كيف تتخلص من لعبة "المقارنة" ؟!

مع إعلانات ومنشُورات وسائل التواصُل الاجتماعي: آخر عطلة، رحلة إلى بلد غربي، شراء منزل، خطوبة أو زفاف.. يمكن أن يؤدي بنا ذلك في بعض الأحيان إلى الشعور بعدم كفاية حياتنا خاصَّة إذا شعرنا أنّنا "نتخلّف" في الحياة.

مقارنة أنفُسنا مع الآخرين

ولكن لُعبة المقارنة هي لُعبة خطيرة. فالضّغط لمواكبة كيف يعيش الأشخاصُ الآخرين حياتهم مقارنة مع حياتِتا، يمكن أن يجعلنا نشعُر بالاكتئاب ويلقينا بعيداً عن التركيز على أهدافنا ومسار حياتنا الفريد من نوعه.

لماذا مقارنة أنفُسنا مع الآخرين هي إشكالية ؟!

إذا كانت مقارنة أنفسنا بالآخرين تجعلنا نميلُ إلى الشعور بأنّنا "دونهُم"، فلماذا نعرّض أنفسنا لذلك؟

وفقاً لنظرية المُقارنة الاجتماعية بشكلٍ أساسي، نحن مخلوقات اجتماعية ولدينا حاجة ماسّة لفهم أنفسنا ومكاننا في العالم. وهذا يشمل من حولنا وخاصة أقرب أقراننا.

يتمُّ تقسيم المقارنات الاجتماعية إلى فئتين - المقارنة الهبوطية (مقارنة نفسك بشخصٍ ما أسوأ منك) والمقارنة الصاعدة (مقارنة نفسك مع أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم أفضل حالاً منك).

وهذان الأمران يمكنهما أن يخلقا مشاكِل في كيفية النظر إلى أنفُسنا.

في حين أنّ المقارنة الهبوطية قد تبدو وكأنّها وسيلة لجعلنا نشعر بتحسُّن تجاه أنفسنا، فهذا يعني في الواقع أنّنا نربط ثقتنا واحترامنا بسوء حظ الآخرين. كما أنّه يجعلنا نركِّز كثيرا على الجوانب السلبية للناس بدلاً من رؤية الصورة بأكملها.

وبطبيعة الحال، فإنّ المقارنة الصّاعدة يمكنها أن تسمح لنا أن نشعر بالدوافع والإلهام ولكن عقولنا السّلبية تميل إلى التأثير نحو تأجيج الحسد أو معايير غير واقعية.

في أغلب الأحيانِ، الناس لا يهتمُّون حقا، فقط هُم فضوليون 

المُشكلة الأخرى مع المقارنة هي أنّها وعلى الرغم من أنّه قد لا تكون لدينا عادة مقارنة أنفسنا، إلا أنّ البعض يمكنه أن يميل إلى الإشارة إلينا كيف نقوم بعمل شيءٍ ما مقارنة بالآخرين.

ولكن علينا أن نفهم أهمية التركيز على أنفُسنا لأنّ وجهات نظر الآخرين محدودة وتستند إلى آرائهم وتجاربهم.

في كثير من الأحيان يُمكن أن يكون فضولاً مَحضاً، بدلاً من وجود نوايا حقيقية لتوجيهِنا.

هذا هو السّبب في أنّه من الأهمية بمكان ضبط هذه الآراء غير الضّرورية والتركيز فقط على ما تريد أن تبدو عليه حياتك.



كيفية منع تشويش الضّوضاء والتركيز على نفسك.

إذا كان تصفُّح وسائل التواصُل الاجتماعي يتركُك تشعر ، غير آمنة، وغير كافية أو كنت ترغب فقط في التوقف عن الاهتمام بالآراء 'مفيدة' الآخرين مثل إجبار عليك عن حياتك، ثم هناك طرق لتحويل وجهة نظرك وقيادة أكثر سعادة بكثير الحياة في هذه العملية.

1- أنشئ خارطة طريق واضحة لحياتك.

من أجل أن تكون أكثر ثقة في قراراتِك وبالتالي تكون قوياً بما فيه الكفاية لرفض ما يقوله الآخرون، فإنّ خلق خارطة طريق لحيث تريد الذهاب وكيف ستذهب إلى هناك، سيجلب المزيد من الاستقرار وانعدام أمن بدرجة أقلّ. من خلال القيام بذلك، سوف تهتم بشكلٍ أقل بكثير حول ما يفعلُه الناس، أو ما يعتقدونه حولك.

قم بإنشاء قائمة من الأهداف، لاحظ أين أنت الآن بالنسبة لها (مع عدم وجود حكم سلبي) واكتُب خطة عمل لكيفية تحقيقها.

يمكنك وضع خطة لأسبوع واحد أو خطة لسنة واحدة - سوف تبدأ في الشعور بأنّك تمضي قدمًا.

2- القيام ببعض "جولات" التحسين الذاتي.

التّحسين الذاتي هو وسيلة رائعة للتركيز على أنفُسنا ولكن في كثير من الأحيان،  على سبيل المثال، إذا أردنا تحسين صحتنا، قد نبدأ في تناول الطعام بشكلٍ أفضل وممارسة الرياضة أكثر.

ومع ذلك، يمكن أن يؤدِّي بنا ذلك إلى تجاهل مجالات أخرى مثل العمل أو التعلُّم أو العلاقات.

التركيز على أكثر من منطِقة واحدة يخلق شعوراً بأننا نرسّخ وفرة بشكلٍ شامل والذي بدوره، سوف يمنعُنا من الشعور بالافتقار الذي يجعلُنا نُقارن مجالاً ما من حياتنا بشخصٍ آخر.

اكتب قائمة لكيف يُمكنك تحسين كلّ مجال من مجالات حياتك - ربما تتعلّم شيئا جديداً، ممارسة تمارين روتينية للحصول على صحة أفضل أو تحسين مهاراتك الاجتماعية من أجل تكوين صداقاتٍ جديدة.

خصِّص قليلاً من الوقت لكلِّ منطقة، وسوف تنمِّي قريبا المزيد والمزيد من الثِّقة في نفسك وحيث تتجه حياتك.

3- تذكّر أنّ كلّ شيء يأخذ وقتاً.

نحن في كثيرٍ من الأحيان نعتقد بأنّ بعض أهدافِ الحياة يجب أن تتحقّق في وقتٍ معيّن ولكنّها لا تعمل دائماً على هذا النحو (وهذا يحدثُ عندما تكون لعبة المقارنة في أوجِها!) حاول عدم التّركيز على أطرٍ زمنية محدّدة وفهمِ أنّك دائماً على طريقك إلى حيث تريد أن تذهب.

الناس يمضُون على طول مسارهم الخاص بسرعاتٍ مختلفة وهذا أمر عادي. اعمل سلاما داخلياً مع حيث أنت، أعثُر على كلِّ ما تستطيع أن تُقدّر به حياتك مهما كانت نجاحاتك صغيرة، وكُن مؤمناً بأنّك سوف تحقِّق أهدافك وأحلامك في توقيتك الخاص - التوقيت الأفضل بالنسبة لك ولا لأحدٍ آخر.

اقرأ أيضا:


خطة الـ 18 يوما لتحسين نفسك 1٪ كل يوم (من شأنها أن تفيدك 100٪ في حياتك)


المصدر: هنــا