أمانٍ بلا تفاني ..هل صياغة الأمنيات و صناعة الأحلام دائما إلى واقع ملموس !!

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ... مرحبا بكم رواد عالم تعلم ..اذا كنا ذكرنا في موضوع سابق عن أحد القيود التي تكبلنا وتعيقنا نحو النجاح ألا وهو  غياب الهدف  فإن  القيد الذي سوف نتطرق له اليوم اسمه أمانٍ بلا تفاني ودعني أعطيك هذا الموقف : تخيل أن قطا هجم على ثلاث حمامات واحدة فكرت بالهرب واثنتان قررتا الهرب فكم أكل القط من حمامة ؟؟ واحدة ؟؟ اثنتان ؟؟ بل أكلها جميعا
فلافرق بين من يقرران يفعل شيئا ومن يفكر أن يفعل ذلك الشئ لافرق بينهما ان العبرة بالعمل والتقدم والفعل ، الكل يجيد صياغة الامنيات وصناعة الأحلام لكن القليل من يحول الأحلام إلى واقع ملموس ، نعم والله ! إن التعب يزول والنتيجة تبقى ومن آثر الراحة كما يقول ابن القيم فاتته الراحة والنعيم لايدرك بالنعيم.

 أمانٍ بلا تفاني .. أحلام اليقظة .. هل تفعل شيئا .. هل تحقق أهدافي

إن لكل شئ ثمن ولكل سبب نتيجة وخلف كل نجاح عمل وتعب ، وفي الحديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانينعم والله ، إن العاجز كثير الأحلام قليل العمل محدود الأثر ، نعم فلن يدرك السيادة من لزم الوسادة .

إن العاقل ليعجب من رجل أراد شيئا ولم يسعى له وتعجب ممن يريد النجاح بلا جهد ، سبحان الله ! هل يرتجى مطر بغير سحاب أم هل يرتجى حصاد بلا زرع
دخل عمر على قوم جلوس في المسجد فقال "من انتم ؟ " فقالوا " المتوكلون على الله " فقال عمر " أيجلس أحدكم في المسجد يقول اللهم ارزقني اللهم أعطني قوموا فان السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة "
هل أنت راضٍ عن وضعك المادي ؟
هل أنت راضٍ عن وضعك الديني مع الله عز وجل في عباداتك ؟
هل أنت راضٍ عن علاقاتك الاجتماعية ؟
هل أنت راضٍ عن وضعك الأسري ؟
اذا ماذا تنتظر ؟ تقدم ، اعمل ! ابذل السبب ! فقد جعل الله لكل شئ سببا

تقدم ولو خطوة صغيرة ، تحرك ولو حركة بسيطة فالسيل اجتماع القطر !

جاء رجل إلى النهر فوجد صيادا يصيد السمك ، كلما صاد سمكة كبيرة اعادها للنهر ورماها وإذا اصطاد سمكة صغيرة أخذها ووضعها في سلته ، استغرب الرجل وذهب يسأل الصياد ، سأله لماذا ترمي الكبيرة وتاخذ الصغيرة ؟ فقال له الصياد : " ابدا فإن القدر الذي أطبخ فيه صغير ولايحتمل السمك الكبير لذلك ارمي بالسمك الكبير وأأخذ مايتسعه القدر "
إن هذا الصياد ليس لديه الرغبة في دفع ثمن هذا التغيير لذلك فهو يلقي بالفرص من أمامه ولايقبل أن يستفيد منها ، والكثير من الناس مثله لايريد أن يدفع الثمن ، لايريد أن يغير عاداته ، لأنه كما يقول من غير عادته قلت سعادته ، تجده يرفض الترقية اذا كانت خارج مدينته ولايقبل بعثه لانه لايريد ان يتعب في تعلم اللغات ،كثير من الناس لايريد دفع الثمن لايريد الخروج عن دائرة امانه وتجده يقول الله لايغير علينا ،كلا والله ! الله يغير علينا اذا للافضل .

كم من انسان رفض التغيير وقاوم التطوير لأنه لايريد دفع الثمن فيضحي بالفرص الكبرى من أجل البحث عن راحته ، فالهند لهم طريقة ظريفة في صيد القردة فهم يضعون الجوز لها في ثقب شجرة فيُدخل القرد يده ليُخرج الجوزة فتعلق يده بسبب تمسكه بالجوزة ولو ترك الجوز لاستطاع الهرب ولكنه فضل أن يمسك بها ولو على حساب حياته .

كم من الناس من يتمسك بأشياء جميله فتفقده اشياء أجمل وفرص اكثر، إن المسألة مسألة عمل ، فالقرآن الذي أنزل على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسادوا به العالم هو القرآن نفسه الذي أنزل علينا فتذيلنا بدونه العالم .


إن المسأله مسألة تطبيق والفرق فرق في التقيد والتنفيذ ، فماذا قررت ؟؟



إذا أعجبك الموضوع شاركه مع أصدقائك