4 نصائح في مجال التخطيط من الدكتور طارق السويدان

هذه النّصائح تنطبق علينا في الحياة، من شأنها أن تساعدنا على تخطيط مسار حيتنا بشكل أفضل:

4 نصائح في مجال التخطيط من الدكتور طارق السويدان

النصيحة الأولى: خطّط مبكّرًا. 

لا تؤجِّل التخطيط إلى أن تكبر، لماذا تنتظر إلى أن تكبر !!
أفضل وقتٍ للتخطيط هو في نهاية المرحلة الثانوية، في الثانويات الأمريكية يوجد مكتبين، الأول مكتب الأخصائي الاجتماعي حيث يعالج المشاكل الاجتماعية والنفسية، أما الثاني فهو مكتب خاص للإرشاد في خطة الحياة واختيار التخصُّص والمساعدة على حصول القبول في الجامعات، يشرف عليه فريق كامل حيث أنهم يساعدون جميع طلبة الثانوية ابتداء من السنة قبل الأخيرة. 


في السّنة الأخيرة من الثانوية الطلبة يحصلون على موافقة الجامعة والسنة الدراسية لم تنتهي، فيقوم الطالب بمراسلة الجامعة بعد انتهاء الصيف ثم بعدها بشهرين يبدأ الدراسة فيها، بهذه الطريقة لا تستطيع العمل في الجامعات الغربية، فيبدأ التقديم في السنة قبل الأخيرة ومعها الوثائق والتوصيات من المدرسين حيث يحاول كل طالب تحصيل أكبر عدد من التوصيات كذلك الدورات والمهارات التي يمتلكها ثم يرسلها للجامعة.

في بعض الجامعات مثل هارفارد لا يهمهم كل هذه التوصيات والدورات في بعض التخصصات، ما كان يهمهم هو أن يكتب الطالب عن نسفه 03 صفحات يقنعهم بها لقبوله، إذا كنت أنت لا تعرف من أنت ولا تعرف ما تريد وما هو مستقبلك فكيف ستكتبها وكيف ستقنعهم بقبولك، الذي ليس لديه خطة لن يستطيع إقناعهم لأنه لا يمتلك رؤية ولا يعرف ما يريد فلن يقنعهم. بعض الطلبة يستغرقون 3 شهور لكتابة هاته الـ 3 صفحات، يجب أن يعبر عن نفسه تعبير حقيقي وعمّا يريد.. فهل تعرفون ما تريدون؟. 

النصيحة الثانية: ركّز فيما تُحسن.

بعبارةٍ أخرى "لا تتفلسف" إحدى شعارات الدكتور طارق السويدان، شيء لا تفهم فيه لا تتحدث فيه. 

عندما يُركز الإنسان فيما يُحسن عندها سوف ينتج إنتاجاً بديعاً، بينما الإنسان إذا اشتغل فيما لا يحسن، مثل أن يكتب كتابا في مجال لم يقرأ فيه ولا يعلم عنه شيئا، فهنا تكون القيمة العلمية لهذا الكتاب صفر (0).

ولهذا كخطّة ركِّزوا على الأشياء التي تحسنوها وتدركوها، أمّا الأشياء التي لا تحسنوها فتعلّموها إذا كنتم صغارا، فإذا كبر الشخص وتعدى سن العشرينات ولم يتعلّمها فلا أنصحه بذلك، في هذه الحالة نصيحة إليك لا تتعلّمها وإنما شكِّل فريقا مع شخص قوي في ذلك المجال، فإذا كنت ضعيفا في المالية فتعاقد مع شركة ممتازة في المالية فتحلّ المشكلة بدل أن تحلها بالتدريج وتأخذ منك جهدا ووقتا طويلا. إذا كبرتم لا تحولوا أن تصححوا نقاط ضعفكم، لأنكم لو قمتم بمعالجتها فأقصى ما يمكن أن تصل إليه هو أن تصبح في الوسط. ولهذا تحالفوا، اعملوا بعقلية فريق، لا تعملوا بعقلية فرد. 

النصيحة الثالثة: لا تعمل ما لا تحب.

تجد إنساناً لا يشتغل في وظيفة لأنّه يملك رؤية فيها، إنما هو يشتغل لأجل الراتب. و الدليل عندما تعرض عليه وظيفة بضعف الراتب يترك وظيفته السّابقة، فهو لا يملك هدفاً سوى جمع الما.

ربما يقول شخصٌ ما، لكن لا أجد وظيفة أخرى.. الإجابة: اصنعها بنفسك، اصنع، وظيفتك، اصنع مشروعك الخاص بك ولا تستسلم، أنا لا أمانع أن يصير الشخص موظّفا ولكن بشرط قوانين، فلا مانع أن تكون موظّفا لمجموعة لها نفس رؤيتك، لا مانع أن تكون موظّفا إذا كنت ستترك أثرا تربويا أو علميا أو اجتماعيا حقيقيًا، يعني لو عرض عليك راتب أكبر ممّا تتقاضى لن تكون مستعدًّا لترك وظيفتك من أجلِ هذا الراتب.

لا مانع أن تشتغلوا في وظيفة بشرط أن تكون لديكم فرصة أن تصبحوا أعلى شخص في هذه المنظّمة كأن تصبح وزيرا أو وكيلا أو من مستوى آخر، لكن لا تشتغلوا في وظائف من أجل النُّقود.. فذلك عيب.!

كما أستثني المتخرِّجين الجُدد من الجامعة، لأن هذه الوظائف تعتبر بالنسبة إليهم تدريب مدته 3 أو 5 سنين وليس عبودية، لكن الذي مرت عليه 15 سنة وهو يشتغل موظفا، فهذا بالنسبة إليه أول شيء يجب عليه أن يستغفر لأنه يقوم بذنبٍ عظيم، فهو يقوم بتضييع حياته وليس هناك ذنب أكثر من تضييع حياة إنسان تضيع. 

النصيحة الرابعة: الصّبر يعطي النتائج الكبيرة. 

النتائج الكبيرة تأخذ وقتاً وجهداً، تحتاج منك إلى الإصرار وهذا كلّه يحتاج منك صبراً، هناك بعض الشباب مستعجلين يريدون نتائج سريعة.. ولكن الشيء السّريع والوحيد الذي يعطي نتائج كبيرة هو الكوارث !، زلزال يعطيك نتائج كبيرة.. إعصار يعطيك نتائج كبيرة، لن تحصل على نتائج كبيرة إلاَّ إذا بذلت جهدًا كبيرًا وقضيت وقتا طويلا وإصراراً.