سر الحياة .. أن تكون مرتاحا مع كونك غير مرتاح !

"أنت لن تغيِّر حياتك أبداً حتى تخرُج من منطقة الرّاحة الخاصّة بك. التّغيير يبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة بك." - روي بينيت.

comfort zone

هل تساءلت من قبل لماذا يبدو بعض الأشخاص أنهم ينزلقُون بسلاسة في الحياة، يتعاملون مع المشاكل كما لو كانوا يركبُون الأمواج على مزلاج؟

فهم دائمًا يظهرون رائعين وهادئين ويُبْدُون رباطة جأش خلال تلك اللّحظات المُجهدة الشديدة، مثل تخرُّج الكلية أو اجتماعات العمل، في حين أنّ الكثير ينكسر وتعرُّق.

كما أنّك تتعجّب عمّا إذا كان لديهم إكسير سري أو أنّهم يتقابلون يومياً على مدار 24 ساعة مع مدرب للثقة بالنفس. هناك احتمالات، أنّ لديهم صيغة للنّجاح، وبعضهم قد لا يدرك ذلك حتى. فهم ببساطة يدفعون أنفسهم خارج منطقة الراحة الخاصة بهم مع ممارسة منتظمة، ومكثّفة.

أعِد التفكير في منطقة الراحة الخاصّة بك.

مناطق الرّاحة هي أماكن مريحة تحدِّدها الأشياء المألوفة التي تملأ حياتك اليومية.

إنّها الاشياء التي لا تسأل عنها وتألف القيام بها. ويمكنُك التنبّؤ بها. لا تشكِّل أيّ تحدّ. مريحة. مثل تناول اللّحم كل يوم، والبقاء داخل منطقة الراحة الخاصة بك في كلِّ وقت يمكن أن يكون سيِّئا لصحتك.

المجتمع اليوم موجه نحو إزالة العقبات من حياتك. أجهزة التحكُّم عن بعد تغير القنوات التلفزيونية من بعيد، يتم تغيير درجات حرارة الغرفة بالضغط على زر... في هذه العملية، أنت تفقد الاتصال مع نفسك وعندما تواجه مهمّة صعبة، فإنك تظهر مُرعَباً ومتوتراً أكثر ممّا هو عليه الأمر في الواقع لأنك قد فطمت من التعامل مع العقبات.

في مقابلة مع كبار الرياضيين المحترفين والمجازفين، أشار براد شولبرغ لمجلة الخارج في مقالته أنه على الرغم من خيارات الحياة المختلفة، من تسلُّق الجبال إلى السِّباحة لمسافاتٍ طويلة، دفع هؤلاء الرياضيين النّاجحين للغاية أنفسهم جسديا إلى أقصى حدودهم للوصول إلى أهدافِهم النهائية - استكمال السباق، والوصُول إلى القمّة. و قد كان لديهم شيءٌ واحد مشترك: كانوا يعلِّمون أنفسهم احتضان الحياة خارج مناطق الرّاحة الخاصة بهم. فأصبحوا مرتاحين مع عدم الارتياح.!

غيِّر اللعبة، وغيِّر دماغَك.

إذا كنت قد حقّقت أيّ هدفٍ مادي من قبل مثل الجري لـ3 أميال، أو التسلُّق إلى أعلى القمم، يحدث شيءٌ غريب. عندما تصل إلى النِّهاية، تشعر أنّك مستنزف تماماً. تشعر بالحرارة والتعرُّق. عضلاتك تُؤلم، جسمك يهتز، وقلبك يقصف. لكنّك تشعر بالسعادة. أرأيت..! نعم، كان من أمراً صعباً. ربما حتى مرعباً. ولكن هذا الجزء الأخير دفعت نفسك من خلاله، فقط للوصول إلى النهاية.

تشرح أنجيلا بيرسيفال "دكتورة ومستشارة نفسية"، أنّ الدماغ البشري يصنِّف باستمرار ويحمل المعلومات. وهو يقارن باستمرار أيّ معلوماتٍ جديدة يتلقاها إلى "المكتبة" من البيانات التي تمّ جمعها، لذلك عندما تواجه شيئا خارج منطقة الرّاحة الخاصة بك مثل هذه النهايات أو الاجتماع اللعّين مع رئيسك، فإنّه ليس لديه أيّ شيء لمقارنته، و لهذا تشعُر بعدم الارتياح، شعور بالغثيان من خوفك من المجهُول.

وتضيف أنجيلا قائلة: "كلّما قمت بالمزيد من التجارب الغير مريحة والجديدة، كلّما أدرَك دماغك أنك سوف تكون بخير، لأنّك جرّبت المجهول من قبل وأنت الآن على قيد الحياة، "لذلك من منطق الدِّماغ، ستبقى على قيد الحياة هنا أيضًا. ونتيجة لذلك، ستشعرُ بتوتر أقلّ وثقة أكبر عندما تُغامر خارج منطقة الرّاحة الخاصة بك لأنك جعلت من هذا المكان الخاص بك قاعدتك الجديدة.

كيفية تحصُل على الرّاحة مع كونك غير مرتاح.

كلّما خُضتَ خارج منطقة الرّاحة الخاصة بك، كلّما أصبح الأمر أسهل. المُشاركة في ممارسة التّمارين الرياضية بانتظام للوصُول إلى هدفٍ رياضي - سواء كان التدريب لماراثون أو بناء القدرة على التحمُّل لبلوغ قمة أبالاشيان، سيحسِّن عدداً كبيراً من المناطق طوال حياتك.

اصنع هدفاً واكتبه. قم بإعداد خطّة عمل لتحقيق هذا الهدف. استخدِم عملية خطوة-الطفل إذا كنت مبتدئاً. وبعبارةٍ أخرى، إذا كنت ترغب في المشاركة في ماراثون وأنت لا تركض، ابدأ بالسير على الأقدام. حمِّل تطبيق الصحة واللياقة البدنية على هاتفك الخاص لتتبع تقدّمك المُحرز. قم بالانضمام إلى الصّالة الرياضية. قم بتعيين مدرِّب محترف. يمكنك الاستعانة بالأصدقاء والعائلة للمساعدة. واستشارة الطبيب دائماً قبل المشاركة في أي ممارسة صارِمة.

عندما تفعل شيئًا على أساسٍ منتظم، يُصبح عادة. إذا كنت تتمرّن بانتظام على هدفٍ محدّد في عقلك، سوف تدفع نفسك نحو هذا الهدف، وسيصبح من الأسهل أن تشعر بالراحة مع كونك غير مرتاح.

المصدر: هنـــا