شركة أمازون و موقع علي بابا والمنافسة الشرسة في السوق العالمية

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، لطالما سعت أمازون إلى اقتحام أكبر وأسرع سوق استهلاكية نمواً في العالم منذ 10 سنوات، لكن من دون أي نجاح يذكر. إلا أنها استطاعت هذا العام تحقيق هدفها، بحيث أصدر فرعها في الصين تقريراً يسلط الضوء على النمو الكبير الذي حققته عام 2015، وتوقعاتها بمزيد من النمو والتقدم في العام المقبل. ولا يبدو أن هذا النجاح بسبب موقعها الإلكتروني)  (Amazon.cn، فلا تزال حصتها في السوق لا تتجاوز 1.1% مقارنة بالمنصات الأخرى الخاصة بالتجارة الصينية الإلكترونية، مثل: علي بابا بنسبة 58% وشركة (JD.com) بنسبة 22%.


إن المستهلكين الصينيين الذين يتعاملون مع (Amazon.com) لشراء السلع من أميركا أو أي بلد آخر، هم من قدموا الدعم للشركة. فقد لفت الموقع الأمريكي أنظارهم من خلال حملاته التسويقية، وبعد قرار الشركة الذكي هذا العام بفتح متجر في (Tmall) التابع لعلي بابا، الموقع الرائد للعلامات التجارية الأجنبية، فضلاً عن تجار التجزئة في الصين.

علاوة على ذلك، سارت أمازون على خطى علي بابا، من خلال بناء منصة حققت نمواً بمقدار 13 ضعفاً عن العام الماضي، تسمح للشركات الصينية بالبيع ضمن نطاق دولي. 


أما المنصة الرائدة في هذا المجال فهي ( AliExpress) التابعة لعلي بابا (موقع التجارة الإلكتروني الأول في روسيا، والذي يحرز تقدماً في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا). 


وهو أشبه ببوابة لتجارة مئات الآلاف من الشركات الصينية والشركات الصغيرة والأفراد على صعيد عالمي، من خلال توفير جميع أدوات الشحن واللغة والعملات اللازمة لذلك. بينما يحقق الموقع إيراداته من خلال رسوم الإدراج والعمولات والإعلانات، وهذا ما تحاول شركة أمازون تعلمه للعمل على أساسه.


فيما تتنافس شركتا التجارة الإلكترونية العملاقتين لتسهيل "التجارة عبر الحدود"، وهو التحدي المقبل في قطاع تجارة التجزئة والعلامات التجارية، بما يعكس التطور الطبيعي للتجارة في عالم العولمة؛ حيث تجبر التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية وسلسلة الإمدادات والتشريعات الصينية الشركات على إعادة التفكير وإعادة وضع استراتيجياتها التجارية. 

كما تعمل كلا الشركتين على استثمارات كبيرة في البنية التحتية لسلسلة التوريد العالمية والتسويق والتكنولوجيا، والأدوات التجارية ووسائل الإعلام. وتتنافسان لتحقيق الأرباح من التجارة عبر الحدود.


وفي مثل هذه البيئة، تبدو معظم القواعد القديمة التي حددت عمليات التجزئة والعلامات التجارية والترويج والتسوق لعقود، غير مجدية إلى حد كبير. وبالتالي، من المهم الآن أن تفكر الشركات ضمن منظور عالمي لتوسيع أعمالها عبر العالم أيضاً بدلاً من "التفكير عالمياً والعمل محلياً"، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المستهلكين.

عموماً، ستحافظ التجارة المحلية على نشاطها المحدود، لكن عما قريب ستتنافس المنصات وتجار التجزئة والعلامات التجارية في أميركا والصين وغيرها على التوصيل المحلي والعالمي، لأي منتج ومن أي مكان خلال يومين أو أقل. ومقابل ذلك، ستخوض التقنيات والأدوات التجارية والإعلامية سباقاً مثيراً للاستفادة من هذا التوسع التجاري عبر الحدود.


