كيف تتعامل مع المخطئ ؟

فن التعامل مع المخطئ


القاعدة الأولى : اللوم للمخطيءلا يأتي بخير غالبا ، تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب ، فحاول أن تتجنبه . و قد وضح لنا " أنس " رضي الله عنه أنه خدم الرسول صلى الله عليه و سلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط . فاللوم مثل السهم القاتل ما إن ينطلق حتى ترده الريح على صاحبه فيؤذيه ، ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس ، و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم .

القاعدة الثانية : أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئالمخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ ، فكيف نوجه له لوما مباشرا و عتابا قاسيا و هو يرى أنه مصيب ؟ إذن ، لابد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ و في قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه و سلم درس في ذلك ، حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنى ، فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم : " أترضاه لأمك ؟" قال : " لا " ، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : "فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أترضاه لأختك ؟ " قال : " لا " ، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : " فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم " ، فأبغض الشاب الزنى .


القاعدة الثالثة : استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأندرك كلنا أن من البيان لسحر ، فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء ؟ فمثلا ، حينما نقول للمخطئ " لو فعلت كذا لكان أفضل " ، " مارأيك لو تفعل كذا ؟ " ، " أنا أقترح أن تفعل كذا " ، " ما وجهة نظرك ؟ " .. أليست أفضل من قولنا " يا قليل التهذيب و الأدب " ، " ألا تسمع " ، " ألا تعقل " ، " أمجنون أنت ؟ " ، " كم مرة قلت لك ؟ " هناك فرق شاسع بين الأسلوبين ، إن إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه .


القاعدة الرابعة : ما كان الرفق في شيء إلا زانه بالرفق نكسب ، نصلح الخطأ و نحافظ على كرامة المخطئ ، و كلنا يذكر قصة الأعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه و سلم بالرفق حتى علم الأعرابي أنه على خطأ .
القاعدة الخامسة : عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب و تصحيحك الخطأ ، أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك ، فالإنسان قد يخطئ و لكن قد يكون في عمله نسبة من الصحة لماذا نغفلها ؟ .


القاعدة السادسة : لا تفتش عن الأخطاء الخفية حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة و لا تفتش عن الأخطاء الخفية ، لأنك بذلك تفسد القلوب ، و لأن الله سبحانه و تعالى نهى عن إتباع عورات المسلمين .
القاعدة السابعة : تذكر أن الكلمة القاسية لها مرادفها الكلمة الطيبة الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي إلى نفس المعنى ، و لنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر و الكلام القاسي لا يطيقه الناس .
القاعدة الثامنة : اجعل الخطأ هينا و يسيرا و ابن الثقة في النفس لإصلاحه . الإعتدال سنة في الكون أجمع و حين يقع الخطأ فليس ذلك مبررا للمبالغة في تصوير حجمه .



                             
                              أعجبك الموضوع ؟ شاركه