى العالم!

3- ميخائيل كلاشينكوف

ميخائيل كلاشينكوف

مبتكر السلاح الفردي الغني عن التعريف، الذي لا يزال محافظا على صدارته منذ ما يزيد عن الخمسين عاما، صنع منه ما يزيد عن المئة مليون قطعة وتستخدمه جيوش 55 دولة ودخل في أعلام وشعارات ست دول.

تعرضت أسرته لاضطهاد الحكومة الشيوعية وتم تهجيرهم إلى سيبريا، ورغم حداثة سنه فقد كان في الحادية عشر وقتها إلا أنه تمرد على ذلك القرار وهرب عائدا إلى قريته قاطعا مسافة 1000 كيلومتر على قدميه الصغيرتين، نتيجة لتلك الظروف الصعبة فقد ترك المدرسة دون إتمام أول المرحلة المتوسطة وعمل بمحطة للسكك الحديدية، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية التحق بصفوف القوات البرية للجيش الأحمر وسرعان ما عاد من الصفوف الأولى إلى مستشفى إحدى المدن القريبة بإصابات متفرقة في أنحاء جسده، وبينما هو راقد مع رفاقه المصابين إذ أجمعوا على وجود سلاح فردي متطور لدى الألمان كان مسؤولا عن إصابة العديد من الجنود الروس، حينها عقد العزم على تصميم سلاح فردي يفوق ذلك الذي يملكه الألمان.

بعدما أنهى خدمته العسكرية عاد للعمل بمحطة السكك الحديدية وكان يتسلل إلى ورشها لتطبيق ما أخرجه على الورق فسجن لذلك ثلاث مرات حيث كان يحرم دخولها لغير المختصين، وفي عام 1949 عرضت وزارة الدفاع على المخترعين المسجلين طلقة من عيار 7.62 لتصميم بندقية آلية بمقدورها رمي مثل هذه الطلقة، وتمكن ميخائيل من التقدم بفكرته التي أعجب بها الخبراء والمختصون وأخذوا يتعجبون كيف لمثله أن يأتي بهذا الاختراع؟! وبعد تجربته أثبت فاعلية ودقة عالية ولا يزال يثير إعجاب الجيوش والمقاتلين في جميع أنحاء العالم حتى اليوم.

4- مايكل ديل

مايكل ديل

يوما ما كان أغنى ملياردير تحت عمر الأربعين، وأصغر مدير تنفيذي لشركة تحتل مكانة في قائمة فورتشن لأفضل 500 شركة وكان حينها في السابعة والعشرين من عمره، اليوم ووفقا لفوربس هو التاسع والخمسين في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم، والسابع والأربعين في قائمة أثرى أثرياء العالم، وعاشر أغنى ملياردير تقني.

التحق ديل بجامعة تكساس بادئ الأمر، إلا أنَّ طموحه كان يتجاوز ذلك بمراحل فترك الجامعة عام 1984 وأسس شركته “ديل للكمبيوتر” برأس مال لم يتجاوز الألف دولار حينها، والآن فهي توظف مئة الف شخص، وإيراداتها تقدر ب 59 مليار دولار.

5- أحمد ديدات

أحمد ديدات

لا يُذكر أعلام الدعوة الإسلامية في العصر الحديث إلا وكان في مقدمة صفوفهم، وصل نور الإسلام إلى آلاف البشر عن طريقه، أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ديبران بجنوب أفريقيا، ألف ما يزيد عن عشرين كتاباً طبع الملايين منها ليوزعها بالمجان، هذا بخلاف عشرات المناظرات التي طبعها أيضاً.

بدأ الشيخ دراسته في العاشرة من عمره حتى أكمل الصف السادس ثم ترك الدراسة للظروف المادية الصعبة، بعدها التحق بالعديد من المهن في الهند وجنوب أفريقيا، وفي عام 1959 توقف عن جميع أعماله ليتفرغ للمهمة التي نذر لها نفسه وهي الدعوة على الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات.

6- ونستون تشرشل

ونستون تشرشل

بطل الحرب العالمية الثانية وأبرز شخصية بريطانية في القرن العشرين كما اختاره مواطنوه، تولى رئاسة الوزراء أثناء الحرب وعاد للمنصب نفسه عام 1951 وتولى قبل ذلك العديد من المناصب المدنية والعسكرية في الحكومات البريطانية المختلفة، له مؤلفات عديدة أشهرها "الحرب العالمية الثانية" في ست أجزاء، شارك في تتويج الملكة إليزابيث الثانية بصفته فارسا "Sir" عام 1953 وفاز بجائزة نوبل للآداب في العام نفسه.