لماذا يجب على شركة أمازون أن تخشى موقع علي بابا


خلال المنتدى الاقتصادي في نيويورك، تحدث المؤسس ورئيس مجلس الادارة التنفيذي لمجموعة علي بابا ، جاك ما ، بشكل بليغ عن خطط الشركة للمنافسة في السوق العالمية ، كما تحدث مطولاً عن المنظومة الفريدة الخاصة بالشركة وكيف أنها تختلف عن أمازون – حيث أنها أكثر ودية للشركات الصغيرة.


تتضمن مجموعة علي بابا موقع علي بابا الالكتروني ، وهو منصة تداول للأعمال التجارية بين الشركات، و(تي مول – Tmall) ، وهو موقع تجارة الكترونية ما بين المستهلك والشركات التجارية ، بالاضافة الى (تاو باو – Taobao) ، وهو سوق تجاري من المستهلك للمستهلك.  إلى جانب ذلك ، تمتلك مجموعة علي بابا نظام (علي باي – AliPay) ، وهو أكبر نظام تسديد في الصين، و (علي بابا كلاود – Alibaba Cloud ) وهي شركة لتقنيات استخراج البيانات التي تلبي احتياجات شركات التجارة الإلكترونية.

وبهذا، تكون شركة علي بابا قد غطت جميع جوانب التجارة الالكترونية وأحدثت تأثيراً هائلاً مع قاعدة زبائن واسعة.

ومن بين كل هذه المؤسسات ، يعد تي مول أكثرها شبهاً بموقع أمازون. لكن بعكس أمازون ، تي مول لا يبيع البضائع مباشرة الى المستهلكين.حيث أنه يعمل كسوق الكتروني ويسهّل المعاملات بين البائعين والمشترين. يتقاضى موقع علي بابا عمولة تتراوح نسبتها من 2 % إلى 5 % لكل معاملة .

  

إن هذا الفرق بين علي بابا وأمازون مهم جدأ.اذ يعتمد نجاح موقع علي بابا بشكل كبير على نجاح باعتها. ولهذا السبب ، بذل علي بابا جهداً إضافياً لمساعدتهم في أن يكونوا ناجحين. كما أنشئت علي بابا شركة مساعدة لاستشارات التسويق باسم (علي ماما – Alimama) ، من اجل مساعدة بائعيها في الوصول الى زبائنهم.

 حيث تقدم علي ماما الخدمات كتقسيم الزبائن الى فئات، وتسويق المنتج وغيرها.  فمن خلال الوقوف بثبات خلف بائعيها ، تزدهر علي بابا عندما يزدهر بائعوها .


أما بالنسبة لامازون من جهة اخرى ، فهو اقرب الى العمل كتاجر تجزئة تقليدي ويبيع منتجاته الخاصة على موقعه الخاص. حيث أن 40 % فقط من مبيعات امازون تأتي من اطراف خارجية . ان لدى امازون دافع اقل تجاه مساعدة هؤلاء الباعة الخارجيين نحو النجاح. 

في الحقيقة ، اشتكت بعض الشركات الصغيرة من ان امازون تستخدم السوق لتحديد المنتجات الاكثر طلباً، ومن ثم تقوم ببيعها بأسعار مخفضة بحيث لا يتمكن الباعة البسطاء من المنافسة.

تُجتَذب الشركات الصغيرة إلى إمكانية امازون الهائلة في السوق ، ولكنها تشعر بأنها تسحق بقوة أمازون الكبيرة . أوضح جاك ما أن طموحه هو توسيع مجموعة علي بابا لتصل سوق الولايات المتحدة وأبعد من ذلك. لذا يجب على امازون الحذر . حيث ان الشركات الصغيرة تشكل ما نسبته 40% من مبيعات امازون . فإذا لم تتم خدمتهم بشكل جيد ، يمكن ان يهرعوا الى علي بابا.


إذا أعجبم الموضوع لا تنس مشاركته مع زملائك