التفكير خارج الصندوق عفا عليه الزمن، فكر بشكل عالي الدقة (HD) بدلا من ذلك

يقول الدكتور جيمي شواندت، كلّما سمعت شخصاً يقول "فكِّر خارج الصندوق"، أبدأ في التساؤل لماذا هناك صندوقٌ في المقام الأول. شخصيا، أنا لا أفكِّر داخل الصندوق، ولا أفكِّر خارج الصندوق، وأنا لا أعرف حتّى أين هو الصندوق!

فكر بشكل عالي الدقة (HD)

نحن نقيّد أنفسنا عندما نضع أنفُسنا في صُندوق. عندما نفعل ذلك، فإنّنا لا نرى الحلول خارج الوضع الرّاهن. إذا كنت محاصراً في هذا الصندوق ... ببساطة تخلّص منه. 

فكِّر في مشاهدة فيلم بدقّة عالية (HD)، هل يمكنك تذكُّر كيف كانت تبدو الصُّورة قبل ظهُور التلفزيون عالي الدقة؟ وبالمثل، فإنّ النظر إلى العالم من خلال عدسة نظرية الحيود السداسي يوفر لنا صورة عالية الدقة وواضحة للمُشكلة.

نظرية الحيود السداسي

نظير الحيود السداسي (أو معايير سيغما) هي مهارة من شأنها أن تحسِّن ليس فقط قدراتنا المعرفية، ولكن قدرتنا على الكسبِ أيضًا.

بعضٌ من أنجح الشّركات في العالم تستخدم هذا أيضاً. هذه المهارة لن تقوم بتغيير طريقة تفكيرك فقط، ولكنّها سوف تجعلك أيضا تسويقياً للغاية لأعلى المنظّمات التي تبحث عن وكلاء التغيير وحلّ المشاكل.

ما هي نظرية الحيود السداسي؟

الحيود السداسي هو نهجٌ غير تقليدي لحلّ المشكلات، يجبرُك حرفيًا أن تفكِّر خارج الصندوق. بعضٌ من أنجح النّاس على هذا الكوكب قد استخدموا ذلك. جاك ويلش استخدمه لتحويل جنرال الكتريك و بعض الشركات القوية مثل تويوتا والأمازون استخدموا نهجاً مماثلاً كلّ يوم لعمل تحسين جذري لمنظّماتهم.

نظرية الحيود السداسي

نظرية الحيود السداسي هي التركيز على العملاء وطريقة حلّ المشاكل القائمة على البيانات بهدف تحسين الجودة والتكلفة والسُّرعة. وهي تستخدم منهجية حل المشكلات DMAIC، حيث يمكنك:

- تعريف المُشكلة.
- قياس خط الأساس.
- تحليل العملية والعثور على السبب الجذري للمشكلة.
- تحسين العملية وتنفيذ أفضل الحلول.
- السيطرة على العملية والحفاظ على المكاسب.

نظرية الحيود السداسي (Lean Six Sigma) لا تمنحُنا فقط القدرة على حلِّ مشكلة ما، لكنّها تُثقفنا حول ما هي المشكلة.

والمشكلة هي في الأساس فجوة بين الطريقة التي ننظر بها إلى الواقع والواقع الفعلي. 

الآن بعد أن صار لديك فهمٌ أساسي لما هو عليه الأمر ولماذا يجب أن تعلَم ذلك، دعونا نلقي نظرة على أفضل 4 أدوات وتقنيات تدخُل ضمن الحيود السداسي (سداسية سيغما).

اقرأ أيضا:

حتى تبتكر وتبدع .. تعلم كيف تتصفح عقلك وليس هاتفك !


تعلَّم أن ترى من خلال رسم تفصيلي للعملية.

أوّل شيء يجب أن نفهمه هو أنّنا يجب أن نرى العملية ونتوقف عن اتخاذ الإجراءات بشكلٍ أعمى. يمكنك أن تتعلّم لمعرفة من خلال رسم خريطة للعملية الخاصّة بك.

من خلال تخطيط العملية من نُقطة إلى نقطة، نجد أنه صار من الأسهل الكشف عن مهدرات الوقت. علاوةً على ذلك، من خلال رسم خريطة للعملية نبدأ في رؤية صورة واضحة مع دقّة أعلى.

- 5- لماذا

لماذا

هل أنت مستعد للتّقنية التي أتقنتها في سن الخامسة، ومع ذلك نسيت كيفية استخدامها؟ ببساطة (وبشكلٍ مزعج!) اسأل "لماذا؟" مرارًا وتكرارًا.

تقنية 5-لماذا هي أداة قوية وقيّمة للغاية مما يمنحُنا القدرة على تجريد الطبقات للوصول إلى جوهر المشكلة.

- إزالة الملهيات.

إزالة الملهيات

أولا، القضاء فورًا على جميع الأنشطة التي ليس لها قيمة مُضافة والتي لا تخدم غرضاً.

ثانيا، النّظر في الحد من كمية الأنشطة التي لا تضيف أي قيمة مطلُوبة. إنّها الأشياء التي لا تضيف أيّ قيمة، إلاّ أنّها مطلوبة بموجب القانون أو التوجيه التنظيمي.

وأحد الطُّرق البسيطة للقيام بذلك هو أن نسأل: "لماذا نقوم بذلك؟" و "هل ما زلنا بحاجةٍ إلى القيام بذلك؟".

ثالثا، تحسين تلك الأنشطة ذات القيمة المضافة، وهي الأشياء التي تعمل بالفعل.

- مبدأ باريتو


باستخدام قاعدة 80/20 (استنادًا إلى مبدأ باريتو)، يمكننا تحديد 20٪ من الإجراءات التي تسبِّب 80٪ من المشكلة. أو النّظر إليها من زاويةٍ مختلفة، يمكننا تحديد 20٪ من الإجراءات التي تجلب 80٪ من الأرباح. 

- رؤية ما وراء المشكلة

تصنيف بلوم للتعلم

وأخيرا، أوصي باستخدام تصنيف بلوم للتعلم لتحديد ما إذا كنت ترى فعلا مشكلة بشكلٍ عالي الدقة HD. إنّها أداة جيدة الاستخدام للتأكد من أنّك تستخدم مهاراتك الفوق معرفية وليس مجرّد اجترار المعلومات.

وفي ما يلي بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك:
 * هل يمكنك تحديد المشكلة أو وصفها؟
 * هل تدرك مغزى المشكلة؟
 * هل يمكنك تطبيق المعلومات التي لديك؟
 * هل أنت قادر على كسر الأشياء إلى أجزاءٍ متجانسة وتحليل تلك الأجزاء؟
 * هل يمكنك إعادة ترتيب الأفكار أو تجميعها كلية في شكلٍ جديد؟
 * هل أنت قادر على تقييم المعلومات بناء على الأدلّة؟
 * هل يمكنك حلّ المشكلة، وخلق شيءٍ جديد، ووصف عملية تفكيرك لشخصٍ ما لا يدرك المشكلة؟

آمل أنّ كلّ هذه التقنيات التي عرضناها لكم يمكنها أن تساعدك على البدء في رؤية أيّ مشكلة بشكلٍ عالي الدقّة HD والتخلُّص من الصندوق الذي يمنعك من الإتيان بحلولٍ مبتكرة.

اقرأ أيضا:

كيف أعثر على هدف حياتي و أجعل من نفسي شخصا أفضل !


المصدر: هنــا