تعرف على قصة طالب متميز أراد الإنتحار فأراد الله له مصيرا آخر !!

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، اليوم نحكي لكم قصة ليست من خيال كاتب بارع ، ولا من صنع مؤلف مبدع ، وإنما هي أحداث جرت في عالمنا هذا ، وأبطالها حقيقيون يعيشون في هذا الكوكب الصغير ، تريك الحقيقة الخالدة ، وهي أن الله فوقك وقدره ينتظرك ،ولا بد من يوم ترجع فيه الى الله فلا مفر.
هناك بعيدا عن هنا , على بعد آلاف الاميال عن مكة المكرمة وفي مدينة شهيرة من مدن بالولايات المتحدة الامريكية وبالتحديد في مدينة سان فرانسيسكو دعونا ننطلق من مقر رابطة العالم الاسلامي في باريس تذكرت قصة الطالب جيف الذي التحق بجامعة من جامعاتها الشهيرة .


ولج الطالب الأمريكي جيف على مدير الجامعة وقد دعاه ليهنئه بحصوله على درجة الماجستير التي نالها بتقدير ممتاز مع درجة التفوق ودرجة الشرف الأولى، بل إنَّ التهنئة كانت أيضاً بسبب أنه كان أصغر طالب في الولايات المتحدة الأمريكية ينال درجة الماجستير في ذلك التخصص ، وهذا إنجاز غير مسبوق بالنسبة للجامعة . وبعد انتهاء اللقاء والوعد بالاحتفال بجيف في حفل التخرج في نهاية العام الدراسي توجه جيف خارجاً من مكتب مدير الجامعة الذي لاحظ عليه الهم والحزن وعلى غير عادة الطلاب في مثل هذه المناسبات .


وفي الموعد المحدد لحفل التخرج حضر الطالب جيف بكامل أناقته مرتدياً بزته الخاصة بالمناسبات ومرتدياً روب التخرج واضعاً قبعة التخرج الشهيرة، وأخذ مكانه المخصص له وسمع اسمه يتردد عبر مكبرات الصوت مصحوبة بعبارات المدح والثناء التي انهالت عليه من الجميع لانجازه الرائع، ثم صعد المنصة الرئيسية ليتسلم شهادته وسط هتاف وتصفيق عائلته وأصدقائه، ووسط الحضور الكثيف في مثل هذه المناسبات، وما إن تسلم جيف الشهادة حتى انخرط في البكاء فأخذ مدير الجامعة يداعبه قائلا: ( أنت تبكي فرحاً من فرط سعادتك بهذا الموقف ) فرد عليه جيف: ( لا فأنا أبكي من فرط تعاستي ) فرد جيف: ( لقد ظننت بأنني سأكون سعيداً بهذا الإنجاز ولكنني أشعر بأنني فلم أفعل شيئاً من أجل إسعاد نفسي، فأنا أشعر بتعاسة كبيرة، فلا الشهادة ولا الدرجة العلمية ولا الاحتفال أسعدني ) .


ثم تناول جيف شهادته وانسحب من المكان بسرعة كبيرة وسط ذهول الجميع، فهو لم يكمل الحفل، ولم يبق ليتلقى التهاني من الأصدقاء والأقرباء ..

ذهب جيف لمنزله، وشهادته بين يديه يقلبها يمنة ويسرة ثم أخذ يخاطبها ماذا أفعل بك ? لقد أعطيتني مكانة تاريخية في جامعتي ، ومركزاً مرموقاً، ووظيفة ستكون في انتظاري، وأنظار الناس ووسائل الإعلام ستحوم حولي لما حققته من إنجاز . ولكنك لم تعطني السعادة التي أنشدها.. أريد أن أكون سعيداً في داخلي.. ليس كل شيء في هذه الدنيا شهادات ومناصب وأموال وشهرة ..هناك شيء آخر يجب أن يشعرنا بأن نكون سعداء .. لقد مللت النساء والخمر والرقص ، أريد شيئاً يسعد نفسي وقلبي.. يا إلهي ماذا أفعل ?..


