اكتشاف هرمون يساعدك على التخلص من العادات الغذائية السيئة ..!

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، هل تعلم أنه هناك عدة  أسباب  تدفع الشخص إلى الإفراط في تناول الطعام . فالبعض يُفرط في تناول الطعام بسبب التوتر أو الإحباط أو السخط  ، وقد يأتي هذا الشعور نتيجة للقلق أو زيادة العمل أو بسبب المشاكل المختلفة ،  ونفس الشيء بالنسبة للسكريات والكحول ..


 وهناك من يُفرط في تناول الطعام فقط لأن المعدة غير ممتلئة وهناك من تعوّد على الإفراط في تناول الطعام ولا يستطيع التخلص من عادته. كما أن هناك من لا يسير على نظام غذائي محدد فتجده دائماً أمام الثلاجة يبحث عن كل ما لذ وطاب من الأطعمة.

فعندما تشعر بالتخمة وامتلاء المعدة السريع بعد تناولك للحلوى او شربك للكحول فهذا قد يكون رسالة من كبدك لك, فبحسب دراستين نشرتا في مجلة Cell Metabolism فان الكبد مسؤول عن انتاج هرمون FGF21 ” fibroblast growth factor 21″ والذي يلعب دورا مهما في عملية تنظيم تناول الطعام والشهية وان الاختلاف في تسلسل جينات FGF21 لدى البشر.
قد يكون FGF21  هو المسؤول عن تفاوت واختلافات الشهية لدى البشر وتفضيلهم لانواع محددة من الطعام دون غيرها, فقد قامت الدراستين بتسليط الضوء على هرمون FGF21 وكيف يعمل.

حيث إن FGF21 في الكبد هو نوع رد فعل الجسد عند ارتفاع مستوى الكاربوهيدرات في الدم، فيقوم الكبد بإرسال إشارة إلى الدماغ ليقوم بقمع الشهية للحلوى. 



 اجري باحثون دراسة على مجموعتين من الفئران، إحدى المجموعتين حقنت بهرمون FGF21، والأخرى لم تحقن. حيث أكلت الفئران المحقونة بالهرمون الغذاء الحاوي على السكريات بنسبة اقل 7 مرات من المجموعة الضابطة.

 لاحظوا ان الكبد ينتج هذا الهرمون ويفرزه لمجرى الدم كاستجابة لتناول الجسم للسكر، فيقوم بقمع الشهية اتجاه السكر من خلال تاثيره على الجهاز العصبي المركزي ومنطقة ما تحت المهاد ومناطق في الدماغ هي المسؤولة عن تناول الطعام وتوازن الطاقة في الجسم.


إضافة إلى التجارب على الفئران العادية، أجريت دراسة أخرى على نوعين من الفئران المعدلة وراثياً، فئران لم تنتج هرمون FGF21 إطلاقا، وفئران أنتجت الهرمون ب500 مرة أكثر من الإنتاج الطبيعي للهرمون. 

وبنفس طريقة الاختبار السابق أعطيت الفئران نظامي غذاء، نظام طبيعي ونظام يحوي على نسب عالية من السكر، فالفئران التي تفتقر لهرمون FGF21 أكلت المزيد من السكر وبكميات كبيرة فوق المعتاد، أما الفئران التي تفرز مستويات عالية من هرمون FGF21  تناولت كميات قليلة من السكر.

فهرمون FGF21 يمنع الشهية ويقلل من امتصاص السكر عند الفئران، لكن لا يؤثر على استهلاك الكاربوهيدرات المعقدة أو البروتين أو الدسم، كما يؤثر بنسب مختلفة على أنواع السكر المختلفة مثل (سكروز،سكر الفواكه، الجلوكوز).


ويقول لوكاس بوندورانت احد أعضاء فرق البحث “يمكن من خلال هذا الهرمون تقليل الحساسية من الأنسولين”. وألان وبعد دراسة هرمون FGF21 يمكننا مساعدة الأشخاص الذين لا يعرفون متى يتوقفوا عن تناول السكر، وكذلك المصابين بمرض السكري.

وفي دراسة مماثلة في جامعة المركز الطبي، جنوب تكساس، خرج الباحثون بنتائج مماثلة لقمع شهية الفئران عن الحلويات، من خلال دراسة FGF21 في الفئران والقردة، ووجدوا إن هذا الهرمون يقلل من استهلاك الفئران للماء المخلوط بالكحول، فمن الممكن معالجة الأشخاص المدمنين على الكحول باستخدام هذا الهرمون.

كما وجدت دراسة من نفس الجامعة إن الفئران التي تمتلك مستويات مرتفعة من هرمون FGF21 أظهرت انخفاض في مستويات هرمون الدوبامين الذي يلعب دور محوري في مكافأة السلوك. وقال ستيفن كليور عالم الأحياء الجزيئية والصيدلة في جنوب الولايات المتحدة : إن النتائج تشير إلى احتمالية تأثير هرمون FGF21 في تفضيلات المواد الغذائية ومكافأة السلوك لدى البشر، وبذلك يمكن استخدامه كعلاج لإدمان الكحول.

وفي دراسة اخرى قامت بها جامعة تكساس اشرف عليها كل من Steven Kliewer و David Mangelsdorf  وقاموا فيها باختبار عمل نفس الهرمون في كل من الفئران والقردة. فوجدوا ان له القرود التي تم اعطاءها الهرمون فقدت القابلية لتناول الماء المحلى، او الكحول في المقابل لم يؤثر ذلك على قابليتهم اتجاه الطعم المر او الاحماض الذهنية.


لم نفهم بشكل كامل ما هو الغرض من هرمون FGF21 في الحيوانات، هل هو لتحسين نوعية النظام الغذائي بشكل ما أو ليكون كدرع للدفاع يحمي الكبد من الاستهلاك المفرط للمواد الضارة، لكن من الممكن إجراء دراسات أخرى على هذا الهرمون لتساعدنا في فهم أفضل له، وتحسين صحتنا على اثر ذلك.

وفي دراسات علم الوراثة البشرية ربطت هرمون  FGF21 بخصائص تفضيل المواد الغذائية ، فتبين ان الهرمون يؤثر على السلوك من خلال العمل على الجهاز العصبي المركزي. والسيطرة على الشهية.

وافترضت الدراسات ان وظيفة الهرمون الاساسية قد تدور حول: تحسين نوعية النظام الغذائي, والتحكم بكميات السكر المتناولة, ومساعدة الكبد على ان يحمي نفسه من الكحول الزائدة.

وكل الدلائل اشارت الى كون هرمون  FGF21 يمنع الافراط في السكر، وقد يمكن هذا الاكتشاف من ان يتم اجراء المزيد من البحوث، بهدف تسخير FGF21 لبعض الفوائد العلاجية في حالات السمنة او السكري من النوع الثاني.



إذا اعجبك الموضوع لا تنس مشاركته مع زملائك لتعم الفائدة