كيف تحدد أهدافا ذكية؟ .. 3 نصائح لوضع أهداف قوية

أهمُّ فائدة من تحديد الأهداف ليس تحقيق هدفك. إنّها حول ما ستفعله والشّخص الذي ستُصبح عليه من أجل تحقيقِ هدفك وهذا هو الفائدة الحقيقية.


إعداد الهدف مهمٌّ لأنه يوفِّر التركيز. إنّه يشكِّل أحلامَنا. إنه يُعطينا القدرة على صقل الإجراءات الدقيقة التي نحتاجها لأدائها لتحقيق كل ما نرغب به فِي الحياة. الأهداف عظيمة لأنها تجعلُنا ننمو بطرقٍ لم تكن لدينا من قبل. ولكي نحقق أهدافنا، يجب أن نتحسن.

فالحياة مثل طريق تنظر إليه على المدى الطويل وتعيش فيه على المدى القصير. نحن نحلم للمستقبل ونعيشُ في الوقتِ الحاضر. وللأسف، فإنّ الحاضر يمكن أن ينتج العديد من العقبات الصّعبة. ولكنَّ وضعَ الأهداف يوفِّر رُؤية طويلة المدى في حياتنا.

ونحن جميعًا بحاجة إلى أهدافٍ قوية بعيدة المَدى لمُساعدتنا على تجاوُز تلك العقبات القصيرة الأجل. 

ولحسن الحظ، كلّما كانت أهدافنا أكثر قوة، كلّما تمكنّا من العمل على نحوٍ أفضل وضمان أنها ستأتي فعلا.

ما هي الجوانب الرئيسية للتعلم و التذكُّر عند دراسة وكتابة أهدافنا؟ .. إليك نظرة فاحِصة على تحديد الأهداف وكيف يمكنك جعلُها قوية وعملية:

1- التّقييم والتأمُّل.

التّقييم والتأمُّل

الطّريقة الوَحيدة التي تُمكِّننا من أن نقرِّر بشكلٍ معقول ما نريده في المستقبل وكيف سنصلُ إلى هناك هو أن نعرف أين نحن الآن وما هو مستوى الرِّضا الحالي لدينا. لذلك أولا، خُذ بعض الوقت للتفكير من خلال كتابة وضعِك الحالي. ثم اطرح هذا السؤال على كل نقطة رئيسية: هل هذا جيد؟

والغرضُ من التقييم ذو الشّقين. أولاً، فهو يوفِّر لك وسيلة موضُوعية للنّظر في إنجازاتك ومتابعة تصوُّرك الخاص للحياة. ثانيا، فإنه يظهر لك أين أنت حتى تتمكّن من تحديدِ المكان الذي تحتاج للذّهاب إليه. التقييم يمنحك خط الأساس للعمل.

استغرِق بضع ساعات هذا الأسبوع للتقييم والتأمُّل. انظر أين أنت واكتب ذلك حتى تعرِف تطورك الشّهري، مع الاستمرار في الوقتِ المُنتظم للتقييم والتّفكير، سترى فقط حجم الأرضية التي اكتسبتها، والتي ستكون مُثيرة!

2- تحديد أحلامِك وأهدافك.


واحد من الأشياء المُدهشة التي أعطيت لنا كبشر هو الرّغبة الجامحة في امتلاك أحلام حياةٍ أفضل ووضع أهداف لعيشِ تلك الأحلام.

يمكنُنا أن ننظر بعُمقٍ في قُلوبنا وأحلامنا لوضعٍ أفضل لأنفسنا ولأسرِنا. يمكننا أن نحلُم بحياةٍ مالية أو عاطفية أو رُوحية أو بدنية أفضل. لقد مُنِِحنا القُدرة ليس فقط على الحلُم، ولكن لمُتابعة تلك الأحلام، وليس فقط السّعي إليها، ولكن القدرة المعرفية لوضعِ خطط واستراتيجيات لتحقيق تلك الأحلام. 

ما هي أحلامك وأهدافك؟ هذا ليس ما لديك بالفعل أو ما قُمت به، ولكن ما تريده.