ومع ذلك فهو لم يحرز أي نجاح في المدرسة الثانوية ولم يتمكن أبدا من الوصول لصفوفها العليا فتركها والتحق بالمدرسة الحربية الملكية بساندهيرست وتخرج منها عام 1894.

7- عباس محمود العقاد

عباس محمود العقاد

العبقري صاحب العبقريات، العصامي الذي عاش بقلمه ولقلمه مترفعا عن المناصب والوظائف لا كرها فيها بل صونا لحريته وخوفا من أن تتنازعه عشقه للمعرفة،أحد مؤسسي مدرسة الديوان المعنية بالتجديد الشعري، أسس العديد من الصحف مع زملائه، له مئات الكتب وآلاف المقالات متبوئا مكانة رفيعة في النهضة الأدبية العربية الحديثة، منحه جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها.

ولد بأسوان عام 1889 لأسرة كريمة وتلقى تعليمه الابتدائي فيها ولم يستمر بالتعليم النظامي بعدها، فعمل بمصنع للحرير بدمياط غير أنه كان مولعا بالقراءة في جميع المجالات وينفق معظم نقوده على شراء الكتب، وكان يختلف على مجالس علماء الأزهر الشريف، فثقُلت معرفته وتعلم نظم الشعر وأقبل على تثقيف نفسه بنفسه.

8- وليم شكسبير

وليم شكسبير

لا يكاد يُذكر الأدب الانجليزي إلا ويُذكر معه شكسير، ولا يُذكر المسرح حتى يُذكر شكسبير كأعظم من كتبوا في هذا الفن على الإطلاق، حتى يُخيل للكثيرين أن لا أديب انجليزي سواه، فأعماله العظيمة لا تزال تدرس وتنقد وتمثل ويثار حولها الجدل إلى اليوم رغم مرور خمسة قرون على وفاته.

لشكسبير العديد من القصائد الشعرية والنصوص المنثورة، بخلاف 37 مسرحية على الأقل كانت هي السبب في بلوغ شهرته الآفاق أكثر من أي أديب عاصره أو سبقه أو حتى جاء بعده.

وُلد شكسبير في ستراتفورد لعائلة ميسورة والتحق بمدرسة القرية وهو في السابعة إلا أنه تركها في سن التخرج تقريبا بسبب كارثة مالية حلّت بالأسرة، بعدها عاش شكسبير حياة صعبة واضطر للزواج من فتاة تكبره بثمانية أعوام وأنجب منها فتىً مات صغيراً وفتاتين ،إلا أنه تركهم في رعاية والده وغادر إلى لندن حيث ظهر كشاعر مجيد وكرس عبقريته كمؤلف وممثل مسرحي، وأسس مسرح جلوب وقُدمت فيه أعظم أعماله، وعندما أصبح ميسور الحال عاد إلى استراتفورد وتوفي ودُفن بها وتحول بيته إلى متحف وطني يرتاده السياح.

9- عمر المختار

عمر المختار

أسد الصحراء، شيخ المجاهدين.. رجل تتشرف به الألقاب لا العكس، بطل مغوار لا نستطيع أن نوفيه حقه بكلمات، ولا حتى بالأشعار والمراثي والملاحم، قامة سامقة تجلَّت فيه أسمى معاني الجهاد والإباء.

عبقري أرّق أقسى الفاشيات العسكرية وحيّر أشرس الجيوش الاستعمارية في العصر الحديث لعقدين كاملين وأذاقها الأمرين في وضح الزمان على مرأى ومسمع كل العالم، أبى أن ينحني رغم قلة الزاد والعتاد والنصير، رغم كثرة المغريات، حتى انتهى شهيداً وقد أدى ما عليه.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على ييد كبار علماء ومشايخ السنوسية، فدرس اللغة وعوم الشريعة وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، لكنه لم يكل تعليمه على الوجه الذي كان يتمناه.

10- الأخوان رايت

الأخوان رايت

صاحبا أحد أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية، تقديرا لجهودهما العظيمة فقد وضعهما مايكل هارت في الترتيب الثلاثين في كتابه عن أكثر مئة شخصية تأثيرا في تاريخ البشرية.

كغيرهما من المخترعين فقد زعما أنهما كانا يأملان أن الطائرة قد تكون سبباً في منع الحروب، ورغم ذلك فقد أبرما عقداً مع وزارة الحرب الأمريكية لتصنيع أول طائرة حربية!!

