هل أنت فوضوي؟ إليك هنا لماذا قد يعني ذلك أنك عبقري!

"لا يوجد إنش من مكتب أينشتاين خالي من الورق. كتب، مخطوطات، مجلات، ومغلّفات في كلِّ مكان. الشيء نفسه ينطبق على الرُّفوف. رف واحد يحمل المجلات بنظام، ولكن في كلِّ مكانٍ أكوام فوضوية وأكوام من الورق." - أندرو تاتي.

فوضوي

هذا ما قاله "أندرو تاتي" - وهو كاتب في الإبداع وعلم النّفس - عن الصّورة المأخوذة من مكتب أينشتاين بعد وفاته.

"إذا كان المكتب الفوضوي يدلّ على فوضى العقل، إذاً فكيف نظنّ بمكتبٍ فارغ؟" أينشتاين، وأيّ واحد من العباقرة في العالم من الماضي والحاضر كانوا فوضويين غر مرتّبين.

لا أحد يشك في عبقرية مارك توين الإبداعية، بغضِّ النّظر عن كيفية ظهور مكتبه بشكلٍ "غير منظّم"، ومن المؤكد أنّه غير منظّم.

وتصرُّ بعض عقول وادي السيليكون السّاطعة على أنّ الفوضى تولِّد الإبداع، ولكن هل يوجد هناك أيّ علاقة بمفهوم مكان العمل الفوضوي يثير العصائر الإبداعية؟ في الواقع، هناك.

هل أنت شخص فوضوي؟ إليك هنا لماذا قد يعني ذلك أنك عبقري مبدع..

بالنّظر في هذه الدِّراسة من قبل الطبيبة النفسية "كاثلين فوهس" من جامعة مينيسوتا. وفي دراستها، قامت فوهس  بتوزيع باحثيها في غرفةٍ واحدة من مُختبراتها مرتّبة بشكلٍ منظّم وقامت بعمل فوضى بشكلٍ كامل في الأُخرى. ثم أُعطيت مواضيع البحث مهمة إبداعية للتفكير في الاستخدامات المُمكنة لكرة بينغ بونغ ضمن إطار زمني معين.

في حين أنّ كلا المجموعتين قامت تقريبا بعمل نفس العددِ من الاحتمالات، إلاّ أن الأشخاص في الغرفة الفوضوية كانوا "أكثر إبداعا بكثير".

لماذا هذا؟

كلّ ذلك يرجع إلى معلوماتٍ حسية "غير ذات صلة بالموضوع" بحيثُ تسمحُ للفرد بالتركيز أكثر على المهمّة التي في متناول اليد.

وبشكلٍ أكثر تحديدًا، فإنّ هذه المواهب الإبداعية لها ارتباطٌ قوي بانخفاض القُدرة على تصفية هذه المعلومات والسماح أكثر لعمليات التفكير الغير تقليدية.

وبعبارةٍ أُخرى، ربما يكون التّفكير التقليدي أفضل طريقة مع النّهج المرتّب، ولكن العمليات الإبداعية غير التقليدية تنشأُ من الشُّعور بالاضطراب، عدم الالتزام بسماتٍ مقبولة اجتماعيا من التنظيم والدقة.

الأشخاص المبدعُون لديهم قدرة نادرة جدًّا على إنتاج شيءٍ من فوضَى الأفكار. توماس إديسون، مما لا شك فيه أنّه واحدٌ من أعظم العقول المبدعة في التاريخ، قال ذات مرّة:

"لكي تبتكر، تحتاج إلى خيالٍ جيّد و كومة من الخُردة."

بالنسبة لأولئك المبدعين، فهذا الاقتباس من إديسون هو بالتأكيد مرتبط بهم. العباقرة المُبدعون ليسوا فقط عرضة للإحساس بالاضطراب ... إنّهم يستمتعون به.

العالم من حولنا يبدو أن يكون منظم، كيان منظم الذي يدعو إلى نهج الحد الأدنى - شيء لا يفضي جدا إلى الحلم أو الجدة. ناهيك عن ذلك، انها مسطحة بلا حرج.

إنّ الشّخص المُبدع لديه حاجة فطرية لدرجةٍ معيّنة من الفوضى، حيث أنّ العالم سيضجّ منه ببساطة إذا حُرم من ذلك.

من حيث العمل، فهذه الحاجة تنقل الدماغ إلى وضعٍ إبداعي وتدعو على ما يبدو إلى تدفُّق لا نهاية له من الأفكار المجرّدة.

المُبدع بيننا سوف يتجاهل المكتب المتناثر الأوراق وأكواب القهوة من أجل التركيز على ما هو مهمٌّ حقًّا - الإبداع.

ببساطة: لا يهمّ كيف يمكن أن يكون محيطهم غير منظّم.

فهم مشغُولون جدًّا بالتركيز على الرِّواية القادمة، اللّوحة، النّحت، أو القطعة المُوسيقية. 

مساحاتُ العمل لدينا هي انعكاسٌ لمن نحن كأفراد. قم بالسّير في أيّ مكتب شرِكة، هناك احتمالاتٌ أنّك ستجدُ كلّ شيء مرتب، منظّماً ودون عوائق. اسأل أيّ فنان موهوب عمّا يظنّه حول مكان العمل التقليدي، من الضّروري أن تجد هناك بعض مظاهر الرّفض وعدم الرضا والملل.

إذا كنت شخصًا مبدعًا يعمل في ثقافة الشّركات، ارفُض أيّ محاولة لثنيك عن عملك الإبداعِي. أُعثُر على البيئة التي تعمل فيها بشكلٍ أفضل في وحافظ على تلك البيئة.

المصدر: هنــا