كيفية بناء "المرونة" للبقاء على قيد الحياة في هذا العالم الصعب !

إنّ مواجهة الصُّعوبات جزءٌ من الحياة. يمكن أن نشعر في كثير من الأحيان أنّنا نواجه تحدِّياتٍ لا نهاية لها بدلاً من النِّهايات السّعيدة - عندما نتغلَّب على أحد التحديات، يعيد واحدٌ آخر إظهار رأسه القبيح.

بناء "المرونة"

بعض الأشخاص صاروا أقوى من خلال هذه التحدِّيات، بينما البعض الآخر صاروا أضعف، ولم يتمكنوا من رؤية الأمل بعد ذلك.

إنّه ليس كمّ التحديات التي مررنا من خلال هي التي تميِّزنا، إنّما كيف نرى هذه التحديات.

إنّه ليس مجرّد تفاؤل. إنّها المرونة.

في حين أنّ التفاؤل هو نظرة إيجابية تُعرف بأنها "خاصية كونك مليئاً بالأمل مع التأكيد على الأجزاء الجيدة في الوضع، أو الاعتقاد بأن شيئا جيدًا سيحدث"، هناك فرق عندما يتعلّق الأمر بالقدرة على الصُّمود (المرونة).

تعرف القدرة على الصمود بأنّها "خاصية القُدرة على العودة بسرعة إلى حالةٍ جيدة بعد المشاكل". وبعبارةٍ أخرى، يتعلّق الأمر بالانتقال من وضعٍ صعب دون التأكيد فقط على الأجزاء الإيجابية والاعتقاد الأعمى بأنّ شيئاً جيدًا سيحدث. وبدلاً من ذلك فإنّ الأمر يتعلق برؤية الجانبين، الجيد والسّيء، مع إدراك القضايا المحتملة للوضع واتخاذ الإجراءات وفقاً لذلك، بينما تحافظ على الأمل على قيد الحياة.

لا يعتقد الأشخاص المرنون أبداً أنّهم يفشلون حقًّا.

الفشل الوحيد هو عندما لا يقوم شخصٌ ما بفعل أي شيء، لا يُحاول ويتخبّط فقط في ظلم الوضع. الفشل 90 مرة، بالنسبة إلى شخصٍ مرن، يعني تعلُّم 90 درساً وهذا ما يسمى الفشل الذي يُسهم في النّجاح النهائي.

وجود العقلية التي تسمّي الفشل نكسة بدلاً من وقت للنُّمو وإعادة التوجيه يمكن أن يكون كافيا بالنسبة لنا للإنسحاب. لقد شهدنا جميعا هذا وربما قد تخلينا عن حلمٍ أو مسارٍ إيجابي نتيجة لذلك. ولكن على الرّغم من أنّ هذه الإخفاقات يمكن أن تضربنا بشدة، إلا أنّها في الواقع مجرد عرض لنجاحٍ كبير لأنّ معظم النّجاحات الكبيرة في حياتنا تأتي من 80٪ فشل و20٪ نتيجة مرجُوة.

الأشخاص المرنُون يركِّزون على صفاتهم الداخلية، وليس على المحفِّزات الخارجية.

من السّهل جدًّا أن نتأثّر بما يجري من حولنا وأن نغفل عن الصورة الكبيرة. الأشخاص المرنون يعرفون هذا جيدًا. وهذا هو السبب في أنهم يعملُون على صفاتهم الداخلية التي من شأنها أن تنقذهم عندما يواجهون الصعوبات.

فكيف يمكننا عمل هذا التحوُّل المهم في التركيز للحصول على المرونة؟


أكتب أهم شيء بالنسبة لك في اللّحظات الحرجة.

بناء "المرونة"

سؤال "لماذا" خاصّتك في أي لحظة أو هدف طويل الأمد مهمٌّ لخلق المُرونة و كتابة ذلك هو ما يسمى "تأكيد القيمة."

فقد دعّمت العديد من الدراسات فكرة أنّ التدخل في لحظاتٍ حاسمة لكتابة ما هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لك يزيد الإيجابية على المدى الطويل.

يساعد "التأكيد على القيمة" على تحويل العقليات السلبية للمرء وزيادة قيمة الذات.

إن تذكّر ما هو مهم، وخاصة في الأوقات الصَّعبة، يجعلنا نرى الهدف الأكبر بدلاً من الصُّعوبات على المدى القصير وهذا ما يجعلنا نعيش.

ركِّز على نقاط قوتك بدلاً من نقاط ضعفك.

فالتحدِّيات تميل إلى تذكيرنا بنقاطِ ضعفنا وهذا ما يجعلنا نتمسّك بها. بينما الأشخاص الذين يتمتعون بالمُرونة يميلون إلى أن يكونوا مدركين جيدًا لنقاط ضُعفهم ولكنّهم لا يقضون الوقت في التركيز عليها أو يحاولون تحسينها بجهودٍ كثيرة جدًّا.

بدلاً من ذلك، تجدهم يتطلّعون نحو نقاط قوتهم وضبط اتجاههم وفقاً لذلك عندما يبدو أنّ الأمور لا تسير على ما يرام. التركيز على نقاط قوتنا يعني كيف ننمو، في حين أنّ التركيز على نقاط الضعف لدينا يعمل في نهاية المطاف بمثابة تذكير لماذا نفشل بسببها.

المرونة تعني معرفة أفضل وسيلة للمضي قدمًا من أجل إعادة أنفسنا إلى مكان القوة ولا يمكننا أن نفعل ذلك إذا سمحنا لنقاط ضعفنا بإبقائنا أسفل.

المرونة ليست شيئا، الكثير منَّا يولد معه، ولكنّه مهارة تخرج من محن الأوقات المُظلمة وانتكاسات الحياة. إنّها حول تطوير المهارات لرؤية التحدِّيات بشكلٍ مختلف ومهارة لتحويل تركيزنا عمداً وعقلية لخلق موقف يمكننا من الاستفادة من الأوقات العصيبة.

المصدر: هنــا