التحق الأخوان رايت بالتعليم الابتدائي حتى وصلا للمرحلة الثانوية، لكنهما لم يحصلا على أية شهادات، وكانا مهتمين بالميكانيكا منذ الصغر.

11- مايكل فارداي

مايكل فارداي

 وله العديد من الاختراعات والمآثر العلمية الأخرى منها على سبيل المثال سبائك الفلولاذ المقاوم للصدئ عن طريق زيادة عنصري النيكل والكروم، واكتشاف مركبات كلوريدات الهيدروكربونات، ونحت العديد من المصطلحات العلمية التي لاتزال مستخدمة حتى اليوم نذكر منها: الكاثود – الآنود – الالكترود – العازل الكهربائي وغيرها.

تلقى فارداي تعليماً ضئيلاً في مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وانتهت دراسته النظامية سريعاً بسبب اضطهاد معلمته له مما أثر على صحته فرأت أمه أن صحة ابنها أهم فسحبته من المدرسة، بعدها بفترة عمل صبياً للطلبات الصغيرة عند بائع كتب وكان هذا بمثابة هدية ربانية له، فقد سمح له ذلك بقراءة جميع الكتب التي تقع تحت يده في محل عمله وبدأ بإجراء التجارب البسيطة تطبيقا لما يقرأه، فكان هذا العمل هو بوابته لحقل العلوم الذي عاش في ظلاله لبقية حياته.

12- إيليا أبو ماضي

إيليا أبو ماضي

خير من مثَّل المدرسة الشعرية في المهجر نزعة وتفكيرا ومنهجاً كما عدَّه الكثير من النقاد، فهو الشاعر المجدد الذي امتلأت أشعاره بالرؤى الفكرية والاجتماعية والمشكلات النفسية، دون أن تخرج من دائرة السهولة والوضوح.

نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته المحيدثة سوى الدروس الابتدائية البسيطة، وفي الحادية عشر من عمره توجه إلى الأسكندرية مع عمه لكسب رزقه عن طريق التجارة مخصصاً بعض وقته للمطالعة، وهناك التقى بأنطون الجميل الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة “الزهور” فاُعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشرأولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه إسم ” تذكار الماضي ” وفيه تأثر واضح بأساليب العصر العباسي الشعرية وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر اثنان وعشرين عاماً وقيل أقل من ذلك.

بعدها هاجر إلى الولايات المتحدة وشارك في تأسيس الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وأصدر مجلة السمير التي تحولت لصحيفة يومية وتُعد مصدراً هاماً لأدبه وغيره من شعراء المهجر وقد استمرت بالصدور حتى وفاته.

13- توماس إديسون

توماس إديسون

يُعد إديسون رابع أكثر مخترع إنتاجاً في التاريخ، حيث سُجلت له 1093 براءة اختراع في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، أهمها بالطبع المصباح الكهربائي ومنها أيضاً مسجل الاقتراع الآلي والبطارية الكهربائية ومسجل الموسيقى والصور المتحركة، وقام بتطوير العديد من الاختراعات الأخرى مثل الهاتف والطابعة والمولد الكهربائي والقطار الكهربائي.

لم يتعلم إديسون في المدارس النظامية سوى ثلاثة أشهر، فقد وجده مدير المدرسة طفلاً بليداً بل ومتخلفاً عقلياً، فقامت أمه بمهمة تربيته وتعليمه معاً وكان لها أبلغ الأثر في حياته.

14- جريجور مندل

جريجور مندل

مؤسس علم  الوراثة رغم أنه لم ينل هذا اللقب أثناء حياته، فقد نُشرت أبحاثه عام 1866 إلا أن أحداً لم يلتفت إليها حتى عام 1900 بعد وفاته بستة عشر عاما، إذ نُشرت ثلاث مقالات جديدة لهوجو دي فري وكارل كونكس واريك فون تشارمارك، واعترف العلماء الثلاثة بأعمال مندل وردوا إليه اعتباره، وبذلك ولد علم الوراثة رسمياً عام 1900.

انضم مندل إلى معهد أولموك للفلسفة حيث أتمَّ دراسته التحضيرية في مدة عامين قبل الدخول إلى الجامعة في ظروف معيشية خانقة حالت دون نيله الشهادة الجامعية، بعدها التحق مندل بدير القديس توماس بالنمسا وأصبح قسيساً فخصص أوقات فراغه لدراسة العلوم الطبيعية وأنشأ حديقة اختبارية في الدير الذي كان يقيم فيه، وقام فيها بإجراء تجاربه التي قادت إلى وضع أُسس علم الوراثة.