لماذا نغضب ؟.. وما هي أنجح الأدوية لمعالجة مشاعر الغضب ؟

السلام عليكم متابعي مدونة عالم تعلم ...يظل الغضب هو أبو العداوات ،والراعي الرسمي لسوء الفهم و مشعل كل كارثة...
حلمك يجذب القلوب .. وغضبتك تفرقهم...!
يقول دانيال جولمان في كتابه الشهير (الذكاء العاطفي) :أثبتت الدراسات الحديثة أن الغضب هو أسوأ الحالات النفسية على الاطلاق..
وتضيف الأمريكية (ديان تايس) الباحثة السيكولوجية بجامعة (كيس ويسترن ريزيرف) قائلة : الغضب هو أكثر الحالات غواية وحضاًّ على المشاعر السلبية ،ونادرا ما نستطيع السيطرة عليه..
لذا ليس من المستغرب أن ينفرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من الغضب بقوله : "لا تغضب ،ولك الجنة ".
فكأن التحكم في النفس ،وإخماد نار الغضب في الصدر ،مدخلا لجنة عرضها السماوات و الأرض.
وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجعل الغضب مقياسا يقيس به المرء خليله ،فيقول ناصحا : لا تعتمد على خلق أحد حتى تجربه عند الغضب...
الغضب

لماذا نغضب؟
في دراسة قام بها (دولف زيلمان) العالم السيكولوجي بجامعة "ألاباما" ،واتخذ فيها مقياسا دقيقا للغضب ،وتشريح ثورته ،ومن خلال سلسلة طويلة من التجارب الدقيقة ،وجد أن هناك ثمة محركا عاما للغضب ، وهو إحساس المرء من أنه مهدد بالخطر،ولا يقصد التهديد الجسدي وحسب ،بل هو- في معظم الحالات – تهديد رمزي لاحترام النفس وكرامتها...كأن يعامل الواحد منا بوقاحة أو ظلم أو استخفاف أو إهانة ،أو يحبط لأنه لم يحقق هدفا معينا.

أهم 10 قوانين للعقل الباطن

دواء الغضب..
توصل علماء النفس إلى أن قطع الطريق أمام تسلسل الأفكار الغاضبة هو أنجح الأدوية في معالجة مشاعر الغضب ،يقول دانيال جولمان : (يجب وضع حد للأفكار التي توقد نار الغضب في مهدها ،فكلما طال الوقت الذي نجتر فيه الأسباب التي اثارت غضبنا ، وجدنا أسبابا مقبولة نلفقها ونخترعها لنبرر بها لانفسنا أسباب غضبنا ، ولكن إذا نظرنا للأمور بشكل مختلف ،فسوف تهدأ هذه النيران المشتعلة )..
إن إعادة تقييم الموقف على أسس إيجابية ،والوقوفو بشجاعة امام تيار الفكر الغاضب الهادر هو أولى خطوات القضاء على الغضب.
اعلم أن هذا ليس بالشئ اليسير ولكن أيضا ليس بالمستحيل ،وهذه أربع وسائل تساعدك كثيرا في هذا الشأن :
1-  استعذ بالله :
فلقد حدث وأن استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه أحدهما ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب غضبه Lأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ).
2-  بدّل هيئتك :
إن علماء النفس يؤكدون هذا المعنى مطالبين الغاضب أن يغير من هيئته ،كأن يستخدم وسائل الاسترخاء مثل التنفس بعمق ،وارتخاء العضلات ،أو يسير لمسافات طويلة ، أو يمارس تمرينا رياضيا.

3-اكتب مشاعرك :
إذا غضبت ،اكتب أسباب غضبك !!
هذه نصيحة (ردفورد وليام) الباحث السيكولوجي بجامعة ديوك ،والذي يؤكد أن هذه الطريقة إذا اتبعناها ستخفف كثيرا من حدة غضبنا مفسرا هذا بأن كتابة مشاعرك تساعدك على الوعي بها وفهمها ، ومن ثم السيطرة عليها ،ويرى أنه بمجرد الإمساك بالأفكار الغاضبة بهذه الطريقة يمكن اعتراض سبيلها ن وإعادة تقييمها كما وجد أن هذا المدخل يمكن أن يلعب دورا افضل قبل تصاعد الغضب، وتحوله على ثورة متفجرة.
4-  إلجم لسانك :
  فلا تدعْ لسانك حرا طليقا ،احرص أن تلجمه عند الغضب ،وليس هذا بالهين ،ولا اليسير، فحاله كالجواد الثائر ،يضرب بقدميهيمنة ويسرة ، ولكن الرجال في مثل هذا الموقف يعرفون كيف يتعاملون حيال هذا الأمر
5-  تسامح مع من أغضبك :
ربما سبقك غضبك ذات مرة ،وتقاعس جواد عفوك وحلمك ، حينها لا تدع الأمر يمر مرور الكرام ، ولا ترضى بأن يهزمك الغضب أو يوقعك في الأسر ،بل اعتذر.