احذروا من أعظم ما يفتن به القلب


طول الأمل

السلام عليكم متابعي مدونة عالم تعلم .. من أعظم أن يفتن قلب المؤمن ، و يجعله يعيش في الأماني و تسويف التوبة ، طول الأمل ، فيظن العبد أن حياته طويلة ، و أنه سيعمر في هذه الدار . و هذا الشعور السيء دليل على حب الدنيا و إيثارها على الآخرة .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يهرم ابن آدم و تشبّ منه اثنتان : الحرص على المال و الحرص على العمر " رواه مسلم . و المرء إذا علم أن سفره بعيد لم يتأهب له و لم يتزود بما يعينه على السفر ، و كلما هتف هاتف التوبة ، و حدّث الملك النفس بالمبادرة بالعمل الصالح و الإقلاع عن المعاصي ، قال القلب المفتون إنك مخلد في الدنيا و مازال في العمر مهلة ، فاستمتع بشبابك حتى يمضي العمر ، و يختم للعبد خاتمة سوء و يؤخذ على حين غرة .
أما المؤمن الحق فيوقن بأن هذه الدنيا دار ممر لا مقر فيها ، و أنه مسافر عنها عما قريب ، و أنه مهما أقام فيها و طال عمره ، فإن هذا يسير جدا بالنسبة للخلود في الاخرة ، و أنه لن يخلد في الدنيا ، فيتأهب للمسير و يتزود بالتقوى ، و يعاهد نفسه بالتوبة ، و يمتثل لوصية رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم . قال ابن عمر رضي الله عنهما : " أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " . و كان ابن عمر رضي الله عنهما : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، و خذ من صحتك لمرضك و من حياتك لموتك " .




                                            إذا أعجبك شاركه