4 دروس في الإنتاجية من العمالقة: زوكربيرج، غيتس، وبافيت

كونُك إنتاجيًا هو أكثر من مجرّد الجلوس في مكتبٍ والعمل. وهناك فرق بين الفعالية والكفاءة والإنتاجية.

4 دروس في الإنتاجية من العمالقة

وليس من قبيل المُصادفة أن بعضًا من أكثر الناس تأثيرًا في العالم قد وصلُوا إلى حيث هم من خلال تطوير الإنتاجية والحفاظ عليها وتحسينها. إن المتخرجين الكبار مثل مارك زوكربيرج، بيل غيتس، ساتيا ناديلا و وارن بافيت يُتقنون المهارات التالية للبقاءِ دائمًا منتجين للحصول على ما يريدون.

1- عدّد كلِّ الاتصالات واجعلها محدُودة.

الاتصالات يمكن أن تكون عقبة إلى الإنتاجية. تكريس الطاقة في المكان الخطأ يؤدي إلى إهدارِ الوقت.

المؤسِّس المشارك لشركة مايكروسوفت، بيل غيتس على سبيل المثال، هو مدافعٌ عن التواصل عن طريق البريد الإلكتروني. وهي أيضا طريقة من خلالها يبقى إيليون موسك مُنتجًا؛ في كلماته الخاصّة يقول أنّ السبب في ذلك، "أنه جيد جدا في البريد الإلكتروني".

ويؤدِّي تقليل الاتصالات عن طريق الهاتف أو من خلال الاجتماعات إلى إتاحة الوقتِ للتركيز على المسائل الأكثر إلحاحًا. كما يمكنُ تأجيلُ الرسائل، وبالتالي تسمح لنفسك بالسَّيطرة على الجدول الزمني الخاص بك.

2- تحسَّن في كلِّ فُرصة.

"إلون ماسك" يدعو أيضاً باستمرار لاستجواب الإنتاجية. اسأل نفسك كيف يمكنك أن تفعل شيئا أكثر كفاءة أو أفضل استخدامٍ لوقتك يوميا، لأكبر عددٍ ممكن من الأحداث والاجتماعات والمشاريع المقرّرة.

هذه الفِكرة من تحسين وقتك والعمل تَعمل بشكلٍ جيد أيضا لمارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة الفيسبوك، الذي يحبُّ أن يُبقي الأمور بسيطة. إنّه يُلغي الدنيوية، أو بتعبير كلماته الخاصة، يلغي القرارات "السخيفة أو التافهة" في الحياة، والذي يسمح له بالتركيز على عمله وأن يكون مثمرًا قدر الإمكان.

ومن الأمثلة الواضحة على هذه البسَاطة هو قميصه الرمادي والجينز التي يرتديها كلّ يوم. 

و هو ليس الوحيد - الرّاحل ستيف جوبز كان يرتدي ثيابا سوداء دائماً تقريبا، كان ألبرت أينشتاين معروفا بارتداء نفس البدلة الرمادية و شعر غير مهذب.

العثورُ على الطّريقة الأكثر بساطةً والأمثل لإكمال المهام والمشاريع يعني الطاقة التي تُهدرها على أشياء تافهة، يمكنك استرجاعها نحو قرارٍ أكثر أهمية لعملك.
اقرأ أيضا:

3- لا تُعدّد المهام.

وقد أظهرت الدِّراسات أنّ الدماغ لا يفعل العديد من الأشياء في وقتٍ واحد، وإنما يبدِّل بين المهام. وهذا يَعني أنه بدلا من التركيز على أشياء كثيرة في وقتٍ واحد، فإنّنا ننفق الطاقة والقوة الدِّماغية على عمل التحوُّل من مهمَّةٍ إلى أخرى. 

وبالتالي، يمكن أن يؤدِّي القضاءُ على تعدُّد المهام إلى زيادة الإنتاجية. أن تَكون في اللّحظة وتركِّز على مهمّة محدَّدة واحدة يَسمح لك بإكمالِ ذلك دون أن تُفجَع حول ما سيحدث في وقتٍ لاحق من اليوم، أو في الاجتماع المُقبل.

وتتمثل إحدى طُرق القيام بذلك في تفويض الآخرين والتعاون معهم.

4- تمسّك بشيءٍ واحد وكن خبيرا به.

وقد كتب الكاتب كال نيوبورت، الذي كتب عن بيل غيتس، مؤخَّرا أنّ الإلهاءات تقلِّل من تأثير عملنا فضلاً عن إمكاناتنا الشاملة.

في العملية، يشير إلى العمل العميق، والفكرة هي أنّه يمكننا تحقيقُ أقصى قدرٍ من التأثير من خلال إنفاق كمية مخصّصة من الوقت (حتى مجرّد ساعة أو ساعتين)  على العمل مع الحاجة الملِحَّة والقضاء على جميع الإلهاءات.

في الواقع، فإنّ هذه القدرة على تكريس التركيز الدقيق لمهمةّ واحدة في وقتٍ واحد، سمحت لبيل غيتس بإيجاد أعمالٍ تجارية تبلغ قيمتها مليار دولار في غضون شهرين فقط.

طريقة أخرى لإتقان فنِّ التركيز تَأتي من رجُل الأعمال الأمريكي وارن بافيت، الذي يستخدم استراتيجية إنتاجية من 3 خطوات:

 * الخطوة 1 - اعمل قائِمة من 25 هدفًا (يمكن أن تكون هذه الأهداف مهنية، أهداف لمشروعٍ معين، أو حتى الأهداف العامة على مدى أسبوع أو شهرٍ معين).

 * الخطوة 2 - راجع القائمة، وسلِّط الضوء على الأهداف الخمسة الأكثر أهميةً، ومن ثم اعزلها إلى قائمة جديدة مُنفصلة. 'أهم 5 أهداف'.

* الخطوة 3 - ركِّز على إنجاز البنود التي في قائمة "أهم 5 أهداف" أولاً، بغضِّ النظر عن بقية الأهداف المكتوبة حتى يتم الانتهاء منها.

في هذه الاستراتيجية، يقول بافيت بأنّ التركيز يجب أن يكون على قائمة "الخمسة الأوائل"، ومُعالجة الأهداف العشرين المتبقية باعتبارها إلهاءً.

والتركيز على عدد أقل من الأهداف الهامة يتيح أولا طريقة عمل أكثر قابلية للإدارة وبالتالي قابلة للتحقيق. ونتيجة لذلك، يمكنك تعيين الجدول الزمني الخاص بك والسيطرة على وقتك.

من السّهل الآن إنجاز الأمور بسرعةٍ من أي وقتٍ مضى.

إننا نعيشُ في عصرٍ لم نعد نحتاج فيه إلى بدء إجراء أو محادثة للحصول على المعلومات التي نحتاجها. الذّكاء الاصطناعي يتحرّك إلى مكانِ عملنا، والعديد من التطبيقات والخدمات الآن تدمُج الميزات التي تتنبأ بالخُطوة التالية لدينا، وتحدِّد الأولويات، وتعدِّد المهام بالنسبة لنا، مما يترك لنا في نهاية المطاف المزيد من الوقت ومساحة للدِّماغ ليَكون إنتاجيًا قدر الإمكان.

من الضّروري بالنسبة لنا جميعا أن نحدِّد أولوياتنا، وأن نلتزم بها، وأن نخفض كل الإلهاءات لتحقيق ما نريده أكثر من غيره.

اقرأ أيضا:


المصادر: wharton mashable / inc / venturebeat knowmail