السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. هل سبق وروادك شعور جيد و رائع عِند سماع بعض الأصوات الغريبة، مثل صوت الورق حين يتصفح أحدهم جريدة أو كتاباً أمامك، صوت التمشيط على الشعر، طي ملابس ربما بشكل معين، همس خافت في أذنيك، أو بكل بساطة تدليك ناعم لفروة رأسك؟
أغلبنا تعرض لهذا الإحساس بشكل أو بآخر في حياته، ولكننا لا نولي للأمر أي أهمية، وأحياناً نخجل ربما من التصريح بذلك مخافة ردود فعل مضادة كالاستغراب!
هذه الظاهرة يطلق عليها اسم الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية Autonomous Sensory Meridian Response المعروفة باسمها المختصر ASMR. وتتمثل في التنميل والوخز الخفيف الذي يتولد في مؤخرة الدماغ ويمتد للعمود الفقري والأطراف، نتيجة التعرض لمؤثرات سمعية وبصرية معينة، فيعطي الإحساس بالمتعة والاسترخاء التام، وهو أمر يختلف من شخص لآخر! فلا تحمل نفس المحفزات التأثير عينه على الأشخاص.
وتوضح بعض الاستقراءات النظرية في الموضوع أن الأشخاص المصابون باكتئاب أو آلام مزمنة يستطيعون أن يظهروا تحسناً مؤقتاً في أعراضهم المرضية، بعد تعرضهم لظاهرة ASMR التي عرفت انتشاراً كبيراً في السنوات الأخيرة على وسائل الإعلام والتواصل المعروفة وفي مقدمتها قناة اليوتيوب، حيث يلجأ العديد من الأشخاص لعيش هذه التجربة الحسية الغريبة والفريدة للتخلص من الضغط اليومي للعمل، التقليل من نوبات القلق أو الخوف، التخفيف من صداع رأسي، الاسترخاء الفوري للمساعدة على النوم بشكل هادئ وطبيعي بدون التعاطي لأي حبوب مهدئة ولا مضادات اكتئاب.
رغم عدم وجود دراسات كلينيكية حاسمة في الموضوع لحد الآن، من أجل وضع تفسير عِلمي دقيق لتلك الأحاسيس المتولدة كردود فعل عصبية طبيعية تجاه محفزات صوتية أو مرئية، ولم قد تختلف ردود الأفعال هذه من شخص لآخر وحسب نوعية المحفز، في حين لا يتأثر البعض بأي منها! فقد قام بعض العلماء بخطوة أولية لدراسة الموضوع.
في شهر مارس/آذار لهذه السنة قام عالما نفس من جامعة سوانسي Swansea بالمملكة المتحدة بإصدار أول مطبوع علمي في هذا الشأن، بناءً على استبيان على موقع Qualtrics شارك فيه ما يقارب خمسمئة شخص متطوع من أنحاء العالم تتراوح أعمارهم بين 18 و 54، ذكور وإناث أغلبهم من مرتادي مجتمعات الإيسمَار على موقع رديت Reddit.
توصل هذان العالمان من خلال قاعدة البيانات التي تم تجميعها إلى أن من أشهر المثيرات الصوتية المبحوث عنها، نجد الهمس الخافت والحركات البطيئة والمدروسة، وأن أغلب من يتجهون لمشاهدة فيديوهات الإيسمَار يبحثون أساساً عن طرق للاسترخاء وتحسين المزاج ووسيلة مساعدة على التغلب على الأرق.
كما أشارت الدراسة إلى الاهتمام الإعلامي العالمي المتزايد بهذه الظاهرة، ومساهمة وسائل الإعلام الاجتماعية التواصلية في انتشارها كثقافة قائمة بذاتها. والغريب في الأمر أن نسبة من الأشخاص الذين كانوا موضوعاً لهذه الدراسة أبلغوا أيضاً عن حالة غريبة أخرى يعيشونها تسمى Synesthesia أو الشعور المنفصل؛ وهي الحالة الحسية التي تتولد عن تنشيط إحساس معين مختلف تماماً عن العامل المحفز له، مثل ربط لون ما بمذاق معين أو يوم من أيام الأسبوع!
طبعاً يبقى هذا البحث محدوداً وناقصاً لعدم تمكنه من الإجابة على الكثير من التساؤلات في الموضوع التي ستبقى مفتوحة لحين صدور نتائج أبحاث علمية أخرى. لذا فقد أعرب القائمون على هذه الدراسة عن رغبتهم في الاستمرار في إجراء بحوث أخرى في هذا الشأن مستقبلاً على أوسع نطاق وباعتماد طرق وتقنيات علمية أكثر فعالية.
