إن نجاحنا قائم على المبادئ ..تعرف على المبادئ الأساسية التي يجب تغيير نمطنا الداخلي إليها !

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. قد يختلف الناس في تعريف المبادئ أو إظهارها أو تحقيقها ، و لكنهم جميعا متفقون على وجودها.
 نريد أن نضع إشارات للنموذج المستهدف الذي نبغي تغيير نموذجنا إليه ، لنقول : إن نجاحنا قائم على المبادئ ، و يمكن أن تحصل منه على السعادة التي هي متعة النجاح ، و نحن نعلم أن هذه السمات يقبلها العقل والقلب المسلم ببساطة ، لأنها هي نفسها سمات علاقته بربه ، و رغم ذلك فإننا نقدمها لأي عقل و أي قلب منصف مهما كان دينه و كانت فلسفته أو كان توجهه في الحياة ..

السعادة الحقيقية

 نقدمها كمسودة حوار نلتقي عليها ، قد نتفق و قد نختلف على بعضها ، و لكن سنظل نتفق على أن تلك المبادئ التي يجب تغيير نمطنا الداخلي إليها لابد لها من سمات أساسية نتفق عليها ... 

و فيما يلي 7 مبادئ أساسية علينا معرفتها لنحقق هذه الغاية..

أولا : مبادئ ربانية 

مصدرها الله تعالى ، خالق الكون و الإنسان . فمهما اختلفنا في أي زمان أو مكان ، في أي فلسفة أو تفكير ، في أي سلوك بين البشر و لو حتى الملحدين ، فإن هناك نداء داخلنا لا نستطيع إسكاته يقول لنا : (إن للكون إله) .

فالمبادئ أساسا ربانية المصدر فنقول و نؤكد إن أي مبدأ صادر عن بشر لابد أن نزنه بميزان الوثائق السماوية التي بين ايدينا.. فلا يصح أن نقول "إن المبادئ لا علاقة لها بأي دين أو عقيدة ".

إن المبادئ تقاس على المصادر الربانية ، فما خالف هذه المصادر فهو مبدأ مرفوض بغض النظر عمن صدر منه أو ما هو أثره.. وكون الغاية العليا من المبادئ هي رضى الله فإنها مبادئ لا تتغير بسبب غضب أو رضى ، ليست مبادئ مؤقتة بالمصلحة ثم تتبدل ، إنما هي مبادئ ثابتة.

ثانيا : مبادئ إنسانية 

رغم أن هذه المبادئ ربانية المصدر إلا أنها إنسانية التوجه ، فيجب أن تتعامل مع البشر بكل ما فيهم ، و كونها ربانية يطمئننا أنها إنسانية ، لأن الله هو الذي خلق الإنسان و يعلم ما يصلحه و ما يفسده ..

فليست هي أخلاق آلهة إغريقية رغم فسادها ، أو أخلاق ملائكة معصومين من الخطأ ،و ليست كذلك أخلاق شياطين أو حيوانات دنيئة.

فإن الإنسان له سمات مختلفة تماما عن هؤلاء جميعا ، فهو ليس إله أو ملاك أو جن و لا حيوان ، و لكنه مكرم .. و من خلال هذه النظرة الربانية للإنسان أنزل عليه المبادئ الإنسانية التي تناسبه .

ثالثا : مبادئ واقعية 

فهي مبادئ تراعي ظروف الإنسان و فطرته وطبيعته البشرية ، فهي مبادئ لا تقل له : "من ضربك على خدك الأيمن ، فأدر له خدك الأيسر ".
فمثلا لا تحلق في سماء من التسامح لا يستطيع أن يصل إليها بشر ، بل تقر القصاص و تجعله ميزانا لقيام الحياة و استمرارها..                                                                                                       
و لا تدعو إلى الذل ، بل تلح على المظلوم أن يسعى لرفع الظلم عن نفسه و لا يستكين..
و تأمر المظلوم بالصبر ، و لكن تتغاضى عن انفعاله عند رد المظلمة و لو بشكل غير لائق.
و هكذا فإن ذلك مثال لواقعية المبادئ التي نطالب بها ، و التي يمكن أن نغير إليها نموذجنا الإدراكي.

رابعا : مبادئ شاملة 

فهي مبادئ لابد أن تستوعب الزمن كله ، فلا تأتي لزمن دون زمن ، و تستوعب الحياة كلها فلا تختص بالجانب الاقتصادي مثلا و تترك الساسة يديرون مبادئ سياستهم حسب الحاجة وعلى مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) ... و تتوعب الإنسان كله ، جسده وروحه في كل مراحل حياته ،و لا تفرق بين إنسان و إنسان بسبب لونه أو جنسه أو دينه.

خامسا : مبادئ متوازنة 

فهي تعطي العقل حقه والقلب حقه و الجسم حقه ، بل تعطي الإنسان حقه و الكون و البيئة من حوله الحق الكامل ، كما تعطي الفرد حقه و المجتمع حقه ، و لايطغى واحد على الآخر .. شعارها :
مبادئ لا تهتم بحرية الفرد على حساب حرية الآخرين ، بل تضع أطرا للحريات يقف عندها كل واحد ، فلا يتعدى بحريته إلى حرية الآخر.
مبادئ لم تأت فقط لتنظيم العلاقة بين الناس ،و لكنها اهتمت كذلك بالعلاقة مع الله .. فلا تطغى الإنسانية مثلا على الربانية أو العكس.

سادسا : مبادئ ثابتة 

إنها مبادئ راسخة كالجبال ، دائمة دوام السماوات و الأرض ، خالدة خلود مصدرها الرباني ، فهي مبادئ لا تتغير  -  كما قلنا – بسبب مصلحة أو غضب أو رضا ، و أيضا هي ثابتة لأنها إنسانية تتعامل مع الإنسان بكل ما فيه ، فلا تحلق به إلى سماوات لا يستطيع الوصول إليها فيحتاج إلى أن يغيرها ، فهي ثابتة لأنها واقعية لاتصادم العقول السليمة ولا الفطر المستقيمة ، وهي ثابتة لأنها شاملة فلا تحتاج إلى ترقيع أو استبدال ، وهي ثابتة لأنها متوازنة لا تجور على الطرف الآخر فتعطي كل ذي حق حقه..

سابعا : مبادئ مرنة 

ورغم أنها ثابتة فإنها تجمع مع ذلك الثبات مرونة تجعلها متوازنة ، بل إن من أوضح مظاهر التوازن أن تلك المبادئ تجمع بين الثبات و المرونة بمعنى القابلية للتطور ، و ذلك في تناسق مبدع يمكن جمعه في قاعدة ( الثبات فيما يجب أن يخلد و يبقى و المرونة ( التطور) فيما ينبغي أن يتغير أو يتطور.  


لا تنسى مشاركة الموضوع مع أصدقائك كي تعم الفائدة