5 نصائح تضيئ لك الدرب للتخلص من مشاعر التذمر و السخط

أحيانا يعاني الكثير منا بإحباط و ضيق في النفس و يصعب علينا التخلص من حالة الاختناق التي نحس بها .. و بينما أنا أقرأ في كتاب كم حياة ستعيش؟.. أردت أن أشارككم مقال منه يحوي نصائح مهمة للتخلص من هذه المشاعر ..تابعوا..

 ..أن تحيا في عالم ترى بأنه غير عادل فهو أمر مؤسف صعب .. أم يقر في نفسك أن الأرزاق و الفرص، و الخيارات ، تميل لصنف دون آخر و أننا يجب أن نرضى بالقليل من باب قلة الحيلة و اليأس ، لشيئ لا يمكن أن يكون شيئا صائبا.

 مشاعر التذمر و السخط

عندما تجلس يا صديقي و تتذكر أصدقاء الدراسة ، و ندماء الصبا ، و أبناء الحي الذين فرقت بينك و بينهم الأيام ، و ترى أن منهم من ارتقى في سلم الحياة درجات سريعة عالية ، فتمهل قبل أن تصدر حكما سريعا بجفاء الدهر و صلابة الحياة معك ، و لا بمحاباة القدر لهم ، لأن ما تراه ليس بالضرورة الصورة الكاملة !.

إن مداركنا – نحن بني البشر – لها سقف واحد ، و دائما ما نفسر و نحلل الأمور دون أن نلتفت أن فوق كل ذي علم عليم ،و بأن هناك فلسفة في أحكام القضاء و القدر ، و بأن أحكام الله – خيرها و شرها – ليست فعلا عشوائيا – حاشاه- فنتذمر و نرفض ، و ربما بلغ بنا الشطط مبلغا كرهنا معه الحياة ، وشكونا فيه الله ، و امتعضنا من أحكامه التي لا نفهمها.

إذا ما أحببت أن أضيئ لك الدرب ، فلك مني خمس نصائح ...

أولا : آمن بأنه يوجد فصل آخر في الرواية

فصل آخر في الرواية

فأنت لست سنوات عمرك ، ولن يكون الفناء في انتظارك حين تنتهي أنفاسك .. هناك الفصل الأهم في الرواية حيث الآخرة و الحساب و لقاء الله ، هناك سترى الميزان و ستتأكد من أن المؤشر ثابت في المنتصف ، و أن كثيرا من الأمور التي رأيت اعوجاجها في الدنيا ليست كما خيل لك ، و أن رضاك وجميل صبرك و حلمك ، لم يضيعا هباء منثورا فكلها في كفة الحسنات ساكنة ثقيلة .. مؤثرة.

"من يدرك أن ما يملكه يكفيه ، يملك دائما ما يكفيه" .. ! لاوتسو

ثانيا: آمن بأن الصورة ليست كاملة

صورة ليست كاملة

فربما كان عدم توفيقك في عمل تراه خيرا خالصا ، كان شرا لولا ستر الله و منعك من الوصول إليه ، تبكي و تتذمر ، و الله قدر لك الأولى و الأفضل ، عبقرية النبي صلى الله عليه و سلم : تتجلى كاملة و هو يعلمنا الحديث: "اللهم إنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علا م الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه".

ثالثا: فرِق بين الرضا و الطموح

الرضا و الطموح

الرضا أن تشعر بالشكر و الامتنان لله على ما شاء و قدًّر مهما كان ،و الطموح ألا تقصر في الأخذ بالأسباب نحو الوصول للغاية و الحلم و الهدف ،شخص واحد هو الذي يقف على منصة التتويج ،حاول أن تكون أنت هذا الشخص عبر شحن مشاعر الحماس و الهمة و الطموح ، فإذا فعلت ما بيدك و بذلت كل جهدك ،و رغم ذلك لم تقف على المنصة ، فابتسم في رضا عن نفسك و عن ربك ، و تأكد أن الله كتب لك الخير ، و ربما كانت أمامك فرصة أخرى فحاول ثانية ، الطموح هو الذي يقض مضجعك لتعمل  و تفكر و تكدح ، و يطرد من جفينك النوم ، و الرضا هو تلك النسائم الجميلة التي تهب على قلبك لتخبره أن هنيئا لك ما أنت فيه .. مهما كان.

"الخبز مشبع جدا لمن يغمسه في إناء القناعة "  .. محمد عبد الحليم عبد الله.

رابعا: الرزق مسألة نسبية 

الرزق

للأسف في عالمنا المادي الرزق بالنسبة لنا يجب أن يترجم إلى دراهم و دنانير ، ولا نعترف به إلا إذا تحول إلى رصيد في البنك ، و هذا يا هذا ليس ابدا بالشيئ الصحيح !.
لن أسألك السؤال الأثير : بكم تبيعني يدك أو عينك أوأذنك؟ ! ، كي أدلل لك على عظيم ما تملك من نعم و عطايا ، لكنني أؤكد لك أن مشاعر الطمأنينة ، و الراحة ، بل و النوم العميق لا تقدّر بثمن ، و ربما دفع هذا أو ذاك ممن تنظر لحالهم في غبطة – و ربما بحسد – كل ثروته من أجل الإحساس بها نحن نرى الملابس و السيارات و القصور ، و ربما شاهدنا الابتسامة ، و سمعنا الضحكات و القهقهات ، لكننا لا نرى ما في الصدور ، ولا نعلم ما خلف المنظور و المشاهد ، نعم يمتلك شيئا من النعمة ، لكنك تمتلك أنت أيضا منها الكثير ، فقط تحتاج أن تؤمن بذلك كي يكون صحيحا !

خامسا: الله عادل

الله عادل

ربما تكون هذه العبارة  خلاصة ما قلناه ، فالعدل على رأس صفاته –جل اسمه – و تقسيم الأرزاق بيده لم يوكله لأحد ، وبنظره سريعة إلى صفوة خلقه من الأنبياء سترى أنهم ليسوا الأغنى في قراهم فضلا عن عالمهم ، و لم يسلموا من الأذى و الضرر ، وأصابهم من البلاء و الشر الشيئ الكثير ، و مع ذلك هؤلاء لا غيرهم – عليهم السلام – من علمونا مبادئ الرضا و القناعة ، و الشكر.

لأنهم أدركوا جيدا أن ماهم فيه – مع سعيهم لتغييره  للأفضل- ليس ظلما ولا عنادا من القدر ، و إنما مشيئة من الله ، و اختيار من اختباراته سبحانه ، ليرى أنكفر و نتذمر أم نكون من الصابرين الشاكرين.

"قليل من الإدراك السليم ، و قليل من التسامح ، و قليل من المرح ، و سوف تدهش عندما ترى كيف استطعت أن تريح نفسك على ظهر هذا الكوكب ..."
(سومرست موم)



من كتاب : كم حياة ستعيش ؟ .. كريم الشاذلي