غرائب الإيسمَار ASMAR
تخيل أن تمضي ما يقارب الساعة أو النصف في مشاهدة شخص غريب يقوم بحركات روتينية بطيئة ومملة أو يُصدر أصواتاً غريبة كالخدش على قطعة معدنية! سيدهشك الكم الهائل للمشتركين في قنوات اليوتيوب الذين يفعلون ذلك بشكل يومي لما يولده لديهم من شعور بالراحة ونوع فريد من دغدغة المشاعر والأحاسيس تصل حد الدخول في حالة ما من النشوة الدماغية، فهناك من يشعر بالاستمتاع فقط لمشاهدة شخص يمضغ العِلكة! أو يأكل لفافات السوشي !!!
غير أن الأمر تطور كثيراً بين جماهير الإيسمَار، ولم يعد مقتصراً على المحفزات الصوتية والمرئية، بل امتد ليلعب على عامل التخيل لدى المتابعين، حيث أبدع فنانوه ASMRtist في لعب أدوار متنوعة والجمع بين المحفزات المختلفة في الفيديو الواحد، ووضعها في إطار إبداعي أشبه ما يكون بالسينمائي، وهم في ذلك يتنافسون في الخلق و الإبداع، فمن كان من عشاق ستار ورز Star Wars أو وصلته حمى هذه الملحمة السينمائية مؤخراً قد يستهويه إطلاق العنان لمخيلته في هذا الفيديو عن السفر خارج مجموعتنا الشمسية!
وهناك من تمكن من خلق قاعدة متابعين كبيرة من خلال تلبية طلباتهم الخاصة التي تكون أحياناً شبه مرضية أو تتسم بالغرابة فوق العادة، كالتكلم بلكنة معينة أو لعب شخصية خيالية مرعبة. كما يفضل البعض الآخر مشاهدة فيديوهات عن العناية الشخصية على طريقة ASMR كطلاء الأظافر، قص الشعر، التزين أو الحصول على جلسة تدليك.
هناك جانب مظلم لكل شيء طبعاً، وتتلقى الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية ASMR كغيرها من الموجات، انتقادات عدة؛ حيث ينظر للفيديوهات المصورة كنوع من التنويم بالإيحاء أو برمجة لغوية سلبية، وأغلب الاتهامات الموجهة تنصب في خانة التهييج الحسي المفتعل غير الأخلاقي والذي يولد إدماناً عند البعض. كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده كما يقال، وفي الحقيقة لا يوجد تفسير منطقي للعدد المهول لقنوات اليوتيوب المتخصصة في هذا الشأن، غير أنني لا أرى ضرراً واضحاً في تجربة هذا الشعور بين الفينة والأخرى من أجل الاسترخاء و-لم لا- المساعدة على النوم!
المصدر : أراجيك
أغلبنا تعرض لهذا الإحساس بشكل أو بآخر في حياته، ولكننا لا نولي للأمر أي أهمية، وأحياناً نخجل ربما من التصريح بذلك مخافة ردود فعل مضادة كالاستغراب!
هذه الظاهرة يطلق عليها اسم الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية Autonomous Sensory Meridian Response المعروفة باسمها المختصر ASMR. وتتمثل في التنميل والوخز الخفيف الذي يتولد في مؤخرة الدماغ ويمتد للعمود الفقري والأطراف، نتيجة التعرض لمؤثرات سمعية وبصرية معينة، فيعطي الإحساس بالمتعة والاسترخاء التام، وهو أمر يختلف من شخص لآخر! فلا تحمل نفس المحفزات التأثير عينه على الأشخاص.
وتوضح بعض الاستقراءات النظرية في الموضوع أن الأشخاص المصابون باكتئاب أو آلام مزمنة يستطيعون أن يظهروا تحسناً مؤقتاً في أعراضهم المرضية، بعد تعرضهم لظاهرة ASMR التي عرفت انتشاراً كبيراً في السنوات الأخيرة على وسائل الإعلام والتواصل المعروفة وفي مقدمتها قناة اليوتيوب، حيث يلجأ العديد من الأشخاص لعيش هذه التجربة الحسية الغريبة والفريدة للتخلص من الضغط اليومي للعمل، التقليل من نوبات القلق أو الخوف، التخفيف من صداع رأسي، الاسترخاء الفوري للمساعدة على النوم بشكل هادئ وطبيعي بدون التعاطي لأي حبوب مهدئة ولا مضادات اكتئاب.
رغم عدم وجود دراسات كلينيكية حاسمة في الموضوع لحد الآن، من أجل وضع تفسير عِلمي دقيق لتلك الأحاسيس المتولدة كردود فعل عصبية طبيعية تجاه محفزات صوتية أو مرئية، ولم قد تختلف ردود الأفعال هذه من شخص لآخر وحسب نوعية المحفز، في حين لا يتأثر البعض بأي منها! فقد قام بعض العلماء بخطوة أولية لدراسة الموضوع.
