الأثر الإيجابي...!

من السهل أن يقرأ المرء أو يستمع إلى موعظة فيحدث له تأثرا وقتيا بما سمعه أو قرأه فيقوم بتنفيذ ما دلت عليه ،ولكن بعد مدة وجيزة يعود لسابق عهده....لماذا؟
الشعور الايجابي

لأن التأثر كان لحظيا فأثمر سلوكا وقتيا غير دائم..
فإذا أردنا تغييرا دائما فلا بد من إحداث أثر دائم في ذات الإنسان..

..إن اكتساب أي مهارة من المهارات لا يتم من خلال ممارستها مرة أو مرتين ،بل لابد من تكرار الممارسة و الصبر على ذلك حتى يتم اكتسابها ،كمن يريد تعلم أحكام تلاوة القرآن فلا يكفي أن يقرأ كتابا أو يسمع دروسا نظرية فقط في هذا الأمر ،بل لابد مع المعرفة النظرية من التطبيق العملي المتكرر للاحكام التجويدية حتى يتعود المرء على النطق وهكذا حتى يجيد الترتيل إجادة تامة.

..نعم ،يمكن أن يقرأ كتابا يتضمن تعريفا بكل الأحكام في ساعة من الزمن ،لكنه لن يمكنه من النطق الصحيح ،فلابد من الممارسة العملية إن أراد اكتساب تلك المهارة ...هذه الممارسة قد تأخذ منه بضع شهور وقد تكلفه بذل الجهد والاستمرار في متابعة التطبيق والتمرين..ولكن ليس هناك طريق غيرها.

والأمر نفسه لو أراد المرء اكتساب مهارة قيادة السيارة ،لابد أن يتعرف نظريا على أسسها ثم يقوم بالتطبيق العملي المتدرج والمتواصل حتى يصير -بإذن الله- قادرا على قيادة السيارة بمفرده..

من هنا نقول أن تغيير أي فرد لا يحتاج فقط إلى المعرفة النظرية بما ينبغي تغييره ،بل لابد من الممارسة العملية الطويلة والمستمرة لها..

لذلك مهما تكلم الدعاة على المنابر و الفضائيات ،ومهما كتب الكتاب ،ومهما وضع المصلحون من توجيهات إصلاحية ،وخطط تفصيلية لتغيير الأفراد من الداخل ،فإن هذا وحده لن يحدث التغيير المطلوب ،وأقصى ماسيفعله هو التغيير الوقتي غير الدائم.

من هنا نقول : لابد من ممارسة طويلة للمعاني المراد اكتسابها و إتقانها.





إذا أعجبك المقال شاركه مع أصدقائك