لا تظن أن الحياة كملت لأحد

لا تظن أن الحياة كملت لأحد

- أيها الفقير : صبر جميل فقد سلمت من تبعات المال و خدمة الثروة ، و عناء الجمع و مشقة حراسة المال و خدمته ، و طول الحساب عند الله .
- يا من فقد بصره : أبشر بالجنة ثمنا لبصرك ، و اعلم أنك عوضت نورا في قلبك ، و سلمت من رؤية المنكرات ، و مشاهدة المزعجات و الملهيات .
- أيها المريض : طهور إن شاء الله فقد هذبت من الخطايا ، و نقيت من الذنوب ، و صقل قلبك و انكسرت نفسك ، و ذهب كبرك و عجبك .
- كن كالنملة في المثابرة : فإن تصعد الشجرة مائة مرة ، و تسقط ثم تعود صاعدة حتى تصل ، و لا تكل و لا تمل . و كن كالنحلة فإنها تأكل طيبا و تضع طيبا ، و إذا وقعت على عود لم تكسره .
- عرق العامل أزكى من مسك القاعد ، و زفرات الكادح أجمل من أناشيد الكسول ، و رغيف الجائع ألذ من خروف المترف .
- لا تظن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات ، فكم من فاضل حاز المجد و هو أعمى أو أصم أو أشل أو أعرج ، فالمسألة مسألة همم لا أجسام . عسى أن يكون منعه لك سبحانه عطاء ، و حجزك عن رغبتك لطف ، وتأخرك عن مرادك عناية ، فإنه أبصر بك منك .
- إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تقشع ، و لا يخيفك رعدها و لا يرهبك برقها ، فربما كانت محملة بالغيث .
- الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم ، و الأصم يتمنى سماع الأصوات ، و المقعد يتمنى المشي خطوات ، و الأبكم يتمنى أن يقول كلمات ، و أنت تشاهد و تسمع و تتكلم . لا تظن أن الحياة كملت لأحد ، من عنده بيت فليس عنده سيارة ، و من عنده زوجة فليس عنده وظيفة ، و من عنده شهية قد لا يجد الطعام ، و من عنده المأكولات فقد منع من الأكل .
الطائر لا يأتيه رزقه في العش ، و الأسد لا تقدم له وجبته في العرين ، و النملة لا تعطى طعامها في مسكنها و لكن كلهم يطلبون و يبحثون ، فاطلب كما طلبوا تجد كما وجدوا .
- كل مأساة تصيبك فهي درس لا ينسى ، و كل مصيبة تصيبك فهي محفورة في ذاكرتك ، لهذا هي النصوص الباقية في الذهن . هنيئا لمن بات و الناس يدعون له ، و ويل لمن نام و الناس يدعون عليه ، و بشرى لمن أحبته القلوب ، و خسارة لمن لعنته الألسن . 




                                                إذا أعجبك شاركه