كيف أستفيد من أخطائي وإخفاقاتي السابقة ؟ .. إليك 5 نصائح لتحقيق أقصى استفادة

"لا تعِش في الماضي". كم منا سمع تلك التّوصية خصوصاً بعد شيءٍ سيء حدث لنا؟ 
في كثيرٍ من الأحيان نكون حكماء باتباعها، وتحويل تركيزنا إلى أهداف الحاضر والمستقبل. بعد ذلك، مجرّد هاجس غير صحي حول فشل الماضي يمكن أن يشلّنا.


ولكن مثلَ أي نصيحة جيّدة، لا ينبغي أن تُؤخذ إلى أقصى الحُدود. أنا مؤمنٌ بشدّة في المضي قدمًا، ولكنني أُدرك بنفس القدر، القيمة الضّخمة لقضاءِ فترة قصيرة من الزّمن على الانعكاس على الأخطاء الماضية بطريقة مُثمرة. لماذا؟ لأنّها الطريقة الوحيدة للتعلُّم منها.

1- أعد النّظر.

أُنظر إلى الوراء في أحداثِ ماضيك. افعل ذلك سنوياً، شهرياً، أسبوعيًا، وإلى حدٍّ ما، يوميًا. وفي نهاية كلِّ عام، خصِّص أسبوعًا كاملا لمراجعة الأشهر الـ 12 السّابقة. أنظر كلّ شهرٍ إلى النّجاحات والإخفاقات في الثّلاثين يوما السّابقة. وفي نهاية كلِّ يوم، إسأل نفسك أسئلة أساسية حول كيف عملت في الـ 24 ساعة الماضية. سجِّل قائمة الأشياء التي أنجزتها، حيث قضيت وقتك فيها وأيّ أخطاء قمت بارتكابها.

لا يمكنك أن تعرف ما يجب القيام به غدًا حتى تعرف ما أخطأت به اليوم. احتفِل بالانتصارات وسجِّل ملاحظات حول الخسائر. ثم انتقل إلى الخطوة التالية.

"إذا كنت لا تُخطئ، فمن المحتمل أنك لا تحاول بجدٍّ بما فيه الكفاية."

2- تبصّر.

افحص كل بندٍ في قائمتك بمزيدٍ من التفصيل، لغرضٍ واحد: التعلُّم من كلِّ تجربة.

وإليك هنا بعض الأسئلة لتطرحها على نفسك:

 * ما هي الخطط التي قمت بعملها؟
 * ما هي القرارات التي أسفرت عن نتائج جيِّدة؟
 * ما هي القرارات التي انتهت بك إلى الإخفاق؟

إذا كان عليك مواجهة الوضع مرّة أخرى، بمعرفة ما تعرفه الآن، ما الذي ستفعله بشكلٍ مختلف؟ لماذا ؟

أكبر الأخطاء غالبًا ما تُسفر عن أكبر الدُّروس، لذلك فكِّر بعمقٍ لمنع سقوطك غداً في نفس الفخاخ التي سقطت فيها بالأمس.

3- استرجع عافيتك.

عندما لا تسيرُ الأمور كما هو مخطَّط لها، قد تحتاج إلى وقتٍ للتعافي. فقد ارتكبتَ الكثير من الأخطاء. بعض من قرارات عملك لم تكن ناجحة وكلّفتك الكثير من المال..

فالسّماح لنفسك بالشعور بالسُّوء لفترةٍ قصيرة يمكن أن يُحفِّزك لإصلاح ما يمكن إصلاحه. ويحرِّرك للمضي قدمًا. تذكَّر فقط، مع كلِّ نظرة إلى الماضي، دائما أبقِ عيناً نحو المُستقبل. هذا سيُساعدك على الاسترجاع بشكلٍ فعَّال، دون التخبُّط في الأسف.

4- إعادة ترتيب نفسك.

غالبًا ما يوفِّر التفكير التأمُّلي الوُضوح حول الأولويات. وفحص ما حدث على نحوٍ خاطئ قد يَكشف عن المكان الذي فقدت فيه الرؤية لما هو مهمٌّ حقا. في كثيرٍ من الأحيان أولوياتك تحتاج إلى إعادة ترتيب لتتماشى مع مهمتك. في بعض الأحيان تحتاج أولوياتك إلى التحويل.

فالتفكير يسمح لك بضرب زر الوقف مؤقتاً والتأكُّد من أنك لا تزال على الطريق الصّحيح. لا تستمر في دفع نفسك في اتجاهٍ لا ينبغي أن تسلُكه!

5- إعادة الشّحن.

امضِ قدُمًا واضحك. فذلك من شأنه أن يجدِّد طاقتك. التفكير التأملي يجلب التواضع أيضاً عندما ترجع خُطوة إلى الوراء لترى حيث ساعدك الآخرون على طول الطّريق. واكتشاف الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتجنُّب تكرار الأخطاء سوف ينشِّطك.

والتأمل يمكنه أيضا أن يكون وقتًا للإثارة والإبداع. إنّها فرصة كبيرة لتبادُل الأفكار حول الفُرص المُستقبلية والبحث عن سبُل لوضع خططٍ جديدة في العمل. 

أعتقد أن التفكير التأمُّلي أمرٌ بالغ الأھمیة لفتح باب النّمو. فهو يوسِّع تفكيرك ويُلهمُك لمواصلة التحسُّن. فإنه يبقيك في تطور كفرد وكزعيم. إنّه يضمن تقريبا أنّ مستقبلك سيكون أفضل من ماضيك.

لذلك امضِ قدمًا: انعكس على أخطائك فقط بما فيه الكفاية للسَّماح لهم بتشكيل مستقبلك بطرقٍ إيجابية.