كيف يمكنك تحديد الأهداف الكبيرة والمثيرة من خلال قوة عقلك الباطن ؟

الرياضي لابد أن يمرن عضلاته ليزيد من قوتها ،وكذا عقلك الباطن لابد أن تستخدمه لكي تزيد قوته ،وأفضل طريقة لعمل هذا هي أن تحدد له أهدافاً ملموسة ليصل إليها.

قوة عقلك الباطن

وإذا لم تكن تعرف نوعية الأهداف التي تضعها لعقلك الباطن ليصل إليها ،فاسمح لي بأن أضعك على أول الطريق.

أولاً ،الممتلكات المادية ،ربما يكون هدفك شراء منزل جديد أو أثاث جديد أو سيارة أكبر أو خزانة ملابس جديدة أو الحصول على وظيفة أفضل ،أو ترقية ،أو ضمان مالي. وكل ما تحتاج إليه لتنجح هو أن تختار واحداً أو أكثر من تلك الأهداف.

أو ربما تكون مهتماً بسلامتك البدنية إذ ترغب في التمتع بصحة أفضل أو تفقد الوزن الزائد أو تحظى بذاكرة أقوى أو تركيز أعلى أو القدرة على الاسترخاء أو التخلص من التوتر أو التخلص من بعض العادات السيئة مثل التدخين أو الإفراط في الشراب. إذن يمكنك أن تحصل على ما ترغب إذا وضعت لنفسك هدفاً.

وأخيراً ربما يكون لديك أهداف روحية تحاول الوصول إليها . فربما في علاقة أقوى وأقرب من الله سبحانه وتعالى ،والطمأنينة ،والهدوء الداخلي ،وراحة البال ،والتحرر من ذنوب الماضي ،والتخلص من الخوف والقلق والحيرة وسعادتك عندما تصبح قدوة لأبنائك وأصدقائك ومعارفك. ومهما كان ما تريد ،حدد هدفك وآمن بأنك ستحققه وسيصبح ملكك.

3 صفات يجب توافرها في الأهداف

لابد أن يتسم كل هدف بتلك الصفات الثلاث التالي ذكرها , وإذا افتقر الهدف إلى واحد منها فلن يمكنك تحقيقه :
1- لابد أن يكون الهدف محدداً وملموساً. وينبغي أن تعرف ما تريد الحصول عليه ،قل فحسب : "أود أن أصبح غنياً" مجرد أمنية، إلى أي مدى تريد أن تصبح غنياً ؟ فإذا أردت أن يصبح دخلك خمسين ألفاً أو مائة ألف دولار سنوياً ،فحدد الرقم الذي تريده لعقلك الباطن فحسب. ودع له الأمر ليزودك بالأفكار التي تحتاجها لتحقق تلك الرغبة الدفينة بداخلك.

وإذا لم يكن هدفك ملموساً ومحدداً فستجد نفسك في نفس الموقف الذي وقع فيه أعضاء تلك الجماعة الدينية الذين بنوا مبنى الاجتماعات العامة وأخبرتك بقصتهم سالفاً ،والذين لم يطورا أو ينموا أنفسهم لأن القيادة لم تمد الأعضاء بهدف محدد مرئي وملموس.

والأهداف غير المحددة وغير الملموسة يستحيل تصورها لأنها غامضة وتجريدية. ولن تلهم تلك الأهداف عقلك الباطن أو تثيره ليقوم بأي عمل من أجلك . وإذا لم تكن في عقلك الباطن واثقاً مما تريد ،فإن موقفك لن يسمح لك ببرمجة عقلك الباطن بالإنجازات الناجحة.
فإذا أردت أن تحقق أهدافك بنجاح فتأكد من أنها محدودة وملموسة .

2- لابد أن يكون هدفاً قابلاً للقياس. وأقصد بهذا أن تكون قادراً على الحكم على تقدمك عن طريق تحقيق هدفك . وربما يكون هدفاً كمياً ،إذن فما مقدار ما تريد تحقيقه أو إلى أي مدى تود المضي قدماً ؟

وعلى سبيل المثال ربما يكون هدفك هو أن تصبح رئيساً للشركة التي تعمل بها بغض النظر عن وظيفتك الحالية. وهذا ما فعله رجل أعرفه. فقد ترقى من حجرة البريد ليصبح رئيساً للشركة خلال 16 عاماً لأنه وضع ذلك المنصب هدفاً له.
وبالطبع كان عليه استخدام بعض الأهداف الوسيطة في طريق تحقيقه هدفه النهائي ،إلا أنه لم يتخل قط عن هدفه النهائي وهو أن يصبح رئيساً للشركة. ولقد كان عاقداً العزم على تحقيق هذا الهدف وهو ما فعله. وكما أخبرني يوماً ما: "من المهم أن تضع نصب عينيك ما تريد ،وأين تريد أن تكون ،ولكن ليس أين كنت وأين أصبحت الآن".

