لماذا تقدم هؤلاء مع كفرهم ..ولم نتقدم نحن مع عدم كفرنا بالله ؟؟




مفتاح تقدم الأمة و سبيل نهضتها
مما يلحق التي تتناول الخصوصية وضع الأمة الإسلامية ،مفهوم : "مفتاح نهضة الأمة وخروجها من كبوتها " ،و بخاصة أنه قد حدث اختلاط كبير في هذا المفهوم نتيجة لقتامة وضع الامة وعلو الباطل ،والانبهار بتجارب الأمم الأخرى ،وكما يقول ابن خلدون في مقدمته : "بأن المغلوب مولع بتقليد الغالب ".
فلقد غلبت الأمة في شتى المجالات ،و أصبحت تحت نعال أعدائها ،و ألحقوا بها ألوانا من الهزائم العملية و لنفسية فزاد انبهار أبنائها بنجاحاتهم، و تنادى الكثيرون بضرورة تقليدهم ،مع أن الحقيقة و الواقع لا يخبران بذلك ،بدليل أن الدعوة إلى تقليد الغرب انطلقت منذ عقود و عقود و لم تؤت ثمارها حتى الآن بل ازداد الأمر سوءا.
فإن قلت لماذا تقدم هؤلاء مع كفرهم ،ولم نتقدم نحن مع عدم كفرنا بالله ؟؟
الجواب عن هذا التساؤل ينطلق من التذكير بأن الله عزو جل قد جعل القانون الذي يحكم الأرض هو قانون السببية ،وقد رتب سبحانه و تعالى ظهور النتائج على اتخاذ أسبابها الظاهرة ،فالذي يشعر بالعطش و يشرب الماء يرتوي، و الذي يأكل يشعر بالشبع ،و الذي ينام يستيقظ مرتاحا.
نعم ،الله  عزوجل هو خالق الأسباب وخالق النتائج فهو سبحانه وتعالى خالق الماء وخالق الإرواء، فالماء سبب يتنزل عليه قدره بالإرواء ،و كذلك فهو سبحانه خالق النوم وخالق الراحة ،فالنوم سبب يتنزل عليه قدره  بالشعور بالراحة و هكذا ..
و لقد جعل سبحانه و تعالى الأسباب من الناحية الظاهرة تؤدي إلى النتائج حتى تستقيم حياة الناس .
و عندما خلق الله الأرض و جعل فيها اقواتها و ما يصلحها ،فإنه جعل الانتفاع بها متاحا أمام الجميع – المؤمن و الكافر – سواء للسائلين ،فمن بحث فيها واجتهد وصل إلى مكنوناتها لقوله تعالى :{ و جعل فيها رواسي من فوقها و بارك فيها و قدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين } فصلت 
10
لذلك نجد أن الكثير من الأمم – غير المسلمة – عندما اجتهدت في الأخذ بالأسباب والانتفاع بمكنونات الأرض حققت نتائج مبهرة ، وانعكس ذلك على شعورها بالرفاهية المادية ،مما حدا بأصوات كثيرة في أمتنا بالمطالبة المستمرة بالسير في هذا الطريق لكي ننهض مرة أخرى و نصل إلى ماوصلوا إليه.
الدليل العملي :
إن الدليل العملي الدامغ لصحة هذا المفهوم هو ما حدث مع الأجيال الأولى للأمة ،فعندما فهموا وظيفتهم الأساسية وانطلقوا في مشارق الأرض و مغاربها للقيام بها ،وفّى الله بوعدهم معهم ،وأورثهم الأرض ،وسلمهم قيادة البشرية التي كان الفرس و الروم يتصارعون عليها ،ويسرون بها نحو الهاوية... 




إذا أعجبك الموضوع شاركه مع أصدقائك