ومرت الأيام وجيف يزداد تعاسة فوق تعاسته فقرر أن يضع حداً ونهاية لحياته، ففكر ثم فكر حتى وجد أن أفضل طريقة ينهي بها حياته هي أن يلقي بنفسه من فوق الجسر الكبير الشهير الذي يطلق عليه الأمريكان اسماً أصبح شهيراً في العالم كله وهو : (القولدن قيت) أي: البوابة الذهبية الذي يتألق شامخاً كمعلم حضاري أمريكي، وكثيراً ما يشاهد وقد غطاه الضباب ، ويعتبر هذا الجسر من أهم معالم أمريكا التقنية والعلمية.


ذهب جيف يخطو نحو البوابة الذهبية، وقبل أن يصل إليها كان هناك نفر من الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى ليقوموا بواجب الدعوة إلى الله من شباب المسلمين، ذهبوا ليدرسوا في أمريكا، وكانوا يسكنون قريباً من مدخل البوابة الذهبية في غرفة تحت كنيسة، , لفقرهم لم يجدوا مكاناً يسكنونه غير هذه الغرفة بمنافعها .. وكان همهم أيضاً أن يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى.. همهم أن يدخل الناس في دين الله.. همهم أن ينقذوا البشرية ويخرجوها من الظلمات إلى النور.. همهم أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يكونوا مثالاً ومثلاً طيباً للمسلم الحقيقي ..

لقد كانوا يدرسون ويدعون إلى الله وهم يقطنون أسفل الكنيسة ..هذا ما وجدوه ولعله كان خيراً لهم فخرجوا في ذلك اليوم ليتجولوا في الناس يدعونهم للدخول إلى الإسلام .كانوا يرتدون الثوب الأبيض، وكانت وجوههم مضيئة بنور الإيمان، كانت جباههم تحمل النور من إثر السجود، وأثناء تجوالهم اليومي ذاك وعلى مقربة من مدخل البوابة الذهبية إذا هم بهذا الأمريكي المهموم ..كان الأمريكي هو الطالب جيف فإذا به ينظر متعجباً مندهشاً ، فهو لم ير في حياته أناساً بهذا الزي، ولا بهذه الهيئة، ولا بذلك النور، ولا بتلك الجاذبية التي جذبته إليهم فاقترب منهم ليتحدث معهم فقال لهم: ( هل من الممكن أن أسألكم ? ) فرد أحدهم: ( نعم تفضل ) .. فقال جيف: ( من أنتم ولماذا ترتدون هذا الزي ?!. فرد عليه أحدهم قائلاً : ( نحن من المسلمين ، أرسل الله إلينا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ليخرجنا ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليجلب للبشر السعادة في الدنيا والآخرة...



وما إن سمع جيف كلمة (السعادة) حتى صاح فيهم: ( السعادة?!.. أنا أبحث عن السعادة.. فهل أجدها لديكم?!!) . فردوا عليه: ( ديننا الإسلام دين السعادة ، دين كله خير فانصرف معنا لعل الله أن يهديك وتتذوق طعم السعادة ) فقال لهم: ( إنني سأذهب معكم لأعرف إن كان لديكم السعادة التي أنشد وهي السعادة الحقيقية .. لقد كنت قبل قليل سأنتحر ..كنت سأرمي بنفسي من فوق هذا الجسر ، وأضع نهاية لحياتي لأنني لم أجد السعادة لا في المال، ولا في الشهوات، ولا في شهادتي التي تحصلت عليها ) .فقالوا له: ( تعال معنا نعلمك ديننا لعل الله أن يقذف في قلبك الإيمان ولذة العبادة فتتعرف على السعادة ولذتها فالله على كل شيء قدير ) ..


