تريد أن تستمتع بالحياة .. وتنسى كل شيء سيء حصل لك !!

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله ، يعتقد الكثيرون بأنّ الحياة هي العمل فقط لا غير، يقضون أوقاتهم وهم منشغلون دائماً في العمل من أجل كسب المال، أو تقضي ربّة المنزل حياتها في رعاية منزلها وأطفالها بجدّ دون أن يسألوا أنفسهم هل هي حياة سعيدة أم لا، وهذه النظرة نظرة ضيّقة للحياة لأنّهم بذلك يضعون أنفسهم داخل قوقعة أو دوامة لا نهاية لها، فتمضي الحياة دون أن يستمتعوا بها أو يعيشوها كما ينبغي.



 يجب أن ندرك بأنّ الحياة مثل القطار، ماضٍ في طريقه نحو النهاية يعبر محطات السعادة، محطات اللحظات الجميله، من مشاركة الأصدقاء والعائلة مناسباتهم السعيدة، ومحطات الحزن، ومحطات الألم ولن تنتطر يوماً لتسأل عن حزننا وسعادتنا لذا فأوّل خطوات الاستمتاع بالحياة هي أن نهتم بأنفسنا؛ لأنّ لنفوسنا علينا حقاً، ومن الظلم أن نجهدها ولا نعطيها حقّها من الراحة والسعادة .. لذلك عليك بــ : 

01/ أدرك ما هي الحكمة من خلقك في هذه الحياة : 

يجب على كل واحدٍ منا أن يدرك الحكمة من خلقه ومن حياته، ونسأل أنفسنا دائمًا لماذا التساؤل: ( لماذا خلقنا الله ) في الإجابة عن هذا التساؤل تملأ كل الثغرات المعرفية الموجود في قلوب أي منا .


عندما نعلم أن الله خلقنا لعبادته والامتثال لأوامره تهون علينا أمور كثيرة وتصبح نظرتنا للأمور أكثر اتساعًا وعمقًا، أراد الله أن نكون خليفته في أرضه، السؤال الآن هل نسعى ونعمل ونطوّر ذواتنا لنكون لائقين بهذي المرتبة العظيمة نسأل الله التوفيق لبلوغها والقيام بها حق القيام؟ لا سيما والله يقول: (ياداودُ إنا جعلناكَ خليفةً في الأرضِ فاحكُم بينَ الناسِ بالعَدْلِ ولا تتبِعِ الهوى فيُضِلَّكَ عن سبيلِ الله) الأمر يحتاج إلى الجد في العمل والمثابرة في الطاعات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.


02/ ابدأ يومك بابتسامة : 

 تعبيرات وجهك تعد بمثابة النافذة التي يظهر من خلالها ما تشعر به بداخل قلبك وجسدك، ولكنها كذلك قادرة على التأثير الإيجابي على حالتك المزاجية.

 لذلك تأكد من أن تبتسم بحرية وانطلاق، لضمان أن حالتك المزاجية متفائلة ومقبلة على الحياة. يمكنك كذلك أن تقوم في بداية كل يوم، بتحية نفسك بابتسامة عبر المرآة؛ هذا الوجه السعيد قد يكون كافيًا للمحافظة على حالتك المزاجية مرتفعة كل اليوم.



03/ التفاؤل ، القناعة والطموح :

لا تسمح لنفسك بالاسترسال في تخيّل حدوث أشياء سيّئة، فالبعض مثلاً يفكر كثيراً في احتمال أن يمرض مرضاً خطيراً أو يموت عزيز عليه، فدع أمور المستقبل التي لا يد لك فيها لله وتوكّل عليه، وكذلك خذ العبرة من الماضي ودع عنك الندم. 

 كن ذا شخصية بسيطة واستمتع بكلّ شيء، واقنع بكل ما بين يديك، ولكن لا تجعل ذلك مبالغاً فيه لدرجة تكبت طموحك في التحسين والتطوير في حالك، وحال ما حولك، واسأل نفسك دائماً كيف يمكن أن يكون الوضع أفضل، حتى لو لم تكن قادراً على تحسينه في الحال، واصنع خططاً بقدر قدرتك فيما لك عليه قدرة، بحيث يكون لك في كلّ شهر مثلاً أو أسبوع ما تغيّره للأفضل بدرجة ما.

04/ الحد من التوتر:

الأمر لا يحتاج إلى رأي طبي للتأكيد على أن الشعور بالقلق أمر لا يحمل أي قدر من المتعة ، لكن هل تعلم أن اضطراب المزاج الناتج عن التوتر المعتدل، مثل: "الاكتئاب السريري" قد يلحق الدمار بجهازك المناعي؟ في الحقيقة، مدة فترة التوتر لديها تأثير أكبر من حدتها.

 لمحاربة مشاعر التوتر، فعليك أولًا أن تتعرف عليها وأن تتوقف عن محاولة قتالها بشكل منفرد. عليك أن تجد طرقًا لتقوية مقاومتك، والتنفيس عن مشاعرك السلبية بطرق بناءة. ممارسة الألعاب والتمارين الرياضية، والهوايات المختلفة، وقضاء وقتك مع أصدقائك، كلها طرق بالغة الفائدة في مواجهة التوتر والاكتئاب. 

يمكنك أن تجرب كذلك أنشطة: الصلاة ، التخيل الإيجابي، أو اليوجا، أو التاي تشي. وإذا كنت تعاني من اضطراب مزاجي حاد، فاسعَ إلى التحدث مع استشاري نفسي أو أخصائي طبي في الحال .

05/ إعمل ، أنجزواستمتع :

مما يدخل البهجة إلى قلب الإنسان الإنجاز، للعمل متعة قد يجهلها الكثيرون؛ لذا حاول أن تمارس ولو جزءًا يسيرًا من الأعمال الإنسانية والتطوعية في بداية مسيرة حياتك أيًا كانت بسيطة فهي جيدة ولك فيها الأجر لو حسبتها لله فقط .


06/ تعلم أشياءًا جديدة :  

الوصول لدرجة تعليمية أعلى أمر قد يرفع للغاية من مستوى ثقتك في نفسك واهتمامك بالعالم من حولك. لكنها كذلك ليست الأمر المناسب للجميع، وليست الحل الوحيد. القراءة، والسفر، وحضور دروس تعليمية ممتعة، والمحاضرات غير النظامية بهدف اثراء المعرفة فقط لا غير، ومقابلة الأفراد من مختلف الثقافات، وغيرها من الاختيارات سوف تؤدي نفس الغرض. يمكنك كذلك أن تجرب الدورات التعليمية المجانية عبر الإنترنت ، والتي تتيح طرقًا محفزة للغاية لتوسيع المعرفة والقدرات، في وقت الفراغ الذي يناسبك. 

وبشكل عام، بدلًا من الهروب من التجارب الجديدة، عليك أن تكون طرفًا فاعلًا بها، وأن تبحث دائمًا عن المزيد كلما استطعت ذلك. أنت تعيش مرة واحدة فقط وعليك ان تستغلها بأفضل شكل ممكن .

07/ تواصل مع أصدقائك الحقيقيين : 

ويقصد بالحقيقيّين هنا، هم الذين فعلا يحبّونك، فلو كان لديك أصدقاء لم تتواصل معهم لفترة بسبب مشاغل الحياة، فاترك جزءاً من مشاغل الحياه جانباً، وابدأ بالتواصل معهم، إمّا عن طريق الهاتف، أو البريد الإلكترونيّ، واذهب معهم في رحلات تُجدّد بها عمرك، وتجعل حياتك أكثر سعادة.

08/ قراءة الكتب الجيدة :

 الجلوس أمام التلفزيون ومشاهدة فيلمك المفضل في نهاية اليوم، يعتبر بمثابة الاستشفاء والاسترخاء الجيد، ولكن المشاهدة البصرية للقصة لا تمنحك نفسك القدر من تحفيز التخيل الموجود في الكتب والروايات، وقد تجعلك كذلك تشعر بعدم الهدوء ونقص الطاقة والحيوية. 


كنوع من التغير، جرب أن تقرأ كتابًا يأثرك في أحداثه لبعض الوقت. إذا كنت لا تعتبر نفسك قارئًا بدرجة كبيرة، فمازال بإمكانك تجربة بعض الاختيارات غير الاعتيادية، كأن تقرأ كتابًا متعلقًا بهواية معينة من هواياتك؛ إذا كنت تحب كرة القدم، فقم بقراءة كتاب يحكي قصة حياة لاعبك المفضل، أو يسرد إنجازات ناديك المفضل. وإذا كنت تحب مشاهدة الأفلام، فاقرأ السير الذاتية الخاصة بالممثلين والمخرجين، وغير ذلك.

قم بأخذ ملاحظات حول الفقرات والأفكار التي تحدث صدًا شخصيًا معك. احتفظ بمفكرة في المنطقة التي تقوم بالقراءة عادة بها، وكن على استعداد دائم لتدوين الجمل والفقرات الملهمة التي تمر عليك في الكتب؛ وستجد أنك كوّنت مجموعة هائلة من الأفكار الملهمة، وثيقة الصلة بشخصيتك وتفضيلاتك، وهو ما قد يساعدك بشكل كبير على توجيه أفكارك وأهدافك خلال سنوات عمرك القادمة.

09/ ممارسة التمارين الرياضية :

 تؤثر التمارين الرياضية على إطلاق هرمونات الإندروفين في الجسد، والتي تنقل رسائل للعقل، يترجمها إلى مشاعر وطاقة إيجابية.

القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم لا يعمل فقط ضد مشاعر الوحدة والاكتئاب والقلق، ولكن أيَضًا يعزز من قوة الجهاز المناعي في الجسد. مجرد البدء في الالتزام بالتمشية اليومية كنوع من التمرين الرياضي يمكن أن يزيد من قوة جسدك على حماية نفسه، ويحسن من رد فعل خلايا تي القاتلة -التي تلعب دورًا بارزًا في مدى قوة النظام المناعي .

10/ الحزن يأتي من الفراغ : 

وهو نوعان فراغ روحي وفراغ عاطفي 

- النوع الأول : الفراغ الروحي : سببه قلة العبادات وكثرة المعاصي فالإنسان يصل لمرحلة يفقد فيها معنى الحياة الطيّبة وطعمها فيشعر بالحزن وينتابه الاكتئاب وما شابهه ذلك، والأهم من ذلك أنه لن يجد ما يريد إلا بالرجوع إلى الله والخضوع بين يديه والعيش في حدود العبودية.
- النوع الثاني : الفراغ العاطفي: وهو حصيلة نقص حنان وشح عواطف يعيشها الإنسان في فترة الطفولة غالبًا، فتؤثر في أعماقه فينشأ وهو في أمس الحاجة إلى مصدر حنان ودعم، فيبدأ يبحث في علاقة ما ومحادثة صديق عبر الانترنت أو يسعى لعمل فيه اختلاط وما شابه ذلك، وله في هذا ذرائعه التي لا تنتهي.

الحل في هذه الحالة : العودة إلى الله والتوبة عما فعل الإنسان من أخطاء وتقصير، ترك المعصية، والندم على فعلها والعزم على عدم العودة لمثلها.

أما الحاجة العاطفية فيمكن تعويضها بالأعمال الإنسانية، خدمة الآخرين، إثبات الذات بالمزيد من الإنجازات، والزواج في المستقبل إن شاء الله.



ولكن ..

- بينما أن كل التعليمات المذكورة في هذا المقال حول السعادة، مبينة على نظريات علمية تدعمها، إلا أنه من الضروري التأكيد على أن القدرة على الاستمتاع بالحياة أمر يعتمد على عقلية الفرد نفسه. 

- لا يوجد أي أدوات علمية مؤكدة لقياس السعادة، وكل شخص لديه وجهة نظر مختلفة حول مفاهيم الرضا والاستقرار والاستمتاع والسعادة. باختصار، يمكنك أن تختار أن تكون سعيدًا أو لا، والشخص الوحيد القادر على التحكم في ذلك، هو أنت.

- القلق يعتبر طريقة عديمة الفائدة لإهدار الوقت ، استبدل طاقة القلق بمشاعر أخرى إيجابية، وتوقف عن الغضب والقيام بالتآكل الذاتي ضد نفسك. إذا كنت تشعر بالجرح للدرجة التي تجعل القيام بأي شيء أمر مخيف بالنسبة لك، فامنح نفسك فترة للاسترخاء أو احصل على قيلولة نوم، ثم ارجع بطاقة أكبر لمواجهة المشاكل التي تمر بها في حياتك. سوف تشعر أنك بحالة أفضل إذا استطعت التصدي لتلك المشاكل، من أن تتجاهلها وتتركها تؤثر بشكل سلبي على حياتك.

- استخدم خيالك كل يوم ،وحاول التفكير بشكل إبداعي والشعور بالمرح من خلال كل فعل تقوم به.

- قم بأخذ نظرة من حولك! إذا كنت لا تستمع بحياتك، فعليك أن تتخلص من كل الأشياء السلبية المحيطة بك. أوجد لنفسك أشياءًا تحب القيام بها، وأفراد يهتمون بجعلك تشعر بحالة نفسية مستقرة.

وأخيرا ..

لا يوجد "حذاء سعادة بمقياس واحد، يناسب كل الأرجل". اهتم بقراءة كل المقالات والدلائل التي تقدم اقتراحات حول كيفية الاستمتاع بحياتك، لكن لا تتعامل معها بمثابة الكتاب السماوي الملزم. 
إذا كانت تلك الاقتراحات لا تناسبك، فلا ترهق نفسك وتجبرها على القيام بها. أوجد لنفسك بدائل أخرى واعمل على الالتزام بما يساعدك على جعل حياتك مستقرة وبدرجة أكبر من السعادة والاستمتاع.

المصادر : موقع ويكي هاو - موقع موضوع - موقع  مستشار راف - موقع مهارات النجاح .