7 سلوكيات أساسية للأشخاص المبدعين للغاية

الإعتقاد الأكثر شيوعا حول الإبداع هو أنّه أمرٌ بعيد المنال، مقصورٌ على فئة معيّنة وفريد من نوعه.
7 سلوكيات أساسية للأشخاص المبدعين للغاية

ونحن نعتقد فقط أنّ بيتهوفن، بيكاسو وموزارت هم الذين لديهم عبقرية إبداعية.

إلاّ أن هذا ليس صحيحًا.

اليوم، نأتي إلى فهم أنّ هناك سلوكيات محدّدة وعقليات يُمكن لأي شخص استخدامها للوصول إلى النّتيجة المرجوة.

1- إسرق مثل الفنّان.

يجب أن نُدرك أنّ الفكرة والإلهام لعملٍ ما تأتي من مصادر عديدة في وقتٍ واحد.

كلّ فكرة جديدة هي مجرّد مزج أو "ريميكس"" من الأفكار السّابقة. لهذا السّبب، نقلا عن جوناثان ليثم، يقول كليون: "عندما يدعي الناس أنّ شيئا 'أصيلا' "، تسع أعشار ذلك لأنّهم لا يعرفون المراجع أو المصادر الأصلية المعنية".

وبالتالي التوصية هي - أن تسرق مثل الفنّان.

يحاكي الفنّان الجيد أسلوباً آخر بقدر ما يستطيع. الفنّان العظيم يختار عناصر من عمل الآخرين ويدمجُها في مزيجٍ من التأثيرات.

انّه يفعل ذلك بذوق، مع العلم أنّ الانصهار الصحيح سوف يخلق شيئاً فريداً، حتى وإن لم يكُن أصلياً تمامًا.

لذلك تعلّم أن تسرق مثل الفنّان - العالم كله جاهزٌ للاستيلاء عليه.

2- كُن دائم البحث.

للعثور على شيءٍ يستحق السّرقة، يجب أن ننظر في الأماكن الصَّحيحة.

المدخلات تُسهّل المردُود. و نوعية المعلومات التي يستهلكها الفرد تحدِّد نوعية العمل الذي سينتجه المرء.

في عالم حيث الضوضاء، يمكن أن يكون إيجاد أفضل الأفكار في كثير من الأحيان صعباً.

هناك طريقة للتغلُّب على هذا. وهي ما يدعوها "كليون" التفرُّع، وهو أمر مفيد لاستكشاف الاختلافات في فكرة ما.

فكِّر ملياً حول مفكِّر واحد. أدرُس كلّ شيء متاح لمعرفة هذا المفكِّر. ثم اعثُر ثلاثة أشخاص أحبّهم هذا المفكر، واعرف كل شيء عنهم. كرِّر هذا عدّة مرّات ما أمكنك. تسلّق الشجرة بقدر ما يمكنك ذلك".

الإبداع هو أن تسعى بنشاط من أجل أفضل الأفكار من جميع الأماكن. ابحث دائما.

3- أدخل مجالاتٍ جديدة.

بينما نكتسب المزيد من التّجربة والخبرة في عملنا، سنصبح أكثر رسوخاً بطريقة معيّنة في ملاحظة العالم.

فذلك يجعلنا أكثر كفاءة ونحن نقضي على جزءٍ من عملية التفكير، ولكن الجانب السلبي هو أننا نُصبح أقلّ تقبلا للأفكار الجديدة وأقل استجابة للتغيرات.

هذا قرار بالإعدام لأيّ مبدع يأمل في القيام بعملٍ جيد. 

فكِّر في انتشار غوغل اليوم في كلّ مكان. لقد كانت محركات البحث موجودة قبله بوقت طويل، ولكنّها كانت محدودة الاستخدام.

لقد غيّرت غوغل ذلك عندما اعتمدت نهجا جديدا لعودة النتائج، واختيار التركيز على الجودة بدلاً من الشّعبية.

ما هو الإلهام الذي دفع لهذا التغيير؟ النّشر الأكاديمي.

في العالم الأکادیمي، یمکن للمرء أن یحدِّد بسھولة جودة وأھمیة ورقة ما حسب عدد المرّات التي استُشهد بها. فأفضل الأوراق البحثية ترتفع إلى الأعلى، في حين أن الأكثر محدودية تتلاشى في غُموض. كانت فكرة أنيقة عندما أدخلها "لاري بيدج" إلى بحث غوغل. وهو ما يُعرف الآن في عالم محرك البحث الأمثل (سيوSEO) بالروابط الخلفية back-links.

لا تأتي الحلول الأصلية والإبداعية دائماً من إعادة اختراع العجلة. بدلاً من ذلك، فإنّها تأتي من تطوير التطبيقات المبتكرة، وليس تخيُّل مفاهيم جديدة تماما.

