هذه قصة "أوبر" .. من فكرة إلى شركة ناشئة بملايير الدولارات!

الشيء الذي بدأ كتطبيق لطلب السيارات الخاصة المتميزة في عدد قليل من المناطق الحضرية أصبح الآن يُغير النسيج اللوجيستي للمدن حول العالم. سواء كان ذلك ركوب أو شطيرة أو طرد، فإن أوبر يستخدم التكنولوجيا ليقدِّم للناس ما يرغبون به وقتما شاءوا.

قصة "أوبر

قضى الأمريكي ترافيس كالانيك عقداً من الزمن لتحويل تطبيق "أوبر" لطلب سيارات الأجرة إلى أثمن شركة ناشئة في العالم .. لكن، وصل كالانيك إلى محطته الأخيرة مع "أوبر" هذا الأسبوع، بعد أن أعلن عن استقالته عقب سلسلة طويلة من الفضائح التي زادت الشكوك حول قيادته للشركة.

وفيما يلي، أبرز المحطات في مشوار كالانيك ..

بداية "أوبر"

تعاون كالانيك بعد تخرجه مع زملاء في الجامعة مختصين بهندسة الحاسوب لتأسيس "Scour،" وهي خدمة لمشاركة الملفات، لكنها لم تستمر.

بعدها، قضى كالانيك أربعة أعوام بلا راتب وهو يطوّر شبكة تواصل أطلق عليها اسم "Red Swoosh." ويذكر كالانيك أن تلك السنوات كانت مليئة بالعمل المضني، لكنه باعها مقابل 15 مليون دولار في العام 2007.

العام 2008

يقول كالانيك إن فكرة تأسيس تطبيق "أوبر" خطرت له عندما لم يستطع تأمين سيارة أجرة في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك خلال ذهابه لحضور مؤتمر حول التقنية. وفي المقابل، يشير رائد الأعمال غاريت كامب إلى أنه هو الذي ابتكر فكرة "أوبر" في منتصف العام 2008. وتضمن كتاب للصحفي أدام لاشينسكي، معلومات تفيد عن طلب كامب المساعدة من كالانيك وثلاثة أصدقاء آخرين.

العام 2010

أُطلق تطبيق "أوبر" رسمياً في مايو/أيار العام 2010، وانضم كالانيك إلى فريق العمل كرئيس تنفيذي بدوام عمل كامل في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

وساهم كالانيك في الكثير من الأفكار لكيفية نمو الشركة، إذ نصت خطة كامب الأساسية على أن تشتري الشركة أسطولها من السيارات، لكن كان الفضل لكالانيك في الابتعاد عن هذه الخطة، والاعتماد على السيارات التي يمتلكها السائقون. ويعود الفضل لكالانيك في تسريع آلية جمع التمويل الذي اعتمد عليه تطبيق "أوبر."

العام 2011

وسّع تطبيق "أوبر" خدماته لتشمل مدينتي نيويورك وباريس، وكان بين أبرز الداعمين للتطبيق مغني الراب العالمي "جيه زي،" ومؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس، إذ قدما دعماً للشركة بأكثر من 40 مليون دولار.

العام 2013

غيّر تطبيق "أوبر" أسلوب استخدام المواصلات في العديد من المدن التي دخل عليها، ووصلت قيمة التطبيق إلى مبلغ 3.4 مليار دولار، ما أعطى أملاً أكبر في وصول خدماته إلى مدن أكثر بسرعة كبيرة.

لكن، عانت الشركة بشكل متزايد من القضايا القانونية، وخاصة من قبل الجهات التي اعتبرته تهديداً على شركات سيارات الأجرة. وبحسب كالانيك، بلغت مصاريف النفقات القانونية للشركة مليون دولار سنوياً.

العام 2014

بلغت قيمة "أوبر" 18 مليار دولار، وبعد الدورة الثانية من التمويل التي أطلقتها الشركة في نهاية العام، وصلت قيمة الشركة إلى 40 مليار دولاراً. وقدّرت مجلة "فوربس" في تلك السنة، ثروة كالانيك بثلاثة مليارات دولار.

وبعد أن وصل "أوبر" إلى أكثر من مائة مدينة، واجهت الشركة الكثير من القضايا القانونية فيما يخصّ أمن السائقين والممارسات غير المهنيّة في الشركة. ورفعت سيدة من ولاية إلينوي الأمريكية دعوى على الشركة لأن سائق "أوبر" قام بلمسها بشكل جنسي. ومُنعت "أوبر" من تشغيل السائقين في العاصمة الهندية نيودلهي بعد أن اغتصب سائق "أوبر" راكبة كان يقلّها.

العام 2015

حاز تطبيق "أوبر" على لقب أثمن شركة ناشئة في العالم، ووصلت قيمته إلى 51 مليار دولار. وتابع كالانيك مقاومته للأصوات المنادية إلى تحويل "أوبر" إلى شركة مساهمة عامة.

ومن جهة ثانية، واجهت الشركة غضباً عاماً بسبب سياستها التي تعتبر السائقين مجرّد متعاقدين لا يحق لهم ما يحق للموظفين.

العام 2017

واجه كالانيك موجة من الغضب العام عندما انضم إلى فريق مستشاري الأعمال للرئيس دونالد ترامب، ما جعله يتخلى عن المنصب بعد أسابيع. بعدها، ظهر مقطع فيديو يظهر كالانيك وهو يوبّخ سائق "أوبر" كان يعترض على الأجور التي تدفعها الشركة.

لكن، وقعت "الكارثة" الحقيقية عندما نشرت المهندسة السابقة لدى "أوبر" سوزان فاولر تدوينة تتحدث عن العنصرية الجندرية المستشرية في الشركة. وعلى إثر تلك التدوينة، بدأ وسم DeleteUber# (احذفوا أوبر) بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد انتشار تقارير تنتقد طبيعة إدارة الشركة، انتهى صبر المستثمرين في "أوبر،" وطالبوا كالانيك بالتنحي عن منصبه كرئيس الشركة التنفيذي.

وأعلن كالانيك عن استقالته في بيان قصير قال فيه: "أحب "أوبر" أكثر من أي شيء في العالم، وفي هذه اللحظة الصعبة في حياتي الشخصية أقبل طلب المستثمرين للتنحي جانباً، حتى يُصبح من الممكن لـ "أوبر" العودة  للبناء عوضاً عن الانشغال بمعركة أخرى،" حسبما ذكر متحدث باسم "أوبر."

لكن، سيحافظ كالانيك على حصته الكبيرة في الشركة وعلى مقعده في مجلس إدارة الشركة. 

وتتيح منصة "أوبر" للراكب المشترك الاختيار بين عدد من السائقين المتوافرين على الشبكة في المنطقة المجاورة له كما تسمح له بأن يطلع على ملخص عن "بروفايل" السائق وصورته الشخصية.

وبعد اختيار السائق وإرسال نداء خدمة عبر شاشة هاتفه الذكي يصبح بمقدور الراكب تحديد مسار السائق على الخريطة وزمن وصوله إلى العنوان المطلوب. وبعد إتمام الرحلة يقوم الراكب بوضع علامة تقويم لأداء السائق وأخلاقه المهنية وبالتالي مدى احترافيته. وبناء على هذا التقويم تحدد الشركة أسبوعياً مستقبل السائقين الذين بإمكانهم الاستمرار بالعمل معها وعبرها.


المصدر: cnn / alhayat / uber