من أجل إلقاء قوِّي ومؤثِّر..15 خطأ عليك اجتنابه

التحدُّث بطلاقة وثقة واقتدار، والقدرة على التأثير في الآخرين مهارة يتمنى اتقانها الجميع لدرجة أن أحد الخطباء واسمه دوسكو دروموند يقول: " لو قدّر عليّ أن أفقد كل مواهبي وملكاتي، وكان لي اختيار في أن احتفظ بواحدة فقط، فلن أتردد في أن تكون هذه هي القدرة على التحدث، لأنني من خلالها سأستطيع أن أستعيد البقية بسرعة“.

من أجل إلقاء قوِّي ومؤثِّر، 15 خطأ  وجب عليك اجتنابه

قال صلى الله عليه وسلم، مدلِّلا على أهمية الإلقاء والخطابة: « إن من البيان لسحرًا » (رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما).

حاولت في هذا المقال جمع أبرز الأخطاء وأكثرها شيوعاً  في ممارسة العرض والإلقاء، أدعو كل مهتم بهذا الفن الرائع إلى الحرص على اجتنابها ليرفع من كفاءته الخطابية ويزيد من حجم وقوة تأثيره في الآخرين:

1. سوء اختيار الموضوع: كأن يكون الموضوع غامضاً يصعب فك طلامسه، أو غارقاً في التخصص بما لا يناسب الحضور، أو غير ملائم للمناسبة مثل أن يتحدث أحدهم عن عذاب القبر في حفل زفاف ، أو أن لا يشكل أي أهمية لمستمعيك فتضحي كمن يتكلم الفارسية في مجلس من الصينيين!

موضوع سيء



2. عدم التحضير الجيد للموضوع أو التحدث حول موضوع لست ملماً به أو بحيثياته: والاكتفاء بالسمفونية الخالدة "أنسخ إلصق"، أو التحدث عن الدودة بدلاً عن الفيل لأن ذيل الفيل يشبه الدودة، مما يجعلك عرضة لارتكاب الأخطاء ومصداقيتك عرضة للتشوه ويفقدك احترام من يتابعك ويقطع تواصله معك بالضرورة، إحفظ هذه النصيحة: حضر ثم حضر ثم حضر.

3. عدم التحكم في الوقت: كأن تختار الحديث عن موضوع غير ملائم للوقت المحدد لك، فتتجاوز الوقت المخصص بكثير، أو أن لا تخصص وقتا محدداً لوسائل الإيضاح التي تستخدمها أو أن لا تتقن طريقة استعمالها بالمرة، أو أن تطيل في المقدمة أو الخاتمة أو كلاهما على حساب الموضوع نفسه فيكون عرضك مختلا وفهم مستمعك مشوها أو معتلا!

4. التكلم برتابة والحفاظ على نبرة صوت واحدة طيلة فترة الإلقاء: فلا خفض ولا رفع للصوت، ولا سرعة ولا بطء في الكلام، ولا توقف مدروس أثناء الحديث، ولا عيش مع ما تنسجه من كلمات، الشيء الذي سيشعر الجمهور بالملل ويقتل الرغبة لديه في متابعة ما تقوله.

الألقاء

5. عدم الاهتمام بتنشيط الجمهور وتفاعلهم: يكاد يكون أقوى وأوضح مؤشر على نجاح عرضك هو مدى تفاعل جمهورك معك، لا تزهد أبداً في تنشيط جمهورك والانصات إلى ما يقولون وتحفيزهم على المشاركة (على حسب المقام وصفة المتكلم)، فالمتحدث البارع هو من يتجاوب الجميع مع ما يقول حتى ينهي حديثه!

6. القراءة من السلايد (شريحة العرض) أو الورقة: مما يعطي انطباعاً "قوياً" بعدم تمكنك مما تقول ويحرمك من تفاعل وتواصل الجمهور معك ويجعلك مركزاً على الوسيلة ومهملاً لأمور أكثر أهمية في عرضك.

7. الزهد في التواصل البصري مع الجمهور أو التركيز على جهة معينة دون غيرها أثناء الحديث: يجعل باقي الحضور يشعرون بعدم الاهتمام واللامبالاة، توزيع البصر ليس معناه أن تكون حركتك دائرية بانتظام كحركة الروبوت الآلي، ولكن معناه أن يشعر كل واحد من الجمهور أنك مهتم بوجوده وتخصه وحده بحديثك.