انصرف جيف مع الشباب المسلم الشباب الداعي إلى الله، ووصلوا الغرفة التي كانوا يقطنونها، والتي حولت إلى مصلى لهم ولمن أراد أن يتعبد الله فيها، وعرضوا على جيف الإسلام ، وشرحوا له الإسلام ، ومزايا الإسلام ، ومحاسن الإسلام ، وعظمة الإسلام ..

فقال : ( هذا دين حسن ؛ والله لن أبرح حتى أدخل في دينكم ) فأعلن جيف إسلامه .وبادر أولئك الدعاة بتعليمه الإسلام ، فأخذ جيف يمارس فرائض الإسلام ، وارتدى الزي الإسلامي، لقد وجد ضالته، وجد أن السعادة التي كان ينشدها في الإسلام، وفي حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .. بل كان جيف سعيداً بأنه أصبح داعية إلى الله سبحانه وتعالى في أمريكا، وبدل اسمه إلى (جعفر)، وكما نعرف من كتب السير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعد ابن عمه الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - بأن يكون له جناحان يطير بهما في الجنة، فقد كان جعفر الأمريكي يطير بجناحين من الفرحة والسعادة لاعتناقه الدين الإسلامي، فقد أوقف نفسه وحياته وماله وجهده في سبيل نشر الدين في أمريكا.

وها قد عرفنا قصة جعفر الذي وجد سعادته في دين الله وفي التمسك بتعاليم الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فما بال كثير من المسلمين لا يزالون يعتقدون بأنهم لن يجدوا سعادتهم إلا بالتشبه باليهود والنصارى مأكلا, وملبسا, ومشربا , ومركبا , ومسكنا , ومعشرا .. 


والله إن السعادة كل السعادة في أن يكون الإنسان مؤمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله , وباليوم الأخر, وبالقدر خيره وشره. السعادة كل السعادة في أن يكون الله ورسوله أحب إليه من ولده ووالده وماله ونفسه. والسعادة كل السعادة في أن يكون الإنسان داعياً إلى الله سبحانه وتعالى , مشمرا, ومضحيا من اجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور وهاديا يهديهم طريق الرشاد .

السعادة كل السعادة في مناجاة الله في الثلث الأخير من الليل السعادة كل السعادة في أن تمسح على رأس يتيم , وان تصل رحمك, وان تطعم الطعام وتفشي السلام وتصلي والناس نيام, السعادة كل السعادة في أن تبر والديك , وان تحسن لأقاربك وان تحسن لجارك , وان تتبسم في وجه أخيك وان تتصدق بيمينك حتى لا تعلم بها شمالك.. هذه السعادة في الدنيا فكيف بسعادة الآخرة..


لقد دخل جيف الإسلام لأنه شاهد أولئك النفر المتمسكين بدينهم والداعين إلى الله في ارض غير المسلمين .. والله لو أخلصنا النية والعزم لله سبحانه وتعالى واجتهدنا من اجل إيصال هذا الدين لوصل للعالم كله, ولكننا تقاعسنا وجبنا في دعوة الناس لدين الله. وإن ترك الدعوة إلى الله من اخطر الأمور التي ينتج عنها ذل ومهانة وبعد عن الله.. أين [ كنتم خير امة أخرجت للناس ] أين [ ومن أحسن قولاً دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ] أين [ بلغوا عني ولو آية ] ماذا سنقول لربنا غدا..لو سألنا عن تقصيرنا في الدعوة إلى الله ، نقول شغلتنا أموالنا وأهلونا.. نقول شغلتنا مبارياتنا ولعبنا للبلوت, نقول شغلتنا سجائرنا وشيشنا.. نقول شغلتنا ملاهينا وزوجاتنا وسفراتنا للترفيه..

المصدر : كتاب قصص مؤثرة للشباب ، أحمد سالم بادويلان

إذا أعجبك الموضوع لا تنس مشاركته مع زملائك لتعم الفائدة