هل سبق لك أن جلست حقًّا وفكَّرت من خلال قِيَمِ حياتك وقرّرتَ ما تريده حقًّا؟ هل سبق لك أن أخذت بعض الوقتِ حقا، للاستماع بهدوءٍ إلى قلبك، لترى ما الأحلام التي تعيشها داخلك؟ أحلامك هناك. كل شخصٍ أحلامُه موجُودة هناك.

خُذ وقتًا طويلا لتكون هادئاً. هذا شيءٌ لا نفعله بما فيه الكفاية في هذا العالم المُزدحِم. نحن نندفع، نندفع، نندفع، و نستمعُ إلى الضّوضاء حولنا باستمرار. قلب الإنسان يحتاج لأوقاتٍ من الهدوء لإمعان النّظر في الأعماق. لا لأشخاص آخرين. لا لهاتف محمول. لا لكمبيوتر. فقط أنت، ورقة، قلم وأفكارك.

أكتُب كلّ أحلامك كما لديك. لا تفكر في الغريبة جدًّا أو الحماقات تذكر-أنت تحلُم! أطلِق العنان لأفكارِك وسجِّلها بدقّة.

فكِّر في ما تراه مثيراً حقًّا بالنِّسبة لك. عندما تكون هادئا، فكِّر في تلك الأشياء التي تتحرّك في دمك حقًّا. ماذا تحبُّ أن تفعل، سواء للمُتعة أو لقمة العيش؟ ماذا تحب أن تنجز؟ ماذا ستحاول لأن تفعل إذا كان النّجاح مضموناً؟ ما الأفكار الكبيرة التي تُحرِّك قلبك في حالةٍ من الإثارة والفرح؟ عند الإجابة على هذه الأسئلة ستشعُر أنّك عظيم وسوف تكون في "منطقة الحلم". 

أكتُب كلّ أحلامك كما لديك. لا تفكر في الغريبة جدًّا أو الحماقات تذكر-أنت تحلُم! أطلِق العنان لأفكارِك وسجِّلها بدقّة.

الآن، قم بإعطاء الأولوية لتلك الأحلام. ما هي أهمُّها؟ التي هي الأكثر جدوى؟ التي تحب أن تفعلها أكثر من غيرها؟ ضعها في الترتيب الذي ستحاول في الواقع تحقيقها. تذكر، دائما تحرَّك نحو العمل - وليس مجرّد الحُلم.

3- اجعل أهدافك ذكية


ذكية، يعني مُحدَّدة، قابلة للقياس، يمكن تحقيقها، واقعية وحسّاسة للوقت.

محدّدة: الأهداف ليست مكانا للهُراء. فهي ليست مكانا غامضًا. الأهداف الغامِضة تنتج نتائج غامضة. الأهداف غير المكتملة تنتج عقود آجلة غير مُكتملة.

قابلة للقياس: تعيين الأهداف التي يمكن قياسُها دائمًا وليس الوَهمية. وأود أن أقول "قابلة للقياس على وجهِ التحديد" أن تأخذ في الاعتبار مبدأ كونها محدّدة.

يمكن تحقيقها: واحدة من الأشياء الضّارة التي يقوم بها الكثير من الناس مع النّوايا الحسنة، هو وضع الأهداف العالية بحيث أنها غير قابِلة للتّحقيق.

واقعية: جذر كلمة واقعية هي "حقيقية". يجب أن يكون الهدف شيء يمكننا أن نجعله معقول "حقيقيا" أو "واقعا" في حياتنا. هناك بعض الأهداف التي هي ببساطة ليست واقعية.

وهذا لا يعني بأيّ حال من الأحوال أنّه لا ينبغي أن يكون هدفا كبيرًا،نحن نقول لأنّه يجب أن يكون واقعيا.

الوقت: يجب أن يكون لكلِّ هدفٍ إطار زمني مُرفق به. واحد من الجوانِب القوية لهدفٍ كبير هو أن لديه وقت نهاية لتحقيقه. بحيث يجعلُك ذلك تعمل بجد لأنك تريد الوفاء بالموعد النهائي. حتى إذا تجاوزت الموعد المحدّد فستكون عمُوما قد استوفيت مُعظمه.