تواصل  بصري

8. سوء استخدام لغة الجسد إفراطاً أو تفريطاً: شل اليدين أو استعمالهما بما لا يتطلبه الموقف، الوقوف غير المعتدل، المكوث في مكان واحد أو كثرة الحركة بدون سبب، يخلق نوعاً من عدم التناسق مع محتوى ما تقول وقد يعطي رسائل سلبية حول شخصيتك ويشوش على متابعيك.

9. الوقوع أسيراً للازمة قولية أو حركية معينة: كقولك (آآآآآ)، (ربما)، (المهم)، (عموما)، (رائع جداً) بمناسبة أو بغيرها وكاستعمالك لحركة معينة مما يفقد معنى هذه الكلمات أو الحركات ويزعج المتلقي وقد يمنح انطباعاً بنقص كفاءتك.

10. أن تدخِّر ابتسامتك ليوم مشمس: والبعض قد يحتفظ بها مهما كانت روعة الطقس أو نوع الفصل، العبوس والتكشير وشد أربطة الحاجبين أمر بالغ السوء، فلا تعتقد أنك إن فعلت ذلك ستنال الاعجاب والتقدير.

ما أؤكده لك أن أحداً لن يقرر البقاء في القاعة من أجل الاستماع لما تقول، أرجوك أن ترسم ابتسامة يتلألأ بها وجهك المشرق الوضيء قبل أن يغادر الجميع!

الإلتسامة

11. أ ن تكون لست أنت: التقليد الأعمى أثناء الإلقاء يفقدك صفة التلقائية ويجعل الآخرين يرون فيك نسخة طبق الأصل لمن تقلده ولا يمنحنوك التقدير الذي تستحق، كن عفوياً ولا تتصنع فمهما كان التصنع فائق الإتقان فإنه يبقى تقليداً وليس الأصل، والناس تحب الأوريجينال ولا تحب المقلد!؟

12. أن يكون هندامك بعيداً عن اللياقة والأناقة والترتيب: تخيل أن شخصاً حضر إلى مؤتمر رسمي بلباس النوم، ما هو الانطباع الذي سيتركه لدى الآخرين؟ الاهتمام بالزي الرسمي أمر أساسي في التواصل مع الآخرين، إن كان لا يهمك ذلك وترى فيه مبالغة، فإن جمهورك يهمه ذلك، وتذكر مقولة من قال: "لباسك يرفعك قبول جلوسك وكلامك يرفعك بعد جلوسك".

13. تقديم الإعتذار والتأسف وبخاصة في بداية حديثك: كأن تقول أنا آسف لأنني لم أحضر الموضوع جيدا، أو تقول أنا أتكلم عن شيء ليس من تخصصي، إذا كان هذا الاعتذار في مستهل كلامك فتأكد أن قطاعاً عريضاً من جمهورك سينصرف عن متابعتك وسيجعلك تبدو غير أهل لإلقاء ما تقول، حتى ولو كان التحضير جيداً وبذلت فيه جهداً مضنياً معتمداً على أحدث المعلومات وأكثرها وثوقية.

الإعتذار

14. عدم التدرب على الإلقاء: لا تجعل أول مرة تلقي فيها موضوعك هي المرة التي تقابل فيها جمهورك، مهما كانت درجة ذكاءك أو روعة قدراتك في الإلقاء فإنك تحتاج الى تمرين مستمر ومتكرر لمعالجة أخطائك وتحسين أدائك، استعمل المرآة، استعن بأقربائك وأصدقائك وامنحهم الفرصة لتقديم ملاحظاتهم على أدائك، استخدم الكاميرا ثم شاهد نفسك وقيم إلقائك، نصيحتي لك هذه المرة هي: تمرن، تمرن، تمرن !

15. عدم السيطرة على الارتباك والتوتر: لا تقلق، فالشعور بالخوف والارتباك هو أمر طبيعي، كلنا كنا نمر بلحظات عصيبة مليئة بالتوتر، غزيرة بالتعرق وحافلة بالمواقف الحرجة، لست وحدك من مر أو سيمر بذلك، ولكن الأهم من ذلك هو: كيف نتعامل مع مواقف مشابهة؟ استرخي، تنفس بعمق، تخيل أمراً إيجابياً، أبعد تفكيرك عن كل ما يسبب لك التوتر والقلق، توضأ، أذكر الله وادعو الله أن يلهمك الصواب والتوفيق.