كما يُمكنك البدء من خلال إيجاد فكرتين مختلفتين تماما والجمع بينهما.

4- كُن غزير الإنتاج.

كان توماس اديسون مشهوراً لكونه مجرِّباً لا هوادة فيه. والكمية الهائِلة من تجاربه أدّت في نهاية المطاف لحمله الرقم القياسي في الحُصول على معظم براءات الاختراع - أكثر من 1090 باسمه. رسم بيكاسو أكثر من 20،000 لوحة.

ومعظم هذه الأعمال لم يصل إلى حدٍّ كبير. فقد كانت إبداعات لم يكن يلقي لها الرجل العادي في الشارع بالاً حتى.

لقد اتّضح أنّه لا أحد منّا يمكنه التنبؤ بدقة الأفكار التي سوف تنجح والتي سوف تفشل.

الحل؟ إنتاج الكثير من العمل الذي سيجعل قطعة ما تنجحُ حتما. إذا كانت فكرة واحدة فقط جيّدة من كلّ عشرة، فهذا يعني أنه يجب أن تعمل على مئات فكرة للتوصُّل إلى عشرة منها جيدة. الشيء نفسه ينطبق على الكتابة، التأليف، أو الرّسم.

الكمية تولِّد الجودة. فعل خلق شيء ما، مهما كان رديئاً، هو ممارسة لخلق شيء أفضل.

5- امنح لنفسك الإذن بـ"المشقّة".

خلق المزيد من العمل يبدو وكأنّه فكرة جيّدة من الناحية النظرية، ولكنّه صعبٌ في التطبيق. السبب الوحيد والأهم هو أننا لا نعطي أنفسنا الإذن بأن نُمتصّ.

"ستيفن بريسفيلد" يعرِّف هذا أيضا. في "حرب الفنّ"، فهو يصف الخوف من الإبداع - قد وصفه بأنّه مقاومة.

"المقاومة تريد منّا أن نتقاسم قيمتنا الذاتية، وهويتنا، وسببنا للوجود، وعلى رد الآخرين على عملنا. المقاومة تعرف أننا لا نستطيع أن نأخذ هذا. لا أحد يستطيع. ولكن المهنيين يعصفون بالنّقد بعيداً. حتى أنّهم لا يسمعوه حتى. النقاد، يذكِّر نفسه، هي أفواه غير مقصودة من المُقاومة ".

المشكلة هي أنّه قد تمّ تدريبنا على ربط قيمتنا الذاتية بإنجازاتنا. إذا كان هذا هو الحال، من الذي، بعد ذلك، سوف يخلق عن طيب خاطر عملاً سيتم استخدامه للحكم عليه؟

الطّريق إلى الإبداع هو خلق الكثير، والطريقة لخلق الكثير هو منح أنفسنا الإذن لامتصاص.

الناس سوف ينسون الأخطاء والقمامة التي نُجريها، ولكن سوف يتذكّرون أفضل أعمالنا.

6- احتضِن القيود.

هناك العديد من الحواجز التي يمكنُها أن تمنعنا من خلق عملٍ جيّد. ولكن جوهر الإبداع هو إنجازه بالفعل مع ما لدينا.

في الواقع، يوحي "أوستن كليون" أنّه:

"لا شيء يسبِّب الشّلل أكثر من فكرة الاحتمالات اللاّنهائية. أفضل طريقة للحصول على كتلة إبداعية هي ببساطة وضع بعض القُيود على نفسك".

"الحصول على عملٍ إبداعي حقًّا يتطلّب الكثير من الوقت والاهتمام، وهذا يعني قطع الكثير من توافه حياتك بحيث يكون لديك الوقت والاهتمام الإضافي."

القيود ليست عدواً. العديد من المبدعين فهموا ذلك وتوجّهوا إلى إنتاج روائع بسببِ القيود.

7- طوِّر طقوسك الخاصّة بك.

الإبداع لا يأتي بسهولة.

فالعملية مُحبطة. بالكاد هناك مقياس جيد يمكننا استخدامه لقياس تقدُّمنا. انه بعيد المنال. هذا هو السبب في أننا نعطي أنفسنا تجاوزاً كلّما لم نتمكّن من أن تأتي بالأفكار الجيدة أو القيام بأيّ عمل إبداعي.

من الضّروري أن نخلق روتيناً أو طقوساً يُمكننا الاعتماد عليها، نُظُم عمل، ومنع أنفُسنا من الوقوع ضحايا لمزاجنا.

الإبداع هو عملية. هناك نظامٌ يمكن للمرء أن يطبّقه بشكل منهجي لتوليد أفكارٍ جيدة.

انّه ليس حقلاً مقصوراً على فئة معيّنة. ولكن يجب على المرء أن يقوم بالعمل، مهما كان صعبا.

المصدر: هنــا