هل السعي وراء المال و المتاع و الشهرة يحقق السعادة ؟

ماديات الحياة



هذه حقيقة تجريبية ، فهمها اعتمد كل السائرين على طريق الماديات طريق الاستزادة من الثروة .. و على طريق الاستزادة من اللذات الجنسية ...  و على طريق الشهرة و المنصب و المقام لم يفلحوا في تحقيق السعادة .
فللماديات بريق يخال الإنسان أنها أحلامه و يجد ما و صل إليه سرابا ، و ما أجمل التعبير القرآني في هذا المجال حيث يقول : " وَ الَّذينَ كَفَروا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب بقيعَة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إذَا جَاءَهُ لَمْ يَجدْهُ شَيْئا وَ وَجدَ اللهَ عنْدَهُ فوَفَّاهُ حسَابَه وَ اللهُ سَريعُ الحسَاب أَو كَظُلُمَات في بَحْر لُجيّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ من فَوقه مَوْجٌ منْ فَوْقه سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض إذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَ مَنْ لَمْ يَجْعَل اللهُ لَهُ نُورَا فَمَا لَهُ منْ نُور " . النور : 39 - 40 .
الرغبة في الدنيا تكثر الهم و الحزن ، و الزهد في الدنيا يريح القلب و البدن .
من يبتغ سعادته في مال الدنيا و متاعها يشب في نفسه حرص الإستزادة من هذا المال و المتاع ، فلا يشبع و لا يستقر ، بل يعيش في قلق و إضطراب .
إن مال الدنيا و متاعها زائد متغير ، لذلك فالمتعلقون بالدنيا مهددون دائما بزوال ما تعلقت قلوبهم به ، و هو سبب آخر في إضطرابهم و قلقهم ، من هنا أكدت النصوص الدينية على عامل زوال اللذات المادية لتنبيه الإنسان و توعيته و إبعاده عن الركون إلى الدنيا .
من أسباب القلق و عدم إطمئنان المتهافتين على الدنيا هو ان اللاهثين وراء المال و المتاع و الشهرة و سائر اللذائذ المعنوية لا ينالون مبتغاهم غالبا ، إلا بهضم حقوق الآخرين و الصعود على أكتافهم و امتصاص دمائهم و هذا بالطبع يؤدي من جهة إلى ألوان من الصراع و العداوات و الفتن التي تسلب الراحة من الجميع ، إضافة إلى أن هذه المظالم تشكل وخزا في ضمير مرتكبيها ، فيعود عليهم الضمير باللوم و التأنيب من جهة أخرى .




                    إذا أعجبك الموضوع شاركه مع أصدقائك