خمس طرق في رحلة الحياة .. كن ما تشاء و اختر ما تريد

رحلة الحياة

السلام عليك متابع مدونة عالم تعلم .. تخيل معي ! في أعلى الجسر خمس مفترقات طرق ، دعنا نلقي النظرة عليها :
الأول : طريق الوهم .
هذا الطريق مبهرج ، و أصواته العالية تصل للخارج ، و عنده حشود من الناس ، لكن كلما دخل السالك فيه أكثر يظلم عليه أكثر ، حتى يصل لظلام دامس . هذا الطريق عليه دعاة بأصوات خداعة و مغريات كاذبة ، يبيعون الناس الوهم ، الصخب التذلل ، السالكون هذا الطريق بلا رسالة و لا رؤية في ضياع ، في غياب اللحظة ، في عيش واهم في ملذات خارجية ، في بحث مستمر عن المتعة ، نهايته مفقودة .
الثاني طريق الأستعباد .
هذا الطريق صاف في بدايته ، يعجل حراسه دخول الناس فيه و يدفعونهم ، له مدخل جميل لكن في عمقه المعاناة و التعاسة و نهايته حيرة ، كلما دخل السالك فيه أظلم أكثر ، عليه دعاة يبيعون الخلود و الصكوك لمن سايرهم ، و الجحيم و الويل لمن خالفهم ، محترفون في الحجج ، ممارسون للجدل ليس لهم أي علامات انجاز حقيقية على أرض الواقع ، كثيروا النقد ، قليلوا النفع ، يبيعون الأحلام و الأوهام ، يتحدثون باسم الله أو الدين أو البشرية أو الحرية كأنهم يملكون ما يتحدثون عنه ! السالكون في هذا الطريق مخدوعون ، مغشوشون ، مبرمجون ، في خوف و وهم ، مستعبدون بالتأنيب و الرعب .
الثالث : طريق المقاومة .
هذا الطريق من مدخله تجد صور و علامات الاستعراض و القوة و العنف ، بدايته قوية و محمسة ، في عمقه الحروب و الاضطرابات و المواجهات و القتل و التقتيل و السب و الشتم و اللعن و الطعن ، محترفون في التخريب و التدمير بحجج الدفاع عن الحق أو الدين أو القبيلة أو الطائفة أو الشعب أو العرق .
الرابع : طريق السلامة .
هذا الطريق مدخله جميل ، هادئ جدا ، سلمي ، منعزل ، جوانبه جميلة ، يؤثر السلامة و الهدوء ، متكررة مناظره طوال الطريق ، ما تراه هنا تراه هناك ، بدايته كنهايته ، عليه دعاة باردون ، متفائلون ، يخشون المواجهات ، يتجنبون المقاومات ، يعتزلون الجماعات . السالكون لهذا الطريق خائفون ، مسالمون ، متراجعون ، مختبئون ، مملون ، لا ينجزون و لا يؤثرون .
الخامس : طريق الاستنارة .
كلما توغلت فيه أكثر ظهرت لك من الجماليات و المفاجآت أكثر ، لا تنتهي عجائبه و لا تقف عطاياه ، يعتري سالكه في البداية حزن لما مضى في غير هذا الطريق ، و على من لم يسلكه ممن يحب ، لكنه يمضي قدما فيما بعد ليصنع في اللحظة حياته ، عليه دعاة منجزون ، محبون ، جريؤون ، متفتحون ، واثقون ، ، منطلقون ، لا يلتفتون كثيرا . السالكون لهذا الطريق مقدامون ، شجعان ، مغامرون ، مكتشفون ، مستمتعون ، مؤمنون بالطريق ، عون للخير و التنوير ، و السلام و المحبة . في نهايته يدرك سالكه أن لا نهاية و أنها كانت فقط البداية .
هناك في أعلى الجسر ، هذه المفترقات ، هنا و الآن و فقط  : كن ما تشاء و اختر ما تريد .




                                        إذا أعجبك الموضوع شاركه