هوى النفس...الشهوة الخفية !

هوى النفس

النفس تهوى وتميل دوما إلى تحصيل الشهوات ... هذه الشهوات تنقسم إلى قسمين : قسم جلي ،وقسم خفي.
- فالشهوة الجلية : هي اللذة الناتجة عن الطعام والشراب و ...
- أما الشهوة الخفية : فهي تلك اللذة الناتجة عن مدح الناس وثنائهم ،وكذلك الشعور بالعلو والتميز على الآخرين ،وارتفاع المنزلة عندهم ،والتقدم عليهم.
ولأن النفس محبوبة نوما تدعو إليه محبوب ،نجد الكثير من الناس لا ينتبه لخطورتها ،بل ويسترسل مع هواها في تحصيل الشهوات - وبخاصة الخفية - دون أن يدرك أنه بذلك يخونها و يظلمها عندما يتبع هواها ،ريسهم في طغيانها ،ويقترف من أجلها الذنوب و المخالفات التي تستدعي وتستوجب العقاب الإلهي في الدنيا والاخرة..البعض  قد يستشعر أهمية المعرفة ،فينمي عقله بالعلوم النافعة ،وقد ينتبه لقلبه فيتعاهده بالأوراد التي تزيد الإيمان ،ولكنه ينسى أن بداخله من يتربص بكل أعماله ليأخذ نصيبه وحظه ولذته منها ، فيتعرض بذلك عمله لخطر عدم القبول .. إنها نفسه التي بين جنبيه.

المسلمون أصل العلوم الحديثة ! ..خاصة العلوم الطبية !


الشهوة الخفية :
...إذاً فالنفس هي العقبة الكؤود بيننا وبين الله عزوجل ،ولقد خلقها الله عزوجل بهذه الصفات ليختبر مدى صدق عبوديتنا له ،فلولا وجودها لما وجد العبد أي مشقة في القيام بالطاعة ،والإخلاص لله عزوجل.
وشهوات النفس الجلية قد ضبطها الشرع وححدها من حيث الحلال والحرام والمباح والمكروه ،لذلك فمن السهل على صاحب الإيمان الحي أن يلتزم - بعون الله- بهذه الضوابط.
أما الشهوات الخفية فمع تحذير الشرع الشديد م الاسترسال معها ، إلا أن الكثيرين لا ينتبهون إلى هذا التحذير ولا يتعاملون معه مثل تعاملهم الحذر و المنضبط مع الشهوات الجلية ، وذلك لأن الشهوة الخفية ألذ و أحب إلى النفس من النفس الجلية .
  ومن أهم الشهوات الخفية التي تسكر النفوس ،وتجعلها في حالة من السعادة والنشوة : الشعور بالرضا عن النفس ،والتميز عن الآخرين ،وعلو المنزلة عندهم ،وإذا أردت تخيل هذه المشاعر فما عليك إلا أن تتذكر حالك عندما تتعرض للمدح من غيرك...
خطورة الرضا عن النفس و الإعجاب بها :
الرضا عن النفس و الاعجاب بها من أمراض القلوب ،وهو يحبط العمل الملازم له ،ويعرض صاحبه لمقت الله ....قال صلى الله عليه وسلم "النادم ينتظر الرحمة ،والمعجب ينتظر المقت"..وقال " من تعظم في نفسه ،واختال في مشيته ،لقى الله وهو عليه غضبان "
وهو من المهلكات التي تهلك المرء ..قال صلى الله عليه وسلم " فأما المهلكات :فشح مطاع ،وهوى متبع ،وإعجاب المرء بنفسه "..



إذا أعجبك الموضوع شاركه مع أصدقائك