في شهر مارس/آذار لهذه السنة قام عالما نفس من جامعة سوانسي Swansea بالمملكة المتحدة بإصدار أول مطبوع علمي في هذا الشأن، بناءً على استبيان على موقع Qualtrics شارك فيه ما يقارب خمسمئة شخص متطوع من أنحاء العالم تتراوح أعمارهم بين 18 و 54، ذكور وإناث أغلبهم من مرتادي مجتمعات الإيسمَار على موقع رديت Reddit.
توصل هذان العالمان من خلال قاعدة البيانات التي تم تجميعها إلى أن من أشهر المثيرات الصوتية المبحوث عنها، نجد الهمس الخافت والحركات البطيئة والمدروسة، وأن أغلب من يتجهون لمشاهدة فيديوهات الإيسمَار يبحثون أساساً عن طرق للاسترخاء وتحسين المزاج ووسيلة مساعدة على التغلب على الأرق.
كما أشارت الدراسة إلى الاهتمام الإعلامي العالمي المتزايد بهذه الظاهرة، ومساهمة وسائل الإعلام الاجتماعية التواصلية في انتشارها كثقافة قائمة بذاتها. والغريب في الأمر أن نسبة من الأشخاص الذين كانوا موضوعاً لهذه الدراسة أبلغوا أيضاً عن حالة غريبة أخرى يعيشونها تسمى Synesthesia أو الشعور المنفصل؛ وهي الحالة الحسية التي تتولد عن تنشيط إحساس معين مختلف تماماً عن العامل المحفز له، مثل ربط لون ما بمذاق معين أو يوم من أيام الأسبوع!
طبعاً يبقى هذا البحث محدوداً وناقصاً لعدم تمكنه من الإجابة على الكثير من التساؤلات في الموضوع التي ستبقى مفتوحة لحين صدور نتائج أبحاث علمية أخرى. لذا فقد أعرب القائمون على هذه الدراسة عن رغبتهم في الاستمرار في إجراء بحوث أخرى في هذا الشأن مستقبلاً على أوسع نطاق وباعتماد طرق وتقنيات علمية أكثر فعالية.
غرائب الإيسمَار ASMAR
تخيل أن تمضي ما يقارب الساعة أو النصف في مشاهدة شخص غريب يقوم بحركات روتينية بطيئة ومملة أو يُصدر أصواتاً غريبة كالخدش على قطعة معدنية! سيدهشك الكم الهائل للمشتركين في قنوات اليوتيوب الذين يفعلون ذلك بشكل يومي لما يولده لديهم من شعور بالراحة ونوع فريد من دغدغة المشاعر والأحاسيس تصل حد الدخول في حالة ما من النشوة الدماغية، فهناك من يشعر بالاستمتاع فقط لمشاهدة شخص يمضغ العِلكة! أو يأكل لفافات السوشي !!!
غير أن الأمر تطور كثيراً بين جماهير الإيسمَار، ولم يعد مقتصراً على المحفزات الصوتية والمرئية، بل امتد ليلعب على عامل التخيل لدى المتابعين، حيث أبدع فنانوه ASMRtist في لعب أدوار متنوعة والجمع بين المحفزات المختلفة في الفيديو الواحد، ووضعها في إطار إبداعي أشبه ما يكون بالسينمائي، وهم في ذلك يتنافسون في الخلق و الإبداع، فمن كان من عشاق ستار ورز Star Wars أو وصلته حمى هذه الملحمة السينمائية مؤخراً قد يستهويه إطلاق العنان لمخيلته في هذا الفيديو عن السفر خارج مجموعتنا الشمسية!
وهناك من تمكن من خلق قاعدة متابعين كبيرة من خلال تلبية طلباتهم الخاصة التي تكون أحياناً شبه مرضية أو تتسم بالغرابة فوق العادة، كالتكلم بلكنة معينة أو لعب شخصية خيالية مرعبة. كما يفضل البعض الآخر مشاهدة فيديوهات عن العناية الشخصية على طريقة ASMR كطلاء الأظافر، قص الشعر، التزين أو الحصول على جلسة تدليك.
هناك جانب مظلم لكل شيء طبعاً، وتتلقى الاستجابة الزوالية الحسية الذاتية ASMR كغيرها من الموجات، انتقادات عدة؛ حيث ينظر للفيديوهات المصورة كنوع من التنويم بالإيحاء أو برمجة لغوية سلبية، وأغلب الاتهامات الموجهة تنصب في خانة التهييج الحسي المفتعل غير الأخلاقي والذي يولد إدماناً عند البعض. كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده كما يقال، وفي الحقيقة لا يوجد تفسير منطقي للعدد المهول لقنوات اليوتيوب المتخصصة في هذا الشأن، غير أنني لا أرى ضرراً واضحاً في تجربة هذا الشعور بين الفينة والأخرى من أجل الاسترخاء و-لم لا- المساعدة على النوم!
المصدر : أراجيك
لا تنسى مشاركة الموضوع مع أصدقائك
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات