هذا الاعتقاد الزائف ربما هو السبب في أنّك لست ناجحا حتى الآن !

نحن كثيرًا ما ندعو الأشخاص الناجحين "موهوبين".

 الأشخاص الناجحين

فنحن نعتقد بطريقة أو بأخرى أنهم جيّدون في ما يفعلونه لأنّ لديهم موهبة في ذلك، وأن بعض الاشخاص ببساطة وُلدوا بموهبة تضمن لهم النّجاح.

حتى أنّ البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ليقول أنّه إذا لم تكن موهوبًا بما فيه الكفاية، يجب عليك ييساطة أن تنسحب: ربما لست مخلوقاً لتكون لاعب تنس / عازف بيانو / رسام، توقف عن إضاعة وقتك!

ولكن هذه فكرة سامّة جدا.

في حين أنّه صحيح أنّ الموهبة ربّما هي ميزة لبعض الناس، ولكن الأشخاص النّاجحين لا يعتمدون على المواهب وحدها. لقد فعلوا الكثير من الأشياء الأُخرى التي لا تعرفها من أجل تحقيق النّجاح.

لذلك، قبل أن تلُوم مقدرتك والافتقار إلى المواهب، عليك أن تُدرك أنّ ما تحتاجُه في الواقع للمضي في طريقك قد يكون أنت نفسك.

ما نفكِّر به كموهبة طبيعية هو مجرد نتيجة لبدء الممارسة في وقتٍ مبكر.

الموهبة لا تجعلك جيّداً بشكلٍ تلقائي في شيءٍ ما، سواء كان لعب التنس أو حل مشاكل الرياضيات.

حتى لو كانت لديك موهبة، إذا كنت لا تستخدمُها بشكلٍ صحيح، سوف تضيّعها فقط.

وبما أنّ الموهبة وحدها لا تحدِّد النّجاح، هناك طرق يمكنك أن تنجح بها حتى لو كنت تعتقد أنّك غير موهوب. في الواقع، يمكنك أن تصبح موهوباً، إذا كانت "موهوباً" تعني أنّك أفضل من غيرك في الكثير ممّا تفعله.

السّبب في أنّ الأشخاص الناجحين يبدون جيدين بشكلٍ طبيعي في شيءٍ ما في كثير من الأحيان بسيط: لقد بدأوا المُمارسة في وقتٍ مبكِّر بكثير ممّا يمكنك حتى أن تُلاحظهم. لقد بذلُوا جهدا متواصلا لفترةٍ طويلة.

إنّه وهمٌ أن تقول أنّهم ولدوا ليكونوا ناجحين، وهذا هو السّبب في أنّه يجب عليك أن تبدأ في ممارسة أيّ شيء تعتقد أنّك لا تملك الموهبة له، واستمر في ممارسة ذلك إذا أردتَ أن تكون جيداً جدًّا جدًّا في ذلك.

معظمنا قليل الصّبر.. لسنا غير موهوبين.

ضع في اعتبارك أنّه عندما تقول أنّك لست موهوباً للقيام بشيءٍ ما، ما تعنيه في الواقع هو أنّ ذلك صعب حقاًّ في البداية. عليك أن تكون صبورًا، وثق بأنّك مع الممارسة سوف تحرزُ التقدُّم مع مرور الوقت. لا تستسلم.

عليك أن تكون شجاعًا في مواجهة التحديات. إذا واجهت صعوباتٍ عند الممارسة، بدلاً من الانسحاب، يجب أن تستمر، أو أنك لن تنجح.

النّجاح، الآن على ما يبدو، يعتمد على مزيجٍ من الممارسة المستمرّة والصبر أكثر من المواهب نفسها.

ولكن المُمارسة ليست مجرّد تكرار نفس المهارة. عليك أيضا أن تعرف كيفية الممارسة.

الأشخاص النّاجحون لا يقومون بعمل مجرّد ممارسة مكرّرة؛ بل يمارسون بذكاء.

وقد وجد باحثون من جامعة "جونز هوبكنز" أنّ مقدار التحسُّن الذي يمكن أن تقوم به من خلال مُمارسة مهارة لا يعتمد فقط على عدد المرّات التي تمارسها، ولكن أيضا على ما إذا كانت طريقة الممارسة فعّالة.

تشير نتائج الدِّراسة إلى أنّ محاولة الخروج بطرقٍ مختلفة من الممارسة، مقارنة بتكرار نفس الممارسة الروتينية، يساعد الدِّماغ على تعلُّمٍ أكثر كفاءة، مما يؤدي إلى مزيدٍ من التحسُّن في غضون فترةٍ معينة من الزمن.

وذلك لأنّ التغييرات الصّغيرة في الممارسة يمكن أن تسرّع عملية التعلم.

وهذا يعني، أنّه يجب عليك تنظيم جلسات ممارسة خاصّة بك عندما تحاول تطوير مهاراتٍ أفضل لنشاطٍ معيّن.

على سبيل المثال، إذا كنت تتعلّم البيانو، بدلاً من تشغيل نفس القائمة من القصائد عدّة مرات، يمكنك محاولة تقسيم وقتك والتركيز على مناطق مختلفة (تقنية) في كلِّ مرة تقوم بالتمرين. يمكنك ممارسة الموازين، أجزاء أبطأ/أسرع، وما إلى ذلك في أيامٍ مختلفة من الأسبوع. بالإضافة إلى تحسين كفاءة التعلُّم، وهذا أيضا يمنع جلسات الممارسة من أن تُصبح مملّة، مما يمنحُك حافزا إضافيا للاستمرار في المُمارسة.

الآن بعد أن عرفت أنّ الممارسة هي السّبب الحقيقي وراء النّجاح، فضلاً عن كيفية الممارسة، حان الوقت لتنسى (عدم امتلاك) المواهب والبدء في ممارسة كلّ ما حلمت القيام به دائماً!

المصدر: هنــا