3- لابد أن يكون هدفك محدداً بوقت. وعندما تضع خططك للوصول إلى هدفك لابد أن تضع لنفسك فترة زمنية محددة معقولة لتحقق هدفك. وإذا لم تفعل فستجد أنك ستواصل تأخير وتأجيل الأمور.

وعلى سبيل المثال إذا خططت لتصبح طبيباً أو محامياً فإنك لن تفعل هذا بين عشية أو ضحاها ،وإذا أردت أن تربح مليون دولار فأنت في حاجة إلى فترة زمنية محددة حتى تكمل المهمة بنجاح .
إذن خطط لنجاحك بحرص سنة بسنة وشهراً بشهر ويوماً بيوم أو حتى ساعة بساعة إذا لزم الأمر. وإذا حدث وفاتك أحد المواعيد المحددة لجدولك الزمني فلا تجفل وتترك الأمر. فربما تكون محتاجاً إلى إعادة ضبط جدولك الزمني أو ربما لم تكن واقعياً ومتسرعاً عند وضع جدولك الزمني. والأهم أن تداوم على التحرك في الاتجاه الصحيح والتأكد من أنك لا تحيد عن الطريق الذي يوصلك إلى هدفك.

قوة عقلك الباطن

لماذا تساعدك كتابة أهدافك ؟

قبل أن تدفع نفسك لتضع هدفاً محدداً على الورق ،فمن السهل أن تضع لنفسك هدفاً عاماً مثل : "أود أن أصبح غنياً عندما أصل إلى منتصف العمر" فهذا لا يعد هدفاً لأنه مجرد حلم من أحلام اليقظة أو مجرد أمنية ،فالهدف يحدد المبلغ الذي تريده في حسابك ،على سبيل المثال اكتب مقدار المال الذي تريده في موعد محدد "أود أن أدخر مائة ألف دولار بحلول عيد مولدي الخامس والثلاثين".

وأنا واثق من أنك قد سمعت شخصاً ما يقول : "أعلم ما أقصد ،ولكنني لا أستطيع أن أصيغها في كلمات" ،فإذا شعرت بالذنب لهذا القول فهذا يعني أنك على ثقة تامة من عدم معرفتك بما تريد أو تقصد ،فإذا لم تتمكن من كتابة هدفك ولم تضع لنفسك هدفاً محدداً وملموساً لتبرمج عقلك الباطن به فأنت تغرق في الأمنيات وأحلام اليقظة .

كيف تجعل هدفك مثيراً وقيماً ؟

إذا أردت الخروج من هوة الملل والخضوع للواقع ،فلابد إذن من تحديد هدف مثير وقيم . وإحدى أفضل الطرق لتحقيق هذا هي تصور كل الفوائد التي ستجنيها عندما تحقق هدفك. وعلى سبيل المثال لنقل إنك تود الإقلاع عن التدخين، فبدلاً من استخدام قوة الإرادة أو التفكير في مدى صعوبة الأمر ،حفز نفسك بالاستماع إلى كل الأمور الجيدة التي ستجنيها عندما تقلع عن التدخين، وعلى سبيل المثال:
1- لن تعاني مرة أخرى من ذلك السعال الذي يسببه التدخين.
2- ستشعر بتحسن مذاق طعامك ،وبذلك ستستعيد حاسة التذوق بالإضافة إلى حاسة الشم أيضاً.
3- لن تخاطر بإيذاء الآخرين برائحة نفسك السيئة ،وكما كان ابني بوب يقول دائماً: "تقبيل الشخص المدخن يشبه لعق الرماد بلسانك".

4- لن تخاطر بالإصابة بضيق الشعب الهوائية أو الربو ،والأخطر سرطان الرئة. وقد ثبت أن الجسد يشفى ذاتياً خلال اثنتي عشرة ساعة من آخر سيجارة دخنتها ،وعلى الرغم من أن الأمر سيستغرق عدة أشهر قبل أن تعود صحتك لطبيعتها.

5- لن تخاطر بالاصابة بالشيخوخة المبكرة وتجعدات الوجه. كذلك فإن السيدات المدخنات يصبن بتجعيدات الوجه في سن الخمسين أكثر من غير المدخنات في سن السبعين.

6- ستدخر ثروة صغيرة خلال عام تكفي لقضاء إجازة رائعة ،فعندما تدخن علبتين في اليوم والعلبة ثمنها دولار ،إذن ستدخر سنوياً 730 دولاراً وهو مبلغ كبير من المال بالنسبة لي ؟ أترى كم المكاسب التي ستجنيها عندما تقلع عن التدخين.

وهو ما يجعل هدفك مثيراً وقيماً. ويمكنك أيضاً استخدام نفس النظام لوضع أهداف تتعلق بإنقاص الوزن والتحكم في أعصابك أو كسب المزيد من المال ،وكل كا تريد. وكلما كان الهدف مثيراً وقيماً ،زاد طموحك لتحقيقه ،وعمل عقلك الباطن بطريقة أفضل.

نصيحة غالية أقدمها لك .. لا تناقش أهدافك مع أي شخص 

فقد تتسبب مناقشتك لخططك وآمالك مع الآخرين في إحراج شديد لك ،وسأضرب لك مثالاً مررت به شخصياً .. يقول جيمس:

في عام 1950 عندما بدأت الحرب الكورية تم توجيه مئات الآلاف من جنود الاحتياط إلى العيادات لفحصهم بدنياً وإعداد تقارير لضمهم للخدمة خلال 30 يوماً ،إذا كانوا لائقين صحياً.

وقد تم استدعاء صديق لي يعمل مندوب تأمين ليتم إجراء الكشف الطبي عليه في شهر يوليو عام 1950. وقد قيل لجيري إنه لو كان لائقاً فسيتم إلحاقه بالخدمة خلال 30 يوماً وقد جاء تقريره بأنه يتمتع بصحة ممتازة ،لذا أغلق جيري مكتبه وأخبر الجميع بأنه سيلتحق بالجيش ،ووجد نفسه يغرق في بحر من حفلات الوداع والهدايا.

ولكن كما حدث عادة في الحكومة تأخر خطاب الاستدعاء ولم يصله وانتظر جيري حتى أغسطس وسبتمبر وأكتوبر ،وأخيراً أعاد فتح مكتبه وفي فبراير 1951 وصله خطاب الاستدعاء بعد سبعة أشهر من الموعد المحدد لالتحاقه بالخدمة.

وأنت أيضاً عليك أن تتذكر أن لكل واحد طريقة تفكيره الخاصة للوصول إلى أهدافه، وإذا سألت مائة شخص فإنك ستحصل على مائة رأي مختلف حول الطريقة الصحيحة لتحقيق أهدافك. لذا عندما تناقش أهدافك وخططك مع الآخرين فأنت تربك عقلك وتعرضه لفوضى عارمة ،أنت فقط المؤهل الوحيد لمعرفة ما ينبغي أن تتلقاه من عقلك الباطن بناءً على المعلومات والإرشادات التي تلقيتها من عقلك الباطن. "تقدم ولا تخبر أي شخص" ،تلك هي النصيحة الغالية التي أقدمها لك.

ركز على هدف واحد 

سينصحك مستشارو الاستثمار بضرورة تنوع أنشطتك لتجنب مخاطر الاستثمار في شركة واحدة. وربما تكون هذه الفكرة صحيحة فيما يتعلق بالاستثمار ،ولكنها لا تنطبق على موضوعنا هذا. إذن عليك تزويد عقلك الباطن بهدف واحد حتى تستغل كل إمكانياته ،لذا ركز على نقطة واحدة ولا تشتت جهدك.

وعندما تركز على هدف واحد تزود به عقلك الباطن فإنك تحقق ما تريد بعد أن تركز كل جهدك وطاقتك لتحقيقه. وكما قال أندرو كارنيجي الثري صاحب مصانع الصلب: "ضع كل البيض في سلة واحدة وراقبه جيداً". ركز على هدف واحد وستصبح ناجحاً.


المصدر: القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت