هل فكرت يوما أن تكون مجنونا ؟ إذا لم تكن قد فكرت يوما في ذلك ، فإني أدعوك اليوم لأن تكون مجنونا! لا تستغرب ، لا تعجل علي حتى أوضح لك ماذا أقصد بدعوتي هذه!.
ما الذي يميز المجنون عن غيره ؟ إن ما يميزه عن غيره أنه يأتي بأفعال غريبة لا يأتيها غيره من الناس!.
إنه بشكلٍ ما خرج عن النمطية و التقليدية الإنسانية، فالناس معتادون أن يسيروا في الطرقات، و هو لا يحب السير مثلهم إنما يهوي الجري، و يرى في السير سلوكا نمطيا مملا تقليديا! و الناس معتادون أن يكلم بعضهم البعض، و هو لا يستهويه تبادل الحديث مع الآخرين ، ويحب عوضا عن ذلك أن يكلم نفسه، فالحديث مع النفس عادة ما يكون أكثر صراحة و جرأة و عمقا، عكس الحديث مع الآخرين الذي غالبا ما يغلف بالتزييف و الكذب و غير ذلك من المساوئ التي لا يرتضيها لنفسه، و الناس معتادون كذلك على كبت أحاسيسهم و مشاعرهم، و عدم التعبير عنها و عن حدتها، و هو يرى في ذلك نوعا من أنواع القهر ليس له ما يبرره، لذا يضحك عندما يريد الضحك ، يبكي عندما يريد البكاء، و يصرخ عندما يريد الصراخ، و ربما بتصريفه لهذه الإنفعالات يكون أهدأ حالا من كثير من الناس ، الذين يتظاهرون بالسكينة و الهدوء، و بداخلهم براكين من الإنفعالات و الأحاسيس المكبوتة ، التي تأتي على أعصابهم و نفسياتهم حتى تدمرها.
ما رأيك لو أصبحت هذا المجنون، و أتيت بشيء واحد في حياتك غير نمطي و غير تقليدي ؟ لا أريد منك أن تجري في الطرقات ، و لا أن تحدث نفسك ، و لا أن تطلق لأحاسيسك أوإنفعالاتك العنان ، كل ما أريده منك أن تأتي بفكرة مجنونة واحدة في حياتك ، مبتكرة غير نمطية أو تقليدية ، فكرة جديدة في أي مجال من مجالات الحياة .
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات