تعرف على غايتك من الحياة في 40 دقيقة وبخطوات بسيطة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، مرحبا بكم رواد عالم تعلم ، ما الغاية الأسمى من هذه الحياة ؟ سؤال لطالما تبادر إلى ذهني مرات و مرات ولازال كذلك في محطات كثيرة في حياتي ، وفي الحقيقة الجواب عليه سهل ممتنع ، لكنه سؤال أساسي للغاية ، في أحيان كثيرة انعزل عن المجتمع وأرى وألاحظ كيف يعيش الناس في هذه الحياة ، فأجد الانسان النشيط المجتهد الذي يكد من الصباح الى المساء دون ملل أو كلل ، تراه هنا وهنا يتحرك ، كالنحلة بين الأزهار ، من جهة ثانية اجد اناسا من الصباح الى المساء وهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي ، من غير هدف يشغلهم ولا غاية تحركهم ،من جهة ثالثة أجد اناسا يذهب صباحا الى الشغل ثم يرجع للغداء ثم يعود للشغل ثم يعود مساءا للنوم وهكذا تدور حلقة حياته في هذا الروتين ، هنا أتسائل  ماهي الغاية من وجود البشر. هل لنأكل ونعيش ونتنفس وننام ونتحرك فقط ؟أم هنالك شيء أسمى من ذلك بكثير ؟  سؤال يا ما حيرني وأتعبني ، وإن شاء الله تعالى في السطور القليلة القادمة سوف أحاول أن انزع الغبار على بعضه أو كله .

الغاية من الحياة


أفرغ الكوب

سابقا في فترات معينة من حياتي كنت  من الأشخاص الذين لا يؤمنون بوجود الأهداف والغايات، لماذا أتعب نفسي وأخطط وأنجز ، في النهاية سوف أموت وأدفن مثلي مثل بقية الناس ،يا ما استمعت الى محاضرات وحضرت دورات عن النجاح وتحقيق الأحلام والأهداف ، لكنني لم أكن أقتنع بكلامهم ، لكن الحقيقة انني لم أعط فرصة لنفسي من أجل الإقتناع من البداية ، وهذا هو الخطا الذي وقعت فيه ، لذلك اروي لكم قصة جميلة بعنوان  أفرغ الكوب :

الغاية من الحياة


في إحدى القرى الصينية النائية كان يوجد معلّم عظيم اسمه "سوزوكي" فتح مدرسة لتعليم أبناء القرية الفقراء وفق منهج محكم أعده بنفسه .. ذاع صيت المدرسة والمعلم وقصده الطلاب  من كافة أرجاء البلاد , وبطريقة ما أرسل احد أغنياء المدينة ابنه -الذي وصل مؤخراً من أوروبا مزهواً بشهادات وخبرات غربية كثيرة- للمعلّم سوزوكي كي يلتمس من علمه وحكمته الواسعة.

كان نظام المدرسة يفرض على الطالب المستجد (الصف الأول) أن يعمل كخادم لمن سبقه في الانتساب للمدرسة  بالإضافة للأعمال والحرف المهنية من زراعة وتقطيع أخشاب .. الخ.

بنهاية العام كان الطلاب يقفون صفاً ثم يمر المعلم على كل واحد منهم ويقول له : مبروك ..أنت نجحت وستنتقل للصف الثاني.

- فعل المعلم ذلك مع جميع الطلاب باستثناء ابن الغني .. قال له : للأسف ستبقى في الصف الأول سنة أخرى !
- امتعض الطالب -صاحب الشهادات الأوروبية- من قرار المعلم, ومع ذلك لم يبحث عن سبب فشله بل قال محدثاً نفسه : بالتأكيد أراد المعلم إبقائي في الصف الأول كي أساعده بعلمي في تدريس المستجدين !
- ومرت سنة أخرى .. وتكرر سيناريو السنة السابقة وقال له المعلم : للأسف ستبقى في الصف الأول سنة أخرى ! وانصرف ..
- ثار الطالب واقتحم كوخ المعلّم ثم قال (محاولاً كبت غضبه) : لماذا تحاول تحطيمي يا معلمي,كيف أعيد السنة مرتين ؟؟
- نظر إليه المعلم وابتسم ابتسامة هادئة وقال : اسكب لي كوباً من إبريق الشاي الذي أمامك !
- تمالك الطالب نفسه وبدأ بصب الشاي في الكوب وتوقف حين قارب على الإمتلاء ..فقال له المعلم : لماذا توقفت ؟ .. استمر!
- استمر الطالب في صبّ الشاي حتى امتلأ الكأس عن آخره وفاض وتدفق على الطاولة ومن ثمّ على الأرض ..
- قال الطالب : لا بد أن أتوقف يا معلمي , لقد فاض الكأس عن آخره. ولا يمكنه أن يستوعب المزيد ..!
- هنا ابتسم المعلم وقال: انك تبدو مثل هذا الكأس تماما .. 
كيف يمكن أن أعلّمك الحكمة ما لم تفرغ كأسك أوّلا ؟! إن عقلك مليء بالكثير من الأفكار والتصوّرات المسبقة.
ولن يكون بمقدوري ولن تستطيع تعلّم شيء جديد ما دمت تشعر بأنك على إحاطة وعلم بكلّ شيء !!


إن كنت تريد أن تعرف غايتك الحقيقية من هذه الحياة، فعليك أن تفرغ رأسك من جميع الأفكار الخاطئة التي تعلمتها والتي من بينها أنه ليس لديك غاية على الإطلاق .

سؤال قد يتبادر إلى ذهنك أخي العزيز لماذا أضيع وقتي في أمر كهذا ، اليس من الأفضل لي لو أغتنم ذلك الوقت في عمل شيء مفيد ، ولكن السؤال المطروح هنا، ما الضرر من استثمار ساعة من وقتك على شيئ ربما يغير تيار حياتك ؟

الغاية من الحياة


إذن كيف تعرف غايتك في الحياة ؟، هناك الكثير من الطرق لتعرف ذالك من بينهم طريقة بسيطة وسهلة يمكن لأي أحد أن يقوم بها، كلما كنت منفتحا وتوقعت أن تعمل هذه الطريقة كلما استطعت أن تعرف غايتك بسرعة، والعكس إن كانت لديك شكوك أو تعتقد أن هذه الطريقة غبية ومضيعة للوقت ولن تساعدك في معرفة شيئ، فإنك ستكون حقا تضيع وقتك ولن تحقق أي شيئ مادمت تلتصق بهاته الأفكار.

بسم الله 

- خذ ورقة وقلما ، وأكتب في اعلى الورقة : غايتي من هذه الحياة هي : ..... ، في جملة قصيرة واضحة ، وليس بالضرورة ان تكون الإجابة صحيحة ودقيقة 100 بالمائة .يمكن ان تكون اجابتك على النحو التالي :  " أنا ليس لدي غاية "، " الحياة لا قيمة لها " .
- أعد المحاولاة مرة ومرتان وثلاث حتى تحس بأن دموعك ستنهمر ورأسك سينفجر من الإجابة التي دونتها والتي تمثل هدفك وغايتك من هذه الحياة .

ملاحظة 01 : يجب أن تقوم بهذا التمرين وأنت في انعزال عن الناس والفوضى أو ما يسمى بالإعتكاف .

الإجابات الخاطئة ستأتي تلقائيا من عقلك الباطن وذكرياتك، لكن الإجابة الصحيحة ستأتيك من مصدر آخر ستحس بمشاعر ممزوجة وغريبة تدفعك للبكاء، كأنك وجدت شخصا عزيزا مفقودا بعد طول غياب.

الغاية من الحياة

عندما تستمر في هذه العملية ستجد أن بعض الإجابات ستكون مشابهة لما قبلها، هذا عادي حاول أن تنتقل الى موضوع آخر لجلب اجابات أخرى، المهم هنا هو أن لا تتوقف عن الإجابة، اجب حتى تشعر بأن الإجابات بدأت تعطيك شعور بالعاطفة، إن شعرت بالعاطفة فأنت في المجال الصحيح حاول أن تضع رمزا على تلك الإجابات التي تمدك بهذا الشعور وتعمق فيها، احفر واحفر حتى تجد الإجابة الملائمة التي تشعرك بالبكاء.

ملاحظة 02 :  قد تشعر بعد محاولات كثيرة  بأنه عليك النهوض وعمل شيئ آخرفتبدأ في اختلاق أعذار للتخلص من هذا التمرين، حاول مقاومة النهوض واكتب كل ما يدور في ذهنك، البعض قد يجد اجابته بسرعة وذالك لمعرفته مسبقا المجال الذي يريد والهدف الذي يريد والبعض الآخر قد يستغرق قرابة الساعة.

واصل المحاولة مرارا وتكرارا حتى تجد الإجابة التي تعطيك شعورا بالسعادة ، شعورا بأن لك قيمة في هذه الحياة ، شعورا بأنك تستطيع ان تنجز وتقدم الأفضل لهذا المجتمع ، 
عندما ستعرف لما أنت هنا، ستجد أن لحياتك معنى آخر، ستعرف أين تتجه .

وتذكر أن تعرف هدفك هو الجزء السهل، الجزء الصعب يكمن في تذكره كل يوم والعمل على تحقيقه، و الإستثمار بنفسك بأن تقرأ وتتعلم وتفعل كل ما يلزم ليصبح هذا الهدف حقيقة.


 فهمت أخي لماذا قلت لك في بداية المقال أن الإجابة على هذا السؤال هو سهل ممتنع ، ولكن تذكر أخي ان هذه هي بداية الطريق فقط ، إنها أول خطوة في طريق النجاح الذي سوف تسلكه ، سوف تستمتع وسوف تجد أصدقاء لك في الدرب، وسوف تتألم وتجد لك أعداء وحاقدين ، فكما قال الشيخ الشعراوي: إذا لم تجد لك حاقدا فاعلم أنك إنسان فاشل . تمنياتي لك أخي بالتوفيق والنجاح ولا تنسى : ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل ، جدد نيتك كل يوم ، أخلص العمل لله تعالى وتوكل عليه  .