هل تؤمن أنك يوما ما ستكون محترفا ؟ .. إذن فقد حان الوقت لذلك ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. كُلُّنا يرغب في أن يكون يوماً ما محترفاً، لكن هذا الأمر ليس سهلاً على الإطلاق و يطلُبُ جُهد و تضحيات كثيرة، و الأهم من ذلك يطلُبُ الإلمام بقوانين النجاح الكونيّة و التي وضعها الله سبحانه و تعالى للأشخاص الذين لديهِم الإرادة للنجاح.

لقد كثُرَت المدوّنات التي تتحدّث عن الإحتراف و صار كُل من هبّ و دبّ يتكلّم عن الإحتراف، فصار هناك محترف معلوميّات و حماية، محترف تصميم و محترف برمجة، و غير ذلك ..

هناك من يؤمن أن الإحتراف يأتي من الكاريزما أو المظهر أو حتى من الديبلومات و الشهادات الدراسيّة، إلاّ المحترف هو أكثر من هذا بكثير، فالمحترف ليس أبداً صاحب الشهادة، الكاريزما أو التقوى، و هناك تخصُّص للإحتراف فيه فلا يوجد من هو محترف في كلِّ المجالات لذلك فنحن نحتاج لبعضنا البعض كي نتمكّن من إنجازِ الأعمال الكبيرة .. تابعوا معي بقية المقال مع الخطوات التي ستأخذ بيدك في طريق الإحترافية..

الإحتراف

قبل الإسهاب في التحدث عن الاحترافية و المحترفين أردت أن أبرز 3 قواعد أساسية في التعلم عليك وضعها نصب عينيك ..

* النضج

النضج

إن النضج قضية أساسية في التعلم فمن المستحيل أن ينطق طفل في الأسبوع الأول من عمره، كما أنك لا تستطيع تعليم طفل المشي وعضلاته غير قادرة على خدمته في مهمة كالتي أوكلتها له، ومن ما قرأت دراسة قاما بها طومسون و جيزل على توأمين قدرتهما على الحبو واحدة، وكان المطلوب من التوأمين الصغيرين اللذان عمر كلً منها 46 أسبوعاً، صعود سلم. تلقى الطفل تدريبات على صعود السلم لمدة 6 أسابيع 10 دقائق يومياً. و صل معدل سرعته في الصعود 26 ثانية. ثم تم تدريب الطفل
على صعود السلم عن عمر 53 أسبوعاً. خلال أسبوعين 10 دقائق يومياً. فوجدا الباحثان أن الطفل يصعد في 10 ثوان.

* الدافع

الدافع

الدافعية هي ببساطة طاقة الشغف لدى الإنسان ومن الطرق التي تعلمتها و جربتها لزيادة الدافعية
"الإكتشاف أو التجرية" تخيل معي أنك تلعب لعبة ممتعة ثم أنهيتها ثم أعدت اللعب مرة أخرى، كررت اللعبة حوالي 23 مرة، ثم ألزمتك بأن تلعبها 40 مرة آخرى فوراً بدون شك ستنخفض دافعيتك و ستهبط لمستوى متدني جداً وذلك بسبب التكرار الممل الذي لم تنتفع منه لا ببلح ولا رمان، ومن أهم الوسائل لزيادة الدافعية هي تجربة أشياء جديدة، قد يقول البعض لن أنتقل للمستوى التالي حتى أتقن المستوى السابق، أقول نعم لا بأس بذلك، تذكر معي تلك اللعبة الممتعة أنت بالتأكيد لم تكن تسعى للوصول لمستوى محترف بل كنت تلعب كهاوي لا أكثر، ووصلت فعلاً لمستوى هاوي و لا زلت تفعل الآمور ذاتها، فغير من نيتك و غايتك.

 ردد "لن أكتفي بالممارسة كهاوي بل أن أمارس حتى آصبح محترفاً" وفي حالة الفشل تجد أن البعض يقول "إذا فشلت حاول مرة آخرى" بل أقول جرب الأمر بطريقة مختلفة مثلاً "إذا فشلت بضرب المسمار بيدك فجرب ضربه بالمطرقة" حاول بأساليب جديدة.

* الممارسة

الممارسة

الممارسة هي لبّ التعلم لكن ضع في عقلك أنه طالما لم يحدث تطور في الأداء فالتعليم لم يحدث، مثال"طلبت منه أن يمشي لمدة ساعتين، لكن المفاجأة أنه كان يمشي عاريا القدمين” بذلك لم يتعلم صاحبنا تعلماً صحيحا، و الممارسة الصحيحة هي الممارسة الموجهة والتي يلاحظ منها تغير في الأداء، حاول دائما تجربة الأشياء بطرق مختلفة حاول زيادة سرعة الأداء، حاول جعل الأداء متقناً وفي نفس الوقت لا تسعى للكمال، راجع قاعدة 10000 ساعة من الممارسة.

... و الآن لنمض في صلب الموضوع مع أهم أسرار و صفات المحترفين ...

1- لا يملّون من الأخطاء

الممارسة

بدأت بالتكرار لأنه بالفعل هو السرّ الذي يفرّق بين المحترفين و الهُواة، فالمحترفين يخطؤون و يخطؤون طوال الوقت و هذا ما يجعلُهُم طاقة لا تتوقّف حتى يحقّقُوا الإنجازات العظيمة و بالتالي تجدُهُم دائماً في أعلى القائمة.

2- القراءة باستمرار

القراءة باستمرار

تكرار قراءة الكُتُب و السماع للمحاضرات نفسها يزيد من قدرة إستيعابها و كُن على يقين أنك لن تفهَم أي كتاب بقرائته لمرة واحدة أو فهم درس فيديو بمشاهدته مرة واحدة بل عليك بتكرار العمليّة عدة مرّات و هذا سرّ من أسرار المحترفين... 

لهذا تجدُهُم دائماً في قراءة مستمرة فالقراءة تُقوّي عضلات الدماغ و تجعلُك أكثر نباهة و حنكة و احترافاً من أي شخص آخر في نفس مجالِك، و كلما قرأت أكثر الكُتُب التي كتبها الناجحون في مجالك صرت من أقوى الأشخاص في ذلك المجال.

3- حُبّ اكتشاف الجديد دائما

اكتشاف الجديد

الشيء الذي يُميِّزُ المحترفين أنّهُم دائماً في بحث عن جديد المعرفة و تجدُهُم دائماً مستعدين لتغيير قناعاتِهِم و عاداتِهِم القديمة التي لا تتناسقُ و قيَمِهِم و طريق نجاحِهِم.

لذلك لا تتردّد في وضع برنامج قراءة يومي، ستجدُ صعوبة في بداية الأمر لكن مع الممارسة سيتحوّل هذا النشاط لعادة تماماً كارتداء الملابس قبل الخروج للشارع !

4- منظمين في تحقيق أهدافِهِم

منظمين في تحقيق أهدافِهِم

المحترفين يلتزمون بوضع أجندة خاصة بهم تنظم مواعيدهم و أوقات أعمالِهِم فتجدهُم منظمين حتى في تحقيق أهدافِهِم لذلك هُم دائماً في تقدُّم، فيضعون أوقات محددة للراحة أيضاً لأن الراحة بالنسبة لهُم أيضاً نشاط فبدونها لن يتمكّنوا من تطوير ذواتِهِم و تجديد طاقتهم.

احرِص أشد الحرص على كتابة كل مواعيدك و أوقاتِها في الأجندا مع كتابة الأهداف، كل الأهداف، قبل بدأ العمل فيها، ستلاحظ أنك صرت أكثر واثقاً في نفسك و صرت تحقّق الأهداف تلو الأهداف.

5- الثِّقَة بالنفس

الثِّقَة بالنفس

دون الثقة في النفس لن نحقّق أي شيء فالأشخاص الفاقدين لثقتهم في ذواتِهِم هم أشخاص يجرون وراء الرياح و ليس لديهم أي رؤية واضحة عن حياتِهِم، لذلك فتنمية الثقة بالنفس هي أوّل ما عليك التفكير فيه إن أردتَ أن تصبح محترفاً بالفعل !

6- الاحترافية في تكوين العلاقات 

 تكوين العلاقات

العلاقات هي أهم ما يتميّزُ به المحترف، فنحن في هذا العالم لن نستطيع عمل كل شيء نريده وحدنا و سنحتاج للآخرين عاجلاً أم آجلاً، لذلك لا تتردّد في مساعدة الآخرين على بلوغ أهدافِهِم و ستتمكّن بذلك من طلب يد المساعدة منهُم، لأن الناس عموماً لديهم فكرة خاطئة حول أن علينا أن نأخُذ أوّلاً كي نعطي لكن المحترف لديه معادلة مقلوبة تماماً، فيعطي أوّلاً دون نيّة الأخذ، فيجازيه الله من حيث لا يحتسب..!!

كُن صادقاً في علاقاتك و ابتعِد عن المجاملين، عامِل والِدَيك باحترام و تقدير و لا تأخُذ نصائحهما خصوصاً في مجال أعمالِك، لكن عامِلهُم بِوِد.

7- التركيز على مَهارة واحِدة

التركيز على مَهارة واحِدة

في الغالب سبب فشلِنا هو مهارة واحدة تقف بيننا و بين النجاح، كضعف مهارة التسويق أو الإلقاء، لذلك إبحث عن المهارة التي تقفُ حاجزاً بينك و بين النجاح و إن تعلّمتَ هاته المهارة صِرتَ محترفاً و تسلّقتَ سُلَّم النجاح بإذن الله.

8- الأخلاق ثم الأخلاق

الأخلاق

الأخلاق ثم الأخلاق، هي أهم شيء يجب على كل محترف أن يتّصف بها فكُل الشركات و المنظمات تبحث عن أصحاب الأخلاق الحسنة لأن هؤلاء الناس هم الأقل في كل مجتمع و الأخلاق تعني إحسان التصرُّف و التواصُل مع التسامُح فالأشخاص الذين لا يُسامِحُون لن يستطيعوا صعود جبال النجاح، إحرِص أن تُسامِح كُل من ظلمك من قبل و كل من أساء لك و ستُلاحِظُ أن الحمولة قد خفّت و أن تفكيرك صار أكثر رقيّاً.

ثم تأتي الصّراحة، فالصّراحة هي التي مكّنت عدة أشخاص من الولوج لوظائفهم و إنشاء شركاتِهِم العملاقة، فالكاذب عكس الصادق يمارس مجهود هائل كي يتذكّر أكاذيبه بينما الصادق فهُو صريح و لا يجيدُ فنون المراوغة التي لا تزيد الإنسان إلّا تعاسة.


لا تنسى مشاركة الموضوع مع أصدقائك كي نساهم جميعا